مقالات وآراءمقالات وآراء سياسية

الشعب السوداني بين ويلات القصف ومعاناة الكوليرا !

إن فوكس

نجيب عبدالرحيم

 

بين دخان الحرب وصوت الرصاص، تُرفع شعارات الكرامة والحرية في السودان، بينما الواقع يكشف عن صراع على السلطة لا يعترف بالشعب شريكًا فيه. في هذا المقال نقترب من حقيقة ما يجري : من يملك القرار فعلًا؟ وهل ما زال للمدنيين موطئ قدم في وطن اختطفته البنادق وغيّبته الحسابات العسكرية؟

طالت مأساة الشعب السوداني، وعظمت تضحياته، وارتفعت تكاليف تحقيق تطلعاته نحو دولة الحرية والسلام والعدالة والكرامة في أرضه، وتحت مظلة دولة تحترم الجميع وتمنح الحقوق للجميع دون تمييز أو وصاية. لكن هذه التطلعات النبيلة تصطدم بواقع مرير، تصنعه آلة حرب عبثية مدمرة، دفعت بأهل السودان إلى أقسى أوجه المعاناة، من فقدان الأرواح وانتهاك الأعراض، إلى التشرد في معسكرات اللجوء وحدائق وطرقات المدن البعيدة عن الوطن والأهل.

ورغم هذا الثمن الباهظ، ما زال السودانيون صامدين، يقاومون القهر ويصارعون الحياة من أجل البقاء، باحثين عن مخرج يحررهم من قبضة هذا الجحيم الذي أنتجه كائن عسكري متضخم، لا يسمع سوى صدى صوته، ولا يعترف إلا بمن يسير خلفه طائعًا، ولا يقبل رأيًا لا ينسجم مع مزاميره، ولا موقفًا لا ينحني لعصاه.

منذ إطلاق الرصاصة الأولى، لم تكن الحرب سوى غطاء لتمكين هذا المشروع السلطوي من إعادة إنتاج نفسه، بوجه أكثر قبحًا، وتحالفٍ أكثر خطورة. فالحركة الإسلامية التي تقاتل اليوم إلى جانب الجيش، لم تكتفِ بإشعال الحرب، بل وضعت المتاريس أمام كل محاولات الحل السلمي، بدءًا من منبر جدة، مرورًا بالمنامة، وانتهاءً بجنيف. لم تكن نيتهم الوصول إلى تسوية عادلة، بل فرض شروطهم وتكريس رؤيتهم الأحادية القائمة على الإقصاء والتطويع.

ولا يخفي الجيش السوداني رغبته الحقيقية: لا حكم مدنيًا حقيقيًا، ولا ديمقراطية فعلية، بل سلطة شكلية تدار من خلف الستار، بوجوه مدنية يتم اختيارها بعناية لتكون دمىً متحركة يُتحكم فيها عن بُعد، بـ”الريموت كنترول”. الهدف ليس بناء دولة بل ترسيخ سلطة، ليس إنقاذ البلاد بل ضمان استمرار النفوذ.

الكرامة التي يرفعها قادة هذه الحرب شعارًا، ليست إلا سرابًا يخفي وراءه مشروعًا استبداديًا، لا يرى في الشعب شريكًا، بل رهينة. وإذا كان للسودانيين من كرامة حقيقية، فهي في صمودهم وتمسكهم بحقهم في دولة مدنية عادلة، لا مكان فيها للعسكر في السياسة، ولا لمرتزقة الدين في مصادرة الإرادة الشعبية.

إن الطريق إلى الكرامة لا يمر عبر فوهات البنادق، بل عبر تمكين إرادة الشعب، وبناء عقد اجتماعي جديد يحترم التنوع، ويكفل الحقوق، ويحاسب من يعبث بالدماء والخراب.

لا يملك القائد العام للقوات المسلحة أي شرعية تخوله اتخاذ قرار سيادي كقرار تسمية رئيس للوزراء، فهو ما زال يمثل رأس سلطة انقلابية على حكومة الثورة، وعلى الوثيقة الدستورية التي يحاول الاستناد عليها بعد إجراء التعديلات، فالاستناد عليها لن يسعف سلطة الأمر الواقع التي تفتقر إلى السند الشعبي. بل أصبحت خاضعة لفلول العهد البائد الحالمين بالعودة للسلطة بوأد الثورة وعلى افواه بنادق العسكر.

الشعب السوداني الأبي الصامد الذي يعاني من ويلات القصف ووباء الكوليرا ولا يملك قوت يومه والكل يعلم أن الوثيقة الدستورية انتهت بالمواقيت من 23 أغسطس 2019م وحتى الآن مرت ستة سنوات وفي ظرف أربع سنوات فقط من العام 2019م كان يجب أن يتم انتخاب المجلس التشريعي وإنهاء الإجراءات الانتقالية بما في ذلك الوصول إلى سلام شامل من خلال مفوضية السلام والقيام بمهام الدمج والتسريح للقوات من خلال مفوضية الدمج والتسريح وإزالة التمكين من خلال المفوضية الخاصة به وكذلك إجراء الانتخابات من خلال مفوضية الانتخابات وبالتالي الولوج إلى انتقال ديمقراطي كامل مع رجوع العسكر إلى الثكنات وبدء ممارسة مهام الحكومة الديمقراطية الجديدة حسب الدستور الدائم وعندما قطع الانقلاب في 25 أكتوبر 2021م هذه الإجراءات توقفت في حينها الوثيقة الدستورية وبذات إجراءات انقلابية وذلك مباشرة يعني انعدام الشرعية الدستورية وتنفيذ كل ما يحدث بعد ذلك بموجب القوة الانقلابية وقد انتهت كذلك أيضا اتفاقية سلام جوبا بالمواقيت وأصبحت مشاركة أطراف سلام ;(محطة جوبا التجارية ) JST في حكومة الخرطوم مشاركة لا تستند إلى أي شرعية دستورية والطاسة ضايعة.

يا كيمو بعد استقالة (المؤسس) أيقونة الديمقراطية الدكتور عبدالله حمدوك تبخرت الشرعية .. قبولك المنصب يعد ( قفزة في الظلام ).

لا زال مسلسل الاحلام والأوهام والمكنات شغال والحرب العبثية المدمرة مستمرة والضحية الشعب السوداني .. الداعية السوداني محمد هاشم الحكيم قال .. شاف الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام قال ليهو الحرب انتهت وقول للجيش والدعم السريع يتفاوضوا .. بكرة قريبة يا حكيمي !!

مسارات الوسط .. من أنتم ومن الذي فوضكم ؟

سلم .. سلم .. حكم مدني .. ما قلنا ليك الحكم طريقو قاسي من أولو ….

لا للحرب .. والف لا ….

لا للحرب، وألف لا .. لا بد من العودة إلى منبر جدة، فهو آخر ضوء في هذا النفق

المجد والخلود للشهداء.

لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..