هل ستقوم وزيرة التربية باغلاق مدرسة لتحفيظ القران الكريم؟

هل ستقوم وزيرة التربية باغلاق مدرسة لتحفيظ القران الكريم؟

اذا كان القانون فى السودان له سلطة على مدارس تحفيظ القران الكريم فان الجهات المختصة سوف لن تجد اى مشكلة فى اغلاق تلك المدارس التى تخالف القوانين واللوائح لكن المشكلة هى فى الدولة الدينية القائمة فى السودان والتى ترى ان هذه المدارس مقدسة ولذلك فان انتقادها ممنوع دع عنك اغلاق احدها. وحين تبنت المعارضة خيار الدولة المدنية فانها قد وضعت نصب عينيها دولة مواطنة تحترم كل الثقافات والاديان وتتعامل مع كل الاديان وفقا للدستور والقانون من دون ان تنحاز لدين ما على حساب الاخر. والباعث لكتابة هذا المقال هو التقارير التى وردت اخيرا عن وفيات وامراض رصدت فى عدد من مدارس تحفيظ القران وما تلا ذلك من ردود افعال

لقد حدثت فى الاونة الاخيرة عدة وفيات وحالات مختلفة من الامراض الخطيرة فى مدارس تحفيظ القران الكريم فى شرق ووسط السودان. والامر لا يتعلق باحداث منفردة بل بحالة مزمنة تعيشها هذه المدارس اذ ان معظم الاطفال يسكنون فى مبانى ملحقة بالمدارس ويمضون سنين عددا فيها فيحصلون على تعليم لا يسمن ولا يغنى من جوع. والانكى من ذلك ان سنينا غالية يكون الاطفال قد امضوها من عمرهم وهم محرومون من اللعب وحرية الاكتشاف والتجريب وهى من ابسط حقوق الطفل. وفى هذه المدارس يكون هم المدرس الاساسى هو حشو رؤوس الاطفال باكبر قدر ممكن من سور القران الكريم وهو يستخدم فى ذلك اساليب قذرة مثل الجلد والاهانات والتخويف وكل ما من شانه ان يسهل له مهمته. وقد وصف احد الزوار الحال فى احدى المدارس بانها تشبه السجن الكبير حيث يظل الاطفال داخل غرفهم وهى محاطة بسور كبير ولا يسمح لهم بالخروج من الغرف الا للاكل او الدراسة او قضاء الحاجة

هذه المدارس مكتظة بالاطفال الذين يجلسون على الارض اثناء الدرس وينامون على الارض او على سرر من الحطب وحبال السعف وغالبا هى غير مفروشة. والمدارس لا تهتم بالصحة العامة ولا باصحاح البيئة. والمياه قذرة وملوثة ولا توجد حمامات والاكل فقير جدا فالوجبات عبارة عن كسرة من الذرة الرفيعة مع شوربة من البصل والبامية المجففة (الويكة) والكمية غير كافية, وجبتين فقط. ولان البيئة سيئة جدا والرعاية الصحية معدومة فقد اصيب الاطفال بامراض مثل الكوليرا والبلهارسيا والملاريا والدفتريا ودودة غينيا وغيرها اضافة الى سوء التغذية

والسودان فى وضع لا يحسد عليه من حيث اهتمامه بالرعاية الصحية. وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فان السودان به 86% من حالات مرض الدودة الغينية المرصودة فى جميع انحاء المعمورة كذلك يستاثر ب 43% من حالات الملاريا فى العالم ويتذيل قائمة الدول التى بها مستويات عالية من سوء التغذية سويا مع الصومال وافغانستان. اضافة الى ذلك فان البلاد مشهورة بالامراض المستوطنة الاخرى مثل البلهارسيا والدوسنتاريا والملاريا والسحائى والدفتريا والدودة الغينية. هذا الوضع الصحى المزرى يتضرر منه الاطفال جميعا لكن الضرر الاكبر يقع على الاطفال فى مدارس القران لانهم بعيدون عن ذويهم ويعيشون فى اوضاع تشبه اوضاع السجن

على الرغم من ان القانون فى السودان يمنع ضرب التلاميذ الا ان الضرب يعتبر احد الوسائل المالوفة فى العملية التعليمية فى مدارس تحفيظ القران. والضرب هنا هو ضرب مبرح يتم بواسطة العصى اما الجلد فتستخدم فيه السياط القوية التى تصنع من جلد فرس النهر (القرنتى). والمدرس الذى يعتقد ان استخدامه للضرب والاهانة والوسائل غير الانسانية تضمن له مخرجات تعليمية جيدة انما هو شخص موهوم. حشو الرؤوس بكميات كبيرة من المعلومات لا يدل على نجاح التعليم بل قد ينتج عقليات بليدة خاملة ومستعدة للانقياد. وبذلك تصبح مثل هذه المدارس مفارخ للارهابيين المحتملين والكسالى

التعليم فى الدول المتقدمة متطور لانه هجر المدرسة السلوكية واتخذ البنائية كمبدأ اساسى للتعليم. والسلوكية تعتمد على التلقين والحفظ وان المعلم هو الاساس وهو مخزن المعلومات وهى نظرية اثبتت فشلها. اما البنائية فهى منهج يعتبر ان العملية التعليمية تتمركز حول الطالب وتقول ان المتعلم يقوم ببناء معرفته بنفسه. وتلعب المقاربة الذاتية دورا رئيسيا فى عملية التعلم. وفى سعية لفهم المسائل يستخدم الطالب المهام العقلية المختلفة فى عمليتى الاستيعاب والتكييف حين يقوم الطالب بتحديث او تعديل افكاره ومفاهيمه بناء على الخبرات والمعلومات الجديدة التى يكتشفها. والمعلم هو مرشد فقط لا يتدخل الا للارشاد او اعطاء واجبات اضافية حين يشعر بان بعض الطلاب قد وصلوا الى مستويات اعلا (عملية تعلية السقالات). وتؤدى الخبرات والمعلومات السابقة وكذلك الخبرات التى يكتسبها المتعلم بنفسه او بمساعدة من هم فى بيئتة الاجتماعية, تؤدى دورا مهما فى عملية التعلم. ولذلك فان التعليم فى الدول المتقدمة هو تعليم شامل لا يتم فى المدرسة وحدها بل يستخدم كذلك التلفاز والوسائط المتعددة والالعاب والمتاحف والمعارض وغيرها

وتعتبر حكومة الدكتاتور عمر البشير هى الحكومة التى عقدت مؤتمرات للاصلاح التعليمى اكثر بكثير من سابقاتها. وقد اوصى المؤتمر القومى للتعليم فى فبراير عام 2012 باضافة سنة دراسية الى النظام التعليمى. وحين قرات وزيرة التربية توصيات المؤتمر اصابتها الحيرة ووقفت كما يقف حمار الشيخ فى العقبة. واليوم تكون خمسة سنوات تقريبا قد مضت والتوصيات لم تنفذ. ولاغرو ان حيرة الوزيرة لم تفارقها حتى الان لانها تفتقر الى المؤهلات التى تمكنها من شغل هذا المنصب ولكن الولاء لحزب المؤتمر الوطنى الكيزانى هو الذى اتى بها الى الوزارة. وقد تحدثت الوزيرة سعاد لوسائل الاعلام من قبل عن سيرتها الذاتية فلم تذكر سوى انجاز واحد وهو انها كانت مجاهدة اثناء الحرب الاهلية فى جنوب السودان. هذا عار يجب تستحى منه لا انجاز تفتخر به. والكل يعلم ان قتل النساء والاطفال وتدمير القرى والزرع هى جرائم حرب لا انجازات. وبالطبع لا احد يتحرى خيرا فى الكيزان فهم قد قاموا بتدمير التعليم و مؤسساته لانهم لا يريدون لاطفال السودان ان يتعلموا حتى لا يصبحون منافسين لهم اما ابناءهم فانهم يتعلمون فى المدارس الخاصة الجيدة ثم يبعثونهم بعد مرحلة الاساس الى الدول الغربية لاكمال مشوارهم التعليمى

واذا كانت الدولة فى السودان دولة مدنية تنتهج الحكم الراشد فانها حتما ستضع قانونا للتعليم يشمل كذلك مدارس تحفيظ القران الكريم. ولا شك ان هذا القانون سيسمح لوزيرة التربية بان تخضع تلك المدارس للتفتيش الادارى والمحاسبة وان تغلق بعضها اذا تطلب الامر ذلك فلا احد فوق القانون

محمد مهاجر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وزيرة التربية تعتبر نفسها من الكوادر المقدسة في الحركة الاسلامية بعد وفاة زوجها رحمه الله في الحرب ايضا تم تزويجها من الأمين العام للحركة الاسلامية الزبير محمد الحسن..

    وهي غير مؤهلة لقيادة وزارة التربية لكونها خريجة اقتصاد وكل مؤهلاتها انها عملت فور تخرجها في احدى شركات التأمين الاسلامية وهي احدى ازرع الحركة الاسلامية الاستثمارية في السودان ولا يعمل فيها الا من كان كوزا او ابن كوز وهذا لا يهم فهي شركتهم ومن حقهم ان تكون مسيدا لهم ووكرا لإجتماعاتهم ..

  2. كل الحجج باطلة هذا اذا تجاوزنا أن هنالك غرض .يمكنك المطالبة بقفل المدارس الاستثمارية الخاصة اما مثل المدارس القرآنية التي تقوم علي التطوع فيجب المناداة لتطويرها وتقديم العلاج لمن بها حسب امكانيات المنطقة ..اما عن نقص الطعام فان المدارس الحكومية النظامية تفتقر اساسا للوجبات ..عملت في الماضي في برنامج التغذية المدرسية قبل الانقاذ واعلم الحقيقة جيدا .اما عن نوع التعليم فهذا خيار الريفيين الحر .وبعض المدن . نوعية التعليم ….قد أثبتت التجارب أن حافظ القران الصغير أكثر قدرة علي التفوق عندما يندرج في المدرسة العادية…ولا يجرمنكم شناان قوم علي الا تعدلوا

  3. وزيرة التربية تعتبر نفسها من الكوادر المقدسة في الحركة الاسلامية بعد وفاة زوجها رحمه الله في الحرب ايضا تم تزويجها من الأمين العام للحركة الاسلامية الزبير محمد الحسن..

    وهي غير مؤهلة لقيادة وزارة التربية لكونها خريجة اقتصاد وكل مؤهلاتها انها عملت فور تخرجها في احدى شركات التأمين الاسلامية وهي احدى ازرع الحركة الاسلامية الاستثمارية في السودان ولا يعمل فيها الا من كان كوزا او ابن كوز وهذا لا يهم فهي شركتهم ومن حقهم ان تكون مسيدا لهم ووكرا لإجتماعاتهم ..

  4. كل الحجج باطلة هذا اذا تجاوزنا أن هنالك غرض .يمكنك المطالبة بقفل المدارس الاستثمارية الخاصة اما مثل المدارس القرآنية التي تقوم علي التطوع فيجب المناداة لتطويرها وتقديم العلاج لمن بها حسب امكانيات المنطقة ..اما عن نقص الطعام فان المدارس الحكومية النظامية تفتقر اساسا للوجبات ..عملت في الماضي في برنامج التغذية المدرسية قبل الانقاذ واعلم الحقيقة جيدا .اما عن نوع التعليم فهذا خيار الريفيين الحر .وبعض المدن . نوعية التعليم ….قد أثبتت التجارب أن حافظ القران الصغير أكثر قدرة علي التفوق عندما يندرج في المدرسة العادية…ولا يجرمنكم شناان قوم علي الا تعدلوا

  5. القرآن مقدس وهو كلام الله ولا يحق لأي بشر الانتقاد ولكن يجب عليه أن يساعد بما يستطيع في أي وسيلة تساعد في حفظ كتاب الله

  6. القرآن مقدس وهو كلام الله ولا يحق لأي بشر الانتقاد ولكن يجب عليه أن يساعد بما يستطيع في أي وسيلة تساعد في حفظ كتاب الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..