الحلاقة في رؤوس اليتامي

كمال كرار
قيل والعهدة علي الراوي أن حكومة المؤتمر الوطني تفكر في حصر الفقراء والمساكين عن طريق مسح إحصائي في الأيام المقبلة .
وبالتأكيد فإن السدنة لا ينوون تقديم منح مالية للفقراء ، أو وجبات مجانية لهم أو ماشابه ، كما لا يمكننا أن نصدق أن التنابلة بصدد توفير وظائف أو مشاريع لإخراج الفقراء من دائرة الفقر .
علي هذا يكون السؤال قائماً ما الغرض من التعداد ولجانه وعرباته وحوافزه ونثرياته وهلم جرا !!
أحد الأغراض التي يمكن استنتاجها أن الجماعة يريدون معرفة إلي أي مدي نجح برنامجهم في إفلاس الناس وتطفيشهم ووأد حماسهم للعيش الكريم ، وربما أرادوا الاشتراك في مسابقة أسوأ نظام سياسي والتي تنافسهم فيه تركيا وروسيا وبعض جزر المحيط الأطلنطي .
ومن الأغراض المؤكدة للتعداد أن الجهات المختصة تود معرفة البيانات الشخصية لأي فقير باعتباره طابوراً خامساً ضد المشروع الحضاري الذي ( شاته) الشعب السوداني ضفاري .
ومن نتائج التعداد المذكور ستنبني استراتيجة الكشات بالعاصمة القومية التي لن يسكنها غير الأثرياء العرب والطفيلية السودانية بحسب المخطط الهيكلي .
وسترفع بالطبع نتائج التعداد لصندوق النقد الدولي وهو الخبير في تزوير المعلومات الاقتصادية من أجل الإعلان عن أن نظام الإنقاذ نجح في خفض نسبة الفقر بناء علي برامج التحرير الاقتصادي ، وعليه سيوصي الصندوق بالمزيد من الخصخصة والقصقصة لمؤسسات القطاع العام .
وبمناسبة القطاع العام فقد حكي لي صديق عن مواجهة حدثت بين وفد حكومي ولجنة نقابة مدبغة الجزيرة في التسعينات حينما أراد السدنة أن يعطوا المدبغة للكوريين نظير صفقة محددة ، وعندما احتدم النقاش قال رئيس الوفد الحكومي لأحد أعضاء النقابة الذي كان ضد تصفية المدبغة ( أنا ما عاوز أسمع كلام الشيوعيين وغورباتشوف ذاتو خلي الشيوعية ) فرد عليه صاحبنا في التو ( غورباتشوف ذاتو طلع جبهة زيكم ) .
وضاعت مدبغة الجزيرة إلي غير رجعة وكانت من أفضل المدابغ في أفريقيا ، لأن البعض يفضل المصالح الخاصة علي العامة ، وقيدت الجريمة ضد مجهول .
سينتهي أمر التعداد بانتهاء الدفن ، وستقبع نتائجه في الأدراج ، ثم تباع مجلداته بالكيلو لمصانع أطباق البيض ، أو لبائعي الطعمية . أما المشرفون علي التعداد ( المضروب) فلن يرحموا الميزانية المفتوحة ، وستقوم ناطحات السحاب من المال العام ، ومن فاته قطار التعداد سينتظر الملحق وهو تعداد ناس أبيي .
أما المعدودون ، فلينتظروا الاستمارات التي يراد بها المعلومات ، عن الخالات والعمات والقبيلة والجهات ووصف البيت حتي تأتي ( الكشّة) لو طلع الفقير في المظاهرات ، أو عمل أي حركات .
ألم يكن أسهل حصر الأغنياء ثم طرحهم من جملة سكان السودان الشمالي البالغ قدرهم 32 مليون زول ؟ السؤال ليك يا المنطط عينيك .
الميدان
عرب عرب عرب عرب هم وين العرب في السودان – المقال دا مكتوب لي سودانيين مش لي جهات
اجنبية عشان تقولوا عرب او فور – لا تضحكوا علي انفسكم و تصدقوها و عايزيين الناس يصدقوكم
لو اللي بيكتبوا في الراكوبه بهذا المستوي من الانحطاط و الافلاس و السطحية و السذلجة ابشري
يا انقاذ بطول سلامة