مقالات سياسية

تسطيل الشعب السوداني..

مع انتشار وسائط التواصل الاجتماعي اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن شعب السودان حاضر النكتة.. كل موقف أمامه يتحول إلى (نكتة) مصنوعة بدقة تخفي في طيات ضحكتها موقفاً ورأياً.. كأنما استوردنا مصنع (نكات) جاهز للتعامل مع مفارقات حياتنا السياسية والاجتماعية..
لكن لفت نظري قاسم مشترك أعظم في (النكات) التي مكتوب عليها (صنعت في السودان) أو مستوردة لكن مكتوب عليها (صنعت خصيصاً للسودان).. غالبية هذه النكات تبدأ بعبارة واحدة.. هي (كان في واحد مسطول)..!.
المفارقة المضحكة داخل نواة النكتة منسوبة دائماً إلى (مسطول)..!، فما يعني ذلك؟.
طبعاً التأويل الأقرب أنها مؤشر على انتشار المخدرات، أو محاولة للتطبيع معها؛ بجعل شخصية (المسطول) مقبولة اجتماعياً بخفة دمها وتسليتها.. لكنني لا أحبذ هذا التفسير (البدهي).. وأفضل أن أفترض أنها دلالة على أن الحال التي وصلنا إليها لم يعد ممكناً تصويرها إلا بالخروج عن دائرة منطق (المعقول) إلى دائرة وهم (المسطول).
برهاني على ذلك أن القراءة الذكية المتمعنة لواقعنا تثبت أننا وطن مترف بالخيرات.. ومع ذلك استبدلنا النعمة بنقمة تقتات من دمائنا وأموالنا ومستقبلنا..
نظرة واحدة إلى عقد من الزمان مرّ على جسد دارفور الجريحة يبرز كيف أن ما أنفقناه في الاحتراب يكفي لبناء أجمل مقاطعة في العالم.. ولإثراء شعب دارفور حتى الجيل الرابع القادم..
دارفور أغنى بقاع الأرض بالثروات الظاهرة على سطح الأرض والباطنة.. وبدلاً من استثمار ما نملك لإشهار هذه الثروات.. حملت السلاح عشرات الفصائل المقاتلة.. من أجل الوصول إلى نقطة مفاوضات سلام لن تمنح أكثر من مناصب دستورية مهما سمقت المناصب، وحسنت النوايا فهي (سلطة وثروة) لشاغليها فقط لا أكثر.
وتلتحم القبائل بين الحين والآخر في صراع دموي ممعن في القساوة والوحشية.. من أجل لا شيء.. سوى مزيد من الدموع والوجع الوطني.
والأزمة السياسية الخانقة التي تعاني منها البلاد.. هي مجرد (وهمة) في عقول ساسة يتسلون بالتعاصر و(التعاضض! لا التعاضد)، على جسد وطننا المكلوم.. فلا أزمة ولا يحزنون كل الأمر أن قصر النظر، وضعف البصيرة، يجعلنا ندور في حلقة مفرغة من المنطق والمعقول.
الآن لا يبدو في الأفق ما يبرهن على أننا في سبيل الخروج من نفق الأزمة السياسية.. فكل المطروح في السوق هو مزيد من التمسك بالمواقف وسقوفات الخبرة.. وستبدأ اجتماعات الهيئة التشريعية الأسبوع القادم.. وتتكون الوزارة الجديدة.. وينفعل الناس ويتابعون الأسماء التي تبرز وتلك التي تذهب.. ثم يعود كل شيء إلى نفس الإيقاع القديم بذات اللحن.
ولا يجد الشعب السوداني من يواسيه سوى نكتة تبدأ بعبارة (كان في واحد مسطول)..!.
على كل حال.. خارج النص.. أتمنى أن يبتدع الشعب السوداني نكتاً تتجاوز الترويج لخفة دم (المساطيل).. والسخرية من القبائل..!.

التيار

تعليق واحد

  1. باين إنت المسطول لانك بكل بساطة تقول الأزمة السياسية الخانقة التي تعاني منها البلاد.. هي مجرد (وهمة) في عقول ساسة
    إتقى الله يا هذا ونقطنا بسكاتك

  2. الاخ عثمان
    المسطول يجسد الخروج الاختياري من الواقع الممسك بالخناق الى الحلم المستحيل، من الهم الجاثم الى الوهم بالاحساس المغاير للواقع، الانتقال من فقدان الامل الى الاحساس باثر رطب كذوب داخل شرنقة دخانية ضبابية قصيرة العمر، عندما ينقلب البصر خاسئا و ينصدم بواقع الحال، عندما يتبدد الامل في التجديد. عندما تكون القطرة الاولى للتجديد تعيين البروفسير القديم قدم التنظيم دون ان نعرف له حسنة واحدة يكون املنا الوحيد للتغيير و التحسين هو:
    كان في واحد مسطول …….

  3. مالك كيف تحكم ياسيد عثمان .. حقا أن الشعب السودانى أصبح مسطولا .. وهذه حقيقه
    لاجدال فيها .. والا لما جلست هذه العصابه على صدره ربع قرن من الزمان وكتمت أنفاسه
    وختمتها بالنصب والتنصيب .. والشعب يمشى مذهولا فى الاسواق ويخاطب نفسه ومرات كثيره
    يخاطب الجماد الذى من بين يديه أو خلفه ..أخرج وتمشى برجليك فى الازقه والحارات فسوف ترى ما غاب عنك .. قيل لمصرى ان الشعب السودانى أصبح يصنع النكته .. فقال المصرى ..جاعوا اولاد الهرمه اليست تلك هى الحقيقه..خمسه كونتينرز من المخدرات دخلت
    البلد .. وشطبت القضيه ضد مجهول .. بالطبع وزعت بين الناس .. لذا اصبح الشعب السودانى ينتج النكته أكثر من الغذاء وهذه هى الماسأه..!!

  4. طيب نغير كان في واحد صحفي أراد ان يكسر ثلج لوالي الخرطوم فطارت ثلجة وقدت عينو ههههههههه

  5. التسطيل هو احدى وسائل السلطة لتغييب وعي الشعب السوداني …. المخدرات انتشرت لدرجة اننا بتنا نسمع ان البنات في الجامعات و الثانويات اصبحن من المتعاطيات … متنفذين يتعاملون مع المخدرات … ينسب للنائب الاول ان سطلنجي!
    كميات ضخمة من المخدرات تدخل البلاد … شحنة الباخرة المشهورة مثال و لا احد يدري ما حل بها …. جهاز امن الشيطان يمكن ان يروج للمخدرات في اوساط الشباب ليغيب وعيهم عن الواقع المر و يشغلهم عن السياسة و الثورة.

  6. قلة ابداع و نقص خيال مع كسل و النتيجة نكات كقوالب الطوب و الكل يضحك في زمن الانحطاط( في كل شئ)

  7. أستاذ ميرغنى تحية طيبة
    مالك يا أستاذ عاوز تقلب المواجع،ما الشعب السودانى بيسطل ليه سبعة آلاف سنة يعنى أيه اللى جرى،وخد عندك بعض المبدعين فى الفن وألأدب والعلوم والسياسة والعسكرتاريا لا يأتيه ألإلهام إلا بعد ما يكون عمل كم “بابور” وبعض الصنايعية لا يتقن العمل إلا بعد كم إصطباحية وبعض رؤساء التحرير لا يجرى قلمه إلا بعد كم “فيل”.
    وخد عندك واحد خريج بإمتياز ساكى إى وظيفة لمدة خمسة سنوات ويحلم يكون عنده فيلا(villa) وزوجة جميلة وارثة وجناينى وطباخ وسواق للسيارة الفارهة وخادمة فلبينية وشركة إستيراد وتصدير وسكرتيرة حسناء،هل تفتكر يا أستاذ الشاب ده ممكن يحقق الحلم ده؟ الجواب نعم،هذى الشاب ممكن يحقق حلمه فى حالتين،ألأولى يكون موظف فى مكتب والى الخرطوم الخضر،والحالة الثانية يكون من متعاطى الشاشمندى.
    كلام خارم بارم، موش كده،ألإصطباحية خفيفة شديد.

  8. فى واحد مسطول قال ان الشعب السودانى وبعد 26 سنة توجه حضارى اكتشف فجاة انو فى فساد ضاربه جزوره فى العمق العاشر عشان كده اتدافعو بنسبة 46.4 فى الميه وفقا لمفوضية الخج الما فاسده بقيادة مخرج الروائع الاصم وبايعو رئيسنا القائد المفدى لقيادة المرحلة القادمة واجتثاث جزور الفساد وبما ان العزلة الدوليه الضاربنها علينا دول الاستكبار الحاقده على النهضة التى نعايشها ومطاردة قائدنا كالكلب الاجرب فى كل الحافل الدولية بسبب جرائم بسيطه ضد الانسانيه تدافع كل قادة الدكتاتوريات المزمنه بافريقيا المريضة بالايدز والتهاب الكبد الوبائى والايبولا للاحتشاد فى حفل تنصيب الزول الما ولدت حوه السودانيه غيره والحكمنا مناظر ساكت سته وعشرين سنة بالتمام والكمال ويا دوب ح يبدا فترة حكمه بالجد لخمسه كمان لسه وعشان كده ح يواجه وباء الفساد برفع لواء الحركة الاسلاميه خفاقا لانه لا لدنيا بيعمل وانتم براكم اتربيتم فى مسيد صوفيه وعارفين تمام انو الشيوخ مرات عندهم تصرفات غريبه واحيانا مخالفة حتى للشريعة وده من تبليس ابليس يعنى ما يظهر لكم من انو اخوان الريس ومرته بيرعو الفساد ووالى الخرتوم وغلمانه وبتاع الامبراطورية الطبيه البيكسر فى صنم الخرتوم فاسدين……………..وعيك والخ ده كله هرطقات شواطين حاقده والايادى المتوضئة بشنو ما عارف بيحكموكم بمليشيات مرتزقة الجنجويد وبيعزبونكم فى الدنيا الفانيه دى قبل الاخره عشان يرفعو رصيدكم من الحسنات وده اعمال لشريعة اخوان نسيبه الما مجغمسه وبيعدوكم للحياة الرغده فى الاخره بس زى ما بيقول شيخنا المهندس الصحفى وصديقه دبدوب الانقاذ الاكبر ديل ناس ازكياء وعارفين بيعملو شنو مش زى ناس المعارضة العوره عشان كده صبركم شوية يا جميليين وخمسه تفوت ولا حد يموت ……. وبطلو نكات المساطيل الما شرعية دى وتابعو قنوات الحق والجمال عشان يرتاح ده من ده…..انتم لجان الحسبة الشرعيه دىك وين راحت ما تقولو لى رفعوها لمفوضية لمكافحة الفساد تاسيا بمفوضية الاصم لاعمال الخج وكل عام وانتم ترزلون…..

  9. في سبيل الخروج من نفق الأزمة السياسية.. فلا بد من رحيل هذا النظام و الله الذي لا اله غيره سوف يكون هناك مزيد من ضنك العيش والتشريد واحتراب

  10. بعد كل التعليقات دي يا بني كوز ما أحسن ليك تحترم نفسك وتخليك في حالك وخلي الشعب في حاله انتو لحقتوا الشعب في كل شيء حتي النكتة عايزنها تمشي بالطريقة بتاعتكم. كتيرة عليه انه يضحك حتي وهو ببكي كتيرة عليه يعبر ابلغ وهو لا يمتلك جريدة ولا حتي قلم علي قول الصحفي الأصلي نظيف اليد واللسان عثمان شبونه أعوذ بالله!

  11. 【ولا يجد الشعب السوداني من يواسيه سوى نكتة تبدأ بعبارة (كان في واحد مسطول)..!】

    طيب هاك دي: كان في اثنين (2) مساطيل اتقابلوا بالصدفة تحت شجرة وريفة ومدغمسة في شارع الغابة. لما المسطول الثاني وصل تحت الشجرة لاول مرة، قعد وما فتح خشمة بكلمة واحدة. المسطول الاول مد ليه البابور و ? بقت عشرة. اها مرت شهور، كل عصرية يتلاقوا، يدورو ليهم بابورين وكل واحد يمشي في حاله. مافي واحد فيهم ولا مرة بالغلط ساي سمع صوت التاني. اها تشاء الصدف انو تسوق ذات امسية الي تحت هذة الشجرة اخ اسمة عثمان ميرغني في نفس الوقت الكان فية اصحابنا الاتنين ديل يادوب ولعوا البابور الاول
    _ “السلام عليكم”، بادر الاخ عثمان بالسلام وقعد.
    المساطيل الاثنين عاينوا لبعض، وتعابير وجههم تقطر منها الدهشة، لكن مافي واحد فيهم قال ولا حرف واحد.
    الاخ عثمان اتحرج. قعد فترة متحير، ومحرج من الموقف، لكن مافي واحد عبره. بعد فترة، الاخ عثمان قام، نفض جلابيته، وقال
    _ “اها، مع السلامة”
    ولا كلمة واحدة كرد
    لما الاخ عثمان اختفي من النظر، التفت المسطول الاول للثاني وقال ليه
    _ “الزول ده كلامه كتير كترة”
    (غني عن الذكر طبعا ان المسطول الثاني لم يرد، رغم اتفاقه 100% مع ما سمع للتو)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..