أخبار السودان

بالغت يا (أبو الجاز)

إنتهت الانتخابات(المضروبة) ولا زالت تتوالي تصريحات مفوضية زوبة اللهلوبة.
فبعد إنتهاء مسرحية فوز مرشح المؤتمر الوطني،وتحوله من مرشح للرئاسة إلي رئيس جمهورية،ستخاطب المفوضية البرلمان القادم بهذا الشأن،ولا ندري الحكمة من إخطار البرلمان بمن فاز في الانتخابات(المضروبة)،والنواب أنفسهم كانوا مرشحين في نفس العملية الانتخابية التي جرت كلها في وقت واحد .
ربما يخشي السدنة أن يحدث في البرلمان ماحدث في القاعة(102)بكلية الآداب جامعة الخرطوم في عام 1976(ونحن برالمة اقتصاد).كنا دفعة كبيرة (250) وبالتالي فمعظم المحاضرات تكون في تلك القاعة الواسعة الجميلة.
في أول يوم من أيام الدراسة،والمحاضرة تبدأ الساعة الثامنة صباحاً،ومعظمنا خرج من البركس باكراً،بعد أن شربنا شاي اللبن في (السفرة)،وكانت الداخليات أنيقة(قبل أن تقضي عليها الإنقاذ بما يسمي بصندوق دعم الطلاب)،جلسنا في انتظار (المحاضر) وكان الدكتور علي أحمد سليمان أستاذ الاقتصاد المشهور ،ولم نكن قد رأيناه من قبل .
قبل الثامنة بربع ساعة،دخل علينا(المحاضر)الأنيق،ببدلته السوداء،وقال بالإنجليزية(صباح الخير) فرددنا عليه،وأخرجنا الدفاتر للكتابة،فبدأ الكلام عن النظرية الاقتصادية(وكلو بالانجليزي قبل التعريب الذي هدم الجامعات)،ففهمنا شوية،وسطّحنا شوية،وبعضنا كتب العنوان،في انتظار الترجمة من (حنان ووفاء)وكن شاطرات في لغة الفرنجة. المهم خرج المحاضر بعد 10 دقائق بعد أن إستأذن علي أمل العودة بعد دقائق.
عند الثامنة حضر شخص وجيه،تعدي الثلاثين من العمر،بقميص(لبني) وبنطلون رمادي،عرّف نفسه علي أنه الدكتور علي أحمد سليمان،وتلفتنا لنجد المحاضر السابق(المزعوم)يدخل من الباب الخلفي ويجلس بيننا،فقد كان طالباً مثلنا أراد أن (يبرلمنا)ونجح(أين أنت يا أبو الجاز؟؟).
وبمثلما فعل فينا أبو الجاز في سبعينات القرن الماضي،ربما سيدخل أي واحد إلي برلمان السدنة بعد انعقاده ليقول للحاضرين(أنا رئيس البلاد)،ويحتمل أن يصدقوه،ويعزفوا له السلام الجمهوري ويؤدي القسم،وتجوط الحكاية.
وهكذا ولأغراض التأمين،جات حكاية إخطار البرلمان باسم الفائز في الانتخابات،ومن المحتمل أن تعلق صورته مع مذكرة الإخطار حتي لا ينتحل أي زول صفة الرئيس.
وبعيداً عن مسرحية (زور بينا البلد دا)،أمضت جمهورية لبنان عاماً كاملاً بلا رئيس،لأن النصاب البرلماني لا يكتمل في أي جلسة انعقدت لانتخاب الرئيس(بأمر كتلة حزب الله وميشيل عون)،وبالرغم من هذا فالأحوال تمام والناس(ماكلين شاربين)،ولا أضربت النقابات ولا قفلت الدكاكين،ولا (النظام العام)اللبناني جلد البنات اللابسين بناطلين.
لو منح البرلمان السوداني،وتوابعه إجازة بدون مرتب،لما توقفت الحياة في بلادنا،يخرج الناس من الصباح،ينظرون إلي الجرائد المفروشة ولا يشترونها،يركبون الحافلات،أو الحمير والجمال،إلي حيث يعملون أو يتبطلون،ثم يعودون للبيوت منهكين،لتدور الساقية في اليوم التالي.وفي أيامهم العجاف،لا يأبه معظم السودانيين الشرفاء لما يسمي بالبرلمان،ولا ينصتون لأحاديث المسؤولين في التلفزيون لأنهم لا يشاهدون القناة الرسمية.
برلمان.. باتمان.. سوبرمان.. يا الماشي لي عجمان.. جيب لي معاك رمان.. يا السادن الفنان

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا يا ابو هاشم علي وزن باتمان دخلت علي الزين وابنه محمد يلبس ملابس الباتمان وهوضعيف جدا في البنية فقلت له (يا باتمان فرد ابوه بذكائه هذا ماتمان وهو حال الشعب السوداني !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..