انتخابات التطفيش.. ودستور .. جبة الدرويش..

انتخابات التطفيش.. ودستور .. جبة الدرويش..
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]
في كافة الدول التي تحتكم الي الدساتير الحقيقية والانتخابات السليمة في مجرياتها ونتائجها فان الحكومات تستقيل لابسط الأسباب التي تقلل من قوتها في البرلمان كاسقاط ولو بند واحد من مشروع ما..تقدمت به ولم يجزه البرلمان ..فيعتبر ذلك من قبيل التشكيك في أهليتها للمرحلة ..فتنسحب من الساحة..باعادة كرة التكليف الي رئيس الدولة الذي يملك وفقا لتقديره الخاص الذي يكفله له الدستور ..ايضا حق حل البرلمان اذا ما اشتدت الازمة حول ذات الأمر أو غيره..ثم الدعوة لانتخابات جديدة ..ليتسني للشعب الادلاء بدلوه لتفويض من يراه مؤهلا من حيث البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية لادارة دفة الحكم للمرحلة..
وحتي رأس الدولة نفسه اذا ما احتكم للشعب حول شأن بعينه من خلال استفتاء عام ..ورفض الشعب قبول طرحه أو حتي جزئية منه ..فانه ..لا يجد حرجا من التنحي..احتراما لنفسه وتاريخه ..مثلما فعل الجنرال ديجول فخلد في نفوس الفرنسيين وحفر اسمه علي جدار الزمن..
ولكن في بلاد يتندر فيها الحزب الحاكم بحصوله علي نسبة الأغلبية في استحقاق انتخابي يكاد يكون كمباراة من طرف واحد.. اذ لايشكل انسحاب تسعين بالمائة من الفعاليات السياسية الاخري اضعافا لمصدادقية نتائج ذلك التنافس أهمية تدحض من افتراء ذلك الحزب بحصوله المطلق لثقة الشعب..
ولا يعتبر خروج نواب ثلث الوطن ووزراوه وكافة دستوريه وذهابهم جنوبا مع الجزء المنفصل..مناسبة للرجوع للشعب لاعادة ثقته في ذات الحزب وحكومته التي تسببت في تقسيم الوطن..
ويظل ذات الدستور الذي يقل درجة من اتفاقية نيفاشا..مضطرا لاكمال الفترة الرئاسية والبرلمانية ..ولو كان ( مرقعا كجبة الدرويش ) ويحق للسيدالرئيس ان يرمي باضبارة ذلك الدستور في كومة تبن عيد الحصاد بالقضارف ليعلن علي الهواء دستوره العربي والاسلامي دون اعتبار لمؤسسته البرلمانية المنتخبة بارادة الشعب الغالبة و لا بدستورها الذي يسهل اختراقه حين يريد الرئس ويستعصي المساس به اذا ما طلبت الفعاليات السياسية الأخري مجرد النظر في بسطه علي طاولة االبحث ليصبح دستورا شاملا لسودان الشمال الجديد الذي نريده غطاءا للعرب والعجم ..والمسلمين والنصاري.. وأهل الملل والنحل كلها.. لا فرق بينهم لا لون أو لسان أو جهة .أو جنس… تجمعهم المواطنة .. ويحتكمون للدستور المتوافق عليه بالتراضي .. ويقفون كاسنان المشط أمام القانون للتقاضي لا فرق بين حاكم ومحكوم..لا يفرق بينهم اختلاف المبدأ. و الفكر.ولا يفسد لودهم … قضية..
ليقي الله بلادنا من شرور الفرقة والتقسيم والتزوير والترقيع ..انه المستعان..وهو من وراء القصد.