العملاء داخل التنظيمات الثورية.. سوس ينخر الجسد النحيل !!

بين أن يكون المرء ثوريا ومرتزقا ثمة خيط رفيع يفصل بينهما فالثوري هو الذي يتخذ الثورة سبيلا لتحقيق مكاسب مفقودة لشعبه ممثلا في الحرية والعدالة والعيش الكريم دون أن يرسم لنفسه مصالح شخصية ينتفع بها وراء هذه الثورة فيما المرتزق هو الذي يمتطي الثورة لتحقيق مآرب شخصية متى تحققت له تلقفها ونزل عن ركب الثورة تاركا ً رفاقه .
و تاريخ الثورات تذخر بكثير من أمثال هؤلاء النفعيين الذين يشكلون عبئا على الثورة وعلى شعوبهم من خلال ممارساتهم السالبة التي تصل أحيانا لحد بيع أسرار الثوار للعدو وفي اقل الحالات التولي يوم الزحف وبث الشائعات لتثبيط الهمم . والتاريخ الحديث لثورات الهامش السوداني يكتظ بمثل هذه النماذج المخزية والتي ترتبط بعاملين أساسيين ( العمالة للنظام أو الارتزاق ) فثمة عناصر كثيرة قد قدمت لصفوف هذه الثورات إما مدفوعة من جهاز الأمن والاستخبارات للنظام السوداني لمهام محددة بتواريخ وآجال محددة أو بداعي الارتزاق وتحقيق مكاسب مالية أو مواقع في السلطة عبر امتطاء الثورة ، لذلك لاحظنا الكثير من الهرج والمرج المتمثل في مسلسل الدخول والخروج والهرولة لأحضان النظام .
نعم : قد نتفهم ظروف الاختلاف في الرأي بين الرفاق الذي قد يؤدي بخروج البعض عن تنظيماتهم الثورية والالتحاق بأخرى يرونها اقرب لرؤاهم الفكرية لكننا لا يمكن إن نتفهم أبداً الخروج من التنظيم بداعي الخلاف والهروب مباشرة لصف النظام الحاكم دون سابق إنذار ، هذا لا يمكن فهمه إلا في إطار العمالة والترتيب المسبق .
والعملاء صنفان ، صنف عميل للنظام الحاكم يمده بأسرار الثوار وصنف عميل لأحزاب سياسية ارتأت في مشروع ثورات الهامش تهديدا لنفوذها فعملت على زراعة عناصرها داخل هذه الكيانات لجمع المعلومات ولتشتيت الصف ، ولسد هذه الثغرات ثمة تدابير مهمة لابد منها ، أولاها تتمثل في المراجعة الشاملة لكشوفات العضوية وخلفياتهم وارتباطاتهم وملابسات انضمامهم للثورة .
ثانيا : إعادة التأهيل وترسيخ مفاهيم وقيم وأهداف الثورة لدى الثوار والتي تتلخص في المقام الأول بأن العمل الثوري مغرم وليس مغنم وأن لا يرتجي أحداً ما منصب سلطوي من وراء انضمامه للثورة فالهدف الأساسي هو تحرير الشعب من السلطة الفاسدة الظالمة وإرساء قواعد نظام ديمقراطي جديد يُينى على العدالة والمساواة ومحاربة الفساد والمفسدين وإصلاح المجتمع وإعادة بناء القيم السامية التي تم تدميرها ، وأنّ شرط المشاركة في السلطة يحددها قواعد الديمقراطية الراشدة من خلال انتخابات حرة نزيهة ، وأنّ مهام الثوار هو مهام رسالي يستند على التجرد ونكران الذات التي تؤهلهم حال تغيير النظام الحاكم إلي إرساء هذه القيم لدى المجتمع وإعادة توجيهه ، فمن كانت هذه قناعاته فليبق في ركب الثورة ومن كان بخلاف ذلك فلينزل منذ الآن غير مأسوف عليه ويلتحق بمستنقع النظام الآسن في الخرطوم الذي يكتظ بآلاف النفعيين مثله حيث ما انفكوا يحرقون البخور ويدقون الطبول كلما قدم إليهم عميل من هذا النوع ثم ما يلبثوا أن يلقوا بهم في المزابل كمناديل الورق .
ثالثاً : لقد باتت التنظيمات الثورية بفعل العملاء كتابا مفتوحا لأجهزة استخبارات النظام وهذا يستدعي ثلاثة أمور رئيسية 1/ إلغاء كافة الاستراتجيات والخطط السابقة وإيجاد خطط بديلة لها 2/ ترتيب البيت الداخلي بتغيير معظم المواقع القيادية التي مكث شاغليها فترات أطول عن اللازم 3/ حجب أسماء شاغلي بعض المواقع الحساسة حتى لا يكونوا هدفا مباشرا للنظام وأن لا يمكث شاغلها لأكثر من دورة أو دورتين .
رابعاً : عقب التطورات الأخيرة فقد بات وحدة المقاومة أكثر إلحاحاً عن ذي قبل وذلك في إطار الجبهة الثورية السودانية بشرط تنظيف البيت الداخلي كلياً من العملاء تلافياً لأخطاء المرحلة السابقة .
سؤال الختام للعملاء : لقد ذُهلت وأنا استمع لأحد قادة النظام السوداني يتحدث في أعقاب معركة ( النخارة ) مع قوات العدل والمساواة السودانية بأنهم قد علموا بتاريخ تحرك هذه القوات وعدد السيارات التي تم تعبئتها بالوقود ومساراتها والطرق البديلة التي سلكتها ، ترى هل يعلم هذا المسؤول الحكومي الغيب أم أن هنالك طائر هدد رفيع المقام يمده من الميدان بالنبأ اليقين ؟ ومن المسؤول عن الدماء الزكية لرفاقكم التي سالت بفعل هذه المعلومات ؟!. نترك الإجابة للتاريخ والتاريخ لا يرحم .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ ال دهب مقالك جيد من حيث المفهوم والدلالة الامنية! ذات الامر قال به النظام في ايامه الاولي من الحرب حيث تكاثرت الهزائم داخل صفوف قواته من جيش اعد للتصدي لعدوان خارجي علي البلاد وليس لمقاتلة تمرد داخلي!! ارحو فهم واستيعاب “محاربة تمرداخلي!” عزا النظام تلك الهزائم التي تلقاها في اعوام 2004 -2010م لما اسمهاه بالعمل الداخلي بين صفوف القوات المسلحة، وكخطوة بديلة بدأ بتقليل اقحام القوات المسلحة واللجوء شيئا فشيئا حتي خلص لفكرة قوات الدعم السريع. الأن انت تقول بذات الامر الذي قال به النظام في تلك السنوات من بداية الثورة الناجحة – هي العملاء والدخلاء داخل الثوار – هم من كانوا وحسب ظنك انهم سبب هزيمة العدل والمساوة بالنخارة. اذا اي جيش من الثوار نحن نريد! وكيف يمكن تغيير تركيبة القيادة العليا -للعمل الميداني والسياسي! وعلي اي اسس يتم كل ذلك! بل تريد عدم الاباحة باسماء الرموز العليا للعمل التي اري فيها الفشل وعين الفشل.

    في واقع الامر لن نختلف تماما بان للهامش قضية تتمثل في الظلم المزمن من المركز لجميع اهل الاقاليم وهي بالطبع ليست من صنع الانقاذ بداية وخير ما لخصها الاخوة مؤلفو الكتاب الاسود! اخذ الحقوق يجب الا يتخاذل ويتنازل منه احد يحس الظلم ويراه ماثلا امامه في كل شئ! نحن جربنا السلاح وعلينا تقييم التجربة كلها – من كل جوانبها -صوت البندقية، الوصول لمجلس الامن، مستوي وقوف المجتمع الدولي حاليا، الزخم الاعلامي الخارجي بالقضية ككل، حالات الانشقاقات، الاقتتال الداخلي، الهروب الفردي للمقاتلين، مؤشر موقف الادارات الاهلية، تجربة التفاوض وفرص السلام ومدي الاستفادة منها، المواقف القبلية الخاصة علي شاكلة مؤتمرات ام جرس واثارها علي الثورة، طبيعة الاعمال التي تنفذها القوات بالنقاط من علي الطرق الرئيسة بدارفور واثارها الي جانب التقيد باسس القانون الدولي وروح العمل الثوري المركز في القضية وليس لصالح التشرزمات القبلية والمحسوبية وغير ذلك. ثم النظر عن الخطط البديلة والاخذ بها حتي لايكن هناك نوع من الفراغ الذي ان حدث سيؤدي الي كارثة حقيقية وضعية الثورة.

    ارجو الاخذ بالاعتبار -الشفافية والمصداقية في مقابل كم هائل من الاشاعات التي تحاول تغبيش واقع معركة النخارة! ولكني عبرتي هي صدق د جبريل واعترافه بانها كانت هزيمة معركة وليست خسران حرب!!!!

  2. الاخ ال دهب مقالك جيد من حيث المفهوم والدلالة الامنية! ذات الامر قال به النظام في ايامه الاولي من الحرب حيث تكاثرت الهزائم داخل صفوف قواته من جيش اعد للتصدي لعدوان خارجي علي البلاد وليس لمقاتلة تمرد داخلي!! ارحو فهم واستيعاب “محاربة تمرداخلي!” عزا النظام تلك الهزائم التي تلقاها في اعوام 2004 -2010م لما اسمهاه بالعمل الداخلي بين صفوف القوات المسلحة، وكخطوة بديلة بدأ بتقليل اقحام القوات المسلحة واللجوء شيئا فشيئا حتي خلص لفكرة قوات الدعم السريع. الأن انت تقول بذات الامر الذي قال به النظام في تلك السنوات من بداية الثورة الناجحة – هي العملاء والدخلاء داخل الثوار – هم من كانوا وحسب ظنك انهم سبب هزيمة العدل والمساوة بالنخارة. اذا اي جيش من الثوار نحن نريد! وكيف يمكن تغيير تركيبة القيادة العليا -للعمل الميداني والسياسي! وعلي اي اسس يتم كل ذلك! بل تريد عدم الاباحة باسماء الرموز العليا للعمل التي اري فيها الفشل وعين الفشل.

    في واقع الامر لن نختلف تماما بان للهامش قضية تتمثل في الظلم المزمن من المركز لجميع اهل الاقاليم وهي بالطبع ليست من صنع الانقاذ بداية وخير ما لخصها الاخوة مؤلفو الكتاب الاسود! اخذ الحقوق يجب الا يتخاذل ويتنازل منه احد يحس الظلم ويراه ماثلا امامه في كل شئ! نحن جربنا السلاح وعلينا تقييم التجربة كلها – من كل جوانبها -صوت البندقية، الوصول لمجلس الامن، مستوي وقوف المجتمع الدولي حاليا، الزخم الاعلامي الخارجي بالقضية ككل، حالات الانشقاقات، الاقتتال الداخلي، الهروب الفردي للمقاتلين، مؤشر موقف الادارات الاهلية، تجربة التفاوض وفرص السلام ومدي الاستفادة منها، المواقف القبلية الخاصة علي شاكلة مؤتمرات ام جرس واثارها علي الثورة، طبيعة الاعمال التي تنفذها القوات بالنقاط من علي الطرق الرئيسة بدارفور واثارها الي جانب التقيد باسس القانون الدولي وروح العمل الثوري المركز في القضية وليس لصالح التشرزمات القبلية والمحسوبية وغير ذلك. ثم النظر عن الخطط البديلة والاخذ بها حتي لايكن هناك نوع من الفراغ الذي ان حدث سيؤدي الي كارثة حقيقية وضعية الثورة.

    ارجو الاخذ بالاعتبار -الشفافية والمصداقية في مقابل كم هائل من الاشاعات التي تحاول تغبيش واقع معركة النخارة! ولكني عبرتي هي صدق د جبريل واعترافه بانها كانت هزيمة معركة وليست خسران حرب!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..