فصل من رواية 2070

مقال كتبته قبل شهرين في صحيفة أول النهار حول صورة السودان في 2050 تطور إلى مشروع روائي.. اسمه 2070 .. كان قد سألني الصديق الصحفي ابراهيم علي في حوار قبل شهر تقريبا حول ما اكتبه.. وقبلها سألني كيف تتصور مستقبل البلاد. وقلت له ان ما اكتبه يختلف عما اتصوره.. ففي الرواية يبدو العالم مخيفا جدا وفي الواقع قد نكون موضوعين.. وفي كل الاحوال ليس من حقيقة دامغة نستند عليها.. عليكم الله لا تخافوا.. يا احبتي

***

فصل من رواية 2070

التاريخ الشخصي لـ (البب بو)

يضحك الرجل الواقف في الغرفة المستطيلة، كان يتسلى بتصفح كتاب “التحرر الذاتي” دون أن يكون اسم المؤلف مقروءا، فقد تم تمزيق الغلاف من أسفله. (بَبْ بُو) هو الذي فعل ذلك، ليس انتقاما من أي شيء فقد كان يلعب. هوايته المفضلة كطفل أن يلهو بالأشياء لاسيما الكتب، فبيتهم غارق فيها. لا يوجد ركن ولا تحت سرير ولا فوق دولاب أو منضدة أو حتى في الحمام إلا ويوجد كتاب. والسيد شيخ الدين.. أو شيكلدين.. كما ينطق من قبل سكان المربع رقم 6 من حارة المدينة القديمة لا يهتم بالأمور كثيرا، فهو يريد لابنه ان يقوم على عشق الكتب والتعلق بها مثله تماما، يريد لابنه أن يكون ظلا له رغم أنه ليس متأكدا من النتائج فقبل سنوات بعيدة كان جده يرغب في أن يكون والده تاجرا وفشلت الخطة، هذه هي العبرة ببساطة منقولة عن آباء وأجداد فقدوا موطنهم وتشردوا في الأرض وهم الآن يحاولون عبر الأبناء والأحفاد البحث عن ذلك البلد الغائب.
اختصارا للوقت فمؤلف كتاب “التحرر الذاتي” هو شيكلدين الذي آثر أن يكتب الاسم هكذا، لأنه شعر بمرور الزمن أن إصراره على استخدام شيخ الدين ليس بالأمر المجدي، فلا أحد سيكون قادرا على النطق بها بشكل سليم. وقصة الكتاب ليست معقدة، ليس هو رواية أو سيرة ذاتية.. فشيكلدين بشير مشغول بالأفكار في طابعها السياسي ورغبته في أن يعاد لملمة الشعب الذي توزع في الكرة الأرضية. فـ “التحرر الذاتي” هو وثيقة تدعو ببساطة إلى الهجرة إلى أرض السودان، وقد استلف المؤلف العنوان من كتاب اليهودي الروسي “يهودا بنسكر” الذي كتب كتابا بالاسم نفسه، في مطلع العقد الثامن من القرن التاسع عشر، ودعا فيه لهجرة اليهود إلى فلسطين. وشيكلدين يؤمن تماما بأن التجارب البشرية شبه واحدة حتى لو اختلفت الطريقة التي يتم تخريج النتائج بها. لهذا فهو يصر مع نفسه وفي محاضراته التي يقدمها في عدد من البلدان لبني جنسه على أنه بإمكان شعبهم استلهام الطريقة التي أقيمت بها دولة إسرائيل. وهو يعتقد أكثر من ذلك أنه على مدار التاريخ الإنساني لا يوجد شعب معين كان حرا في امتلاك قطعة أرض محددة إلى الأبد فدائما هناك تحول وإزاحات، يكون لشعب أو قومية معينة أن تفسح المجال لأخرى وهكذا يجري الأمر. وما تعرض له شعب السودان قبل ثلاثين سنة وأكثر. ليس بالغريب ولا المدهش هو جزء من دورات التاريخ الطبيعية وكل شيء حتما سوف يعود إلى وضعه المفترض في الوقت الذي يؤمن فيه الناس بقضيتهم ويعملون لأجلها، بالعودة إلى جذورهم المفقودة وتشكيل حلم العودة إلى أرض الميعاد، هكذا سماها على شاكلة ما كان اليهود يسمون فلسطين.
يستلقى شيكلدين على الأريكة الخشبية في صالة مفتوحة على حديقة صغيرة من البيت المبني على السفح الجبلي المنحدر، ثمة أمطار قليلة تنثر رذاذها البهي على الزنك في الأعلى، تُذكِّر الرجل وهو شبه سكران بحكايات جده الذي رآه لأخر مرة قبل خمسين سنة، وقتها لم يكن ذلك الوجع الغامض قد حدث، لكن البدايات لم تكن تبشر بالخير. كان الجد فخورا بحسه الوطني وانتمائه لجيل حرر البلاد من سطوة الإنجليز، لكنه كان أفنديا قحا خبراته في الحياة تقوم على أمور روتينية، كأن يستيقظ مبكرا يلبس مريلته المنسوجة من دمورية شندي، يصنع الشاي بنفسه ويفضل أن يكون خاليا من السكر بعكس عادة السودانيين في صب السكر بكميات كبيرة في الأكواب، فهو يعتقد أن كل الآفات التي تصيب الجسم سببها السكر. ليس هو عالم صيدلة ولا طب ولا أحياء، فهو رجل ضرائب هذه هي مهنته التي تقاعد عليها قهرا عندما فصل لما يسمى وقتذاك بالصالح العام. وهو مصطلح يشرحه شيكلدين في كتاب “التحرر الذاتي” بأنه “إزاحة أفراد أو إبعادهم من المناصب والوظائف بغرض شكلي أن هذا العمل سوف يخدم صالح البلاد، وهذا يعني أن هؤلاء الأفراد ضارين، لكن الحقيقة أن الحكومة تريد أن تحل أناس ترى أنهم موالون لها ويخدمون أغراضها”.
يتطرق شيكلدين كذلك لدور جده في عمله الذي كان يمارسه بنوع من التشفي، يقول “لا أحد كان بمنأى عن هذه الخاصية السيئة.. وكانت تلك إحدى أسباب الدمار الذي حل بالوطن وحولته إلى قطع متناثرة بحيث ضاع في النهاية.. فالجميع ربما دون استثناء بدؤوا يعملون بلا هوادة على السرقات وأكل حقوق الغير.. يصعب أن نتصور المشهد لكنها وقائع رغم صغري وقتها إلا أن بإمكاني أن أرى بعضا منها اليوم وكأنها حدثت بالأمس.. كان هناك غضب كبير قد حل بالناس لا يمكن معرفة سره أو تفسير أسبابه بوضوح. ولكن علينا الآن أن ننشغل باللحظة الراهنة ماذا بإمكاننا أن نفعل لنستعيد تلك الأرض أن نعود بعد أن تشرذمنا في بلاد الدنيا.. بلا رجعة كما يعتقد الكثيرون”.
صورة الجد تبدو من بعيد غامضة وليست مفهومة. يبدو مثلا كرجل شرير وأحيانا رجل خيّرا يعول عليه في فعل أمور رائعة تستحق الإشادة. غير أنه ولطفل في عمر الثالثة أو الرابعة من عمره يصعب تذكر كل شيء. كان شيكلدين وقتها في عمر ابنه (بب بو) الذي يفضل أن يناديه بهذا اللقب المحبب له والذي ليس له من تفسير واضح سوى الإحساس بالماضي السحيق والعميق جدا، فقد كانت عمته التي ماتت في إحدى حروب البلاد قبل خمسين سنة أو أكثر، تناديه بهذا الاسم.
يجلس الجد على مقعده القصير من الخشب، البنبر، وينادي على أحفاده فيما يشبه التهاويم، بعضهم لم يكن في البلد كان قد هاجر أو سافر شرقا وغربا، وبعضهم كانوا يقاتلون في تلك الحروب في أطراف البلاد، أو هوامشها كما يسمونها، وبعضهم ذهب يبحث عن الذهب في أودية بالعتامير الشمالية وعاد بعد سنوات بأمراض غريبة. انتشرت فجأة بلا مقدمات، سرطانات وأمراض خبيثة وعاهات لم يكن الناس قد عرفوها من قبل. تلك الأودية التي خضعت خلال سنوات وجيزة لسلطات أجنبية فالشركات التي تمددت بها سرعان ما أنشأت دويلات صغيرة محروسة بالسلاح كان صعب على الدولة أن تتدخل في الأمر إما لأنها ضعيفة أو غير مشغولة بالأمر لأن لها مصائب أخرى أو لأنها بصراحة متضامنة مع الغرباء، فلأجل المال بيعت أراض كثيرة من الوطن ولم يعد من شيء إلا وله ثمن. كان الكل يسعى إلى الاكتناز لكن المال لم يكن سهل الحصول عليه إلا لقلة هي التي بإمكانها أن تصنع السعادة لنفسها لأنها تتحكم في الأمور بقوة السلاح والبطش.
في الأيام الأخيرة صار شيكلدين يكثر من الشراب في الليل وأول الفجر، وربما يبق سهرانا لساعات طويلة دون أن يصل لنتيجة محددة عما يفكر فيه بالضبط، أما في منتصف النهار فيكون قد استفاق واستعد لإجراء اتصالات هاتفية مع أصدقاء قدامى وزملاء عمل من بني جنسه، في سبيل أن يخدم مشروعه الذي أطلق قبل شهور بعد أن أصدر كتابه “التحرر الذاتي”. المشروع يقوم على حركة سياسية تقوم على فكرة أن مؤسسيها سيشكلون نواة المهاجرين العائدين إلى السودان القديم، وقد أطلق عليها اسم “مُحِبون”.. تم اختيار الاسم أيضا منتحلا من حركة “محبي صهيون” التي أنشأها الروسي يهودا بنسكر مع الاكتفاء بالكلمة الأولى والتركيز على صيغة الجمع.
يمكن القول من ناحية نظرية أن شيخ الدين بشير.. شيكلدين لم يكن عبقريا بالدرجة التي تمكنه من أن يفعل أشياء عظيمة، لكن هذا لا يعني أنه عاجز عن تحقيق أحلام أو آمال إذا قرر ذلك. فهو من الناس الذين رغم قدراتهم الذهنية المحدودة إلا أنه يستطيع أن يوظف القليل من الأفكار والومضات ليصنع منها قيمة ويقودها إلى أهدافه. والغالب أنه يأخذ أفكار الغير ويقود بتفصيلها على قدر حاجته، وهو لا ينكر ذلك حيث يكون صادقا في الإشارة للمصادر التي استقى منها معلوماته أو أفكاره أو عناوين مذكراته وكتبه. ومنذ أن تفرغ قبل سنوات لخدمة مشروعه وحلم حياته ببناء هذه الحركة الكبيرة التي سوف تحقق أمل العودة، كان قد أصبح أكثر عملية في تركيز ذهنه على ما ينبغي أن ينجز، وهذا يعني أنه بات أكثر جدية وعبقري. وقد عمل على تعريف العبقري على أنه إنسان يوظف موارد محدودة لغايات كبيرة، إن الأمر يتعلق بقوة الخيال والقدرات الذهنية وليس أكثر من ذلك.
كتب في التحرر الذاتي “لقد فقدنا وطنا وبلدا لأننا في اللحظة التي تعطل فيها خيالنا صرنا عاجزين عن التفكير، تحولت الحياة عندنا إلى استعارات لا معنى لها، ليس لنا من أحلام حقيقية نستند عليها ولا أمل عظيم، كل ما أمامنا هو الواقع الذي يكون علينا مماحكته بل أحيانا الغوص فيه لدرجة أننا ننسى أنفسنا ونلهو بالمسليات الفارغة التي أغلبها ألم وعذابات.. “.
يكتب شيكلدين بلغة فيها نفث أدبي وروح شاعرية كما يصفها رفيق دربه مأمون النصري.. الذي صار يسمي نفسه هو الآخر (ممون نسري).. وهذه مسألة أخرى قصة الأسماء التي تبدلت في أزمنة قد تبدو وجيزة. الكثير من العوائل فقدت عناوينها القديمة والأسماء الخالدة، ودخلت التباسات بفعل اللغات الجديدة التي عاش فيها الأبناء وترمزت الكثير من الأسماء بل أن البعض كان يخجل منها وليس له من مبرر واضح، ولهذا بمرور الزمن كانت أسماء جديدة تنسج تماما. مثلا باب الله صارت (ببللا).. ومحجوب صارت (ماجوب) ومرات (مجوب) وغيرهما.. وربما لهذا السبب كان أحد الشباب الحادبين على الأمس، من عضوية حركة (محبون) قد عمل بتوصية من رئيس الحركة على دراسة هذا الأمر في مشروع (قاموس العائلة).. الذي يحاول أن يعيد بناء الأسماء السودانية القديمة التي كانت شائعة الاستخدام قبل ثلاثين سنة على الأقل.
غالبا في الليل ما يلتقي شيكلدين مع “ممون” في أحد مقاهي مدينة كيب تاون في أقصى جنوب القارة الأفريقية، حيث يقضيان ما يقارب ساعتين في الثرثرة والشراب، يتكلمان عن ذكريات قديمة مستلة من الطفولة وبعض من أيام الصبا والشباب، كانت تلك الأيام ما تزال الظروف مواتية لفعل معجزة تكون قادرة على انتشال البلاد من التردي والاتجاه للوراء. لكن فجأة كأن الناس أغمضت أعينها لتجد أن كل شيء انتهى بلمح البصر، ما الذي حدث بالضبط، كان صعب التفسير ولا يخضع لاحتمالات القوانين التاريخية المعروفة. وهي المعضلة التي حاول شيكلدين حلها في كتاب “التحرر الذاتي” بأمر واحد هو نسيانها، كان يكرر أن “المهم هو المستقبل ما سيحدث، لسنا معنيين بدرجة كبيرة بالماضي. كيف تشرذمنا وتهجرنا. كيف حدثت الإبادات الجماعية التي تعرض لها شعبنا في مناطق عديدة، أو كيف دمرت الحروب بلدنا أو هل صحيح أن زلزالا قويا التهم أجزاء واسعة من وسط البلد أو ما يسمى بالعاصمة ليفقد الشعب أغلب نخبته المتبقية بالداخل، وبالتالي كان صعب المضي للأمام في أي إصلاح. ليس معروفا بالضبط. فالأقاويل متضاربة ليس لأن العالم غامض كما يتصور البعض. بل لأن الناس تقتات على الأساطير والخرافات وابتكار التصورات الغامضة لأمور واضحة أحيانا. فما حدث قد لا يكون سوى الضيق النفسي وشظف العيش الذي شرد الناس وجعلهم ينزحون بالملايين في فترات متأخرة إلى دول مجاورة ومن ثم كان ما كان.. لكن ما يهم اليوم هو بناء الحقيقة التي هي المستقبل والمفترض..”.
***
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أين انت يا أستاذ جمال من قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الخاص بتعديل معادلة القبول لطلاب الشهادة العربية ؟؟؟؟ والذي حدد 80% من إمتحان التحصيلي و 20% فقط من الإمتحان المدرسي !!!! ألم تسمع به ام انه قرار هامشي لا ضرر منه ؟؟؟ أم انك تدري ولكنك تغض الطرف عن كااارثة حقيقة ستلحق بابنائنا الطلاب ؟؟

    القرار صدر منذ فترة وكتبنا فيه ما لم يكتب مالك في الخمر فلماذا لا تتحركون بأقلامك وتقفون مع أبنائكم طلاب الشهادة العربية يكفيهم ما يعانونه في بلاد المهجر فما أقل من ان تبدو لهم حسن النية وتبذلوا لهم كل مساعدة ممكنة لدرء هذه الكارثة التي ستدمر مستقبلهم لا محالة !!!

    إنهض انت ومن معك و تحركوا بشكل إيجابي واوصلوا صوتنا الى الوزيرة (( سمية أبو كشوة )) بدلا من هذه الكتابات الهامشية!

  2. شكرا استاذ عماد فعلا المستقبل مخيف حتي في نطق الاسماء ناهيك عن الاحداث ولا شك ان الذي يطرا علي اسمك معول خطرا علي ثقافتك علي كيانك علي فكرك ولكن يبقي لب هذا الفصل البناء الطريقة اليهودية لارض الميعاد وكل ارض نهاجر منها تبقي ارض ميعاد واشارة حلوة لمسالة اليهودية لان كثيرين يقولون ان ما حدث فعله يهود ..فكرة الرواية رائعه عساها تلمنا لم الفرصة في اللبن جوه السعن !!!

  3. أين انت يا أستاذ جمال من قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الخاص بتعديل معادلة القبول لطلاب الشهادة العربية ؟؟؟؟ والذي حدد 80% من إمتحان التحصيلي و 20% فقط من الإمتحان المدرسي !!!! ألم تسمع به ام انه قرار هامشي لا ضرر منه ؟؟؟ أم انك تدري ولكنك تغض الطرف عن كااارثة حقيقة ستلحق بابنائنا الطلاب ؟؟

    القرار صدر منذ فترة وكتبنا فيه ما لم يكتب مالك في الخمر فلماذا لا تتحركون بأقلامك وتقفون مع أبنائكم طلاب الشهادة العربية يكفيهم ما يعانونه في بلاد المهجر فما أقل من ان تبدو لهم حسن النية وتبذلوا لهم كل مساعدة ممكنة لدرء هذه الكارثة التي ستدمر مستقبلهم لا محالة !!!

    إنهض انت ومن معك و تحركوا بشكل إيجابي واوصلوا صوتنا الى الوزيرة (( سمية أبو كشوة )) بدلا من هذه الكتابات الهامشية!

  4. شكرا استاذ عماد فعلا المستقبل مخيف حتي في نطق الاسماء ناهيك عن الاحداث ولا شك ان الذي يطرا علي اسمك معول خطرا علي ثقافتك علي كيانك علي فكرك ولكن يبقي لب هذا الفصل البناء الطريقة اليهودية لارض الميعاد وكل ارض نهاجر منها تبقي ارض ميعاد واشارة حلوة لمسالة اليهودية لان كثيرين يقولون ان ما حدث فعله يهود ..فكرة الرواية رائعه عساها تلمنا لم الفرصة في اللبن جوه السعن !!!

  5. شكرا استاذ عماد
    متابعين بمتعة كل ما تنشره هنا في الراكوبة
    هل هذا المشروع هو نوع من الحروب عن الرواية التاريخية؟

  6. شكرا استاذ عماد
    متابعين بمتعة كل ما تنشره هنا في الراكوبة
    هل هذا المشروع هو نوع من الحروب عن الرواية التاريخية؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..