بلاء و ما إنجلى

بلاء و ما إنجلى
إبراهيم بخيت
تمر اليوم الجمعة الذكرى الثالثة و الاربعين للانقلاب العسكري الذي قاده العقيد جعفر نميري في الخامس و العشرين من مايو 1969. والذي سمي بثورة مايو الاشتراكية حين كانت رايات الاشتراكية تزحم سماوات العالم الثالث . و كانت سنوات مايو الاولى مقبولة الى درجة كبيرة من غالب قواعد الشباب السودانى الطامح نحو الانعتاق من حكم الاحزاب التقليدية . الا انها سريعا ما ارتدت على اعقابها و اصبحت من اسود الصفحات التي سجلها التاريخ إن لم تكن سنوات الإنقاذ اشد حلكة منها ، فهما معا يجسدان المأساة الحقيقية التي حلت بالسودان الوطن ، والسودان الإنسان و الجغرافيا و التاريخ و التراث . فقد شهدت سنوات مايو من الانتهاكات ما لم يستطع نظام حكم أن يسلكها سوى ربيبتها الإنقاذ التى فاقتها فى المكر والممارسة . وهذا مما جمع القلوب والعقليات المتشابهة تتلاقى . ولذلك لم يكن غريبا أو خارج نطاق المعقول أن تجد اليوم سدنة مايو يتربعون على ارفع المناصب في النظام الانقاذ الشبيه .فهذه من تلك , فبئس السابق و اللاحق.مايو التي بدأت ترفع شعارات الاشتراكية ، وتدافع عن البسطاء ، وهي الشعارات التي يرفعها كل الانقلابيون الا ان الانقاذ البستها ثوب الاسلام زورا، ومايو سرعان ما قلبت ظهر المجن لهؤلاء البسطاء وأعملت فيهم سيوف السلطة وكلابها التي نهشتهم في ود نوباوى و الجزيرة أبا .و بعنصرية بغيضة أسمت من حملوا ضدها السلاح بالمرتزقة . و تحول أبناء البسطاء إلى أسوأ العاقين الذين تنكروا لفطرتهم و لأهلهم . وهكذا بدأت الإنقاذ باكذوبتها المماثلة وانتهت الآن تتمسح في أثواب من قالت أن عذابهم قد دنا على يديها و جحافل من أعدتهم لسيادة العالم اجمع تتصارع على عرض الدنيا و تتنكر للاسلام و تعاليمه . والحال كذلك يحق للمايويين أن يرفعوا عقيرتهم بان زرعهم الحامض ما زال يجثم على حلوق السودانيين . و أحلامهم المجهضة بثورة إبريل عادت اكثر فتكا على يد خلفائهم الانقاذيون . مايو بدأت تدعى التقدمية و الاشتراكية و الحرية . ادعت أنها جاءت من اجل قوى الشعب العاملة. وانتهت بتحالف قوى الشعب الخاملة . وكانت قمة الرجعية وادعت محاربة الطائفية وصنعت هي نفسها طائفة جديدة من عصابات الأمن و سماسرة العمولات . ونحت لها سدنتها الاسلاميويون دستورا يكرس لسلطة الفرد المطلقة ،وأوشكوا أن ينصبوه إماما لكافة المسلمين . وأشاعوا بين البسطاء الهوس الديني ، وعبادة الطوطم .لولا انتفاضة أبريل التي كنست مايو و لسؤ الحظ لم تكنس سدنتها . الذين أعادوا سيرتها البغيضة في يونيو 1989 . فما أتعسها من ذكرى وما ابغضه من نظام اجمع الشعب السوداني على نتانته و فساده من قمته حتى جذوره .اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه. فاعن اللهم الشعب السوداني على تجاوز ظلم الظالمين واصرف عنه بلاياهم ومكائدهم .
[email][email protected][/email]
الذين يكرهون نظام مايو معظمهم من الشيوعيين وقادة الاحزاب ليس غير اما عن حال المواطن فقد كان في افضل حالاته على مر تاريخ الحكم السوداني بعد الاستقلال من المستعمر ومن عنده دليل غير ذلك فليكتب من حضر تلك الحقبة وكفى
الاستاذ/ ابراهيم بخيت
والله اذا قارنت مايو بالنسبة للحكومة الدمار الشامل للسودان تكون ظلمت مايو وزى ما الناس زمان قالوا لعبود ضيعناك وضعينا معاك فنحن ضيعنا نميرى وضيعنا معاه ، والله نظام نميرى كان رحمة للسودان والسودانيين ، لكن هولاء العصابة الحاكمة بقوة السلاح ضيعوا السودان وشردوا السودانيين
ويتموا الاسر ، وزى ما قال الاستاذ الكبير الطيب صالح ( من اين أتي هولاء )