مقالات سياسية

التدين الشكلاني في المجتمع السوداني

التدين الشكلاني في المجتمع السوداني 2-3

مختار اللخمي

” لا تهمني المناصب، و لا الأموال، و لا يخيفني الوعيد، و التهديد، و يريدونني أن أصمت، لكنني لن أصمت إلا بعد أن أموت.”
إدوارد سعيد

ذكرنا في الحلقة الماضية، أن ظاهرة التدين الشكلي، كإطلاق اللحية، و تقصير الثوب، و غرة الصلاة، قد وفدت إلى المجتمع السوداني حديثاً، مع دخول حركة الإخوان المسلمين، و الحركة الوهابية السعودية. و قلنا من الملاحظ، أن هاتين الحركتين، لا تقيمان وزناً للأخلاق، سواء على مستوى سلوك أفرادهما، أو على مستوى سلوكهما السياسي العام. و سوف نركز في هذه الحلقة، على حركة الإخوان المسلمين، أو الإسلامويين، باعتبارها من أكثر حركات الإسلام السياسي إنتشاراً، و أكثرها صياحاً، و ضجيجاً حول مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية. و سوف نفرد مقال اخر للحركة الوهابية، و وكيلها المحلى، في السودان، مثل أنصار السنة، و السروريين.

و يجدر بالذكر هنا، أن الشيخ حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان المسلمين، قد كان يركز في دعوته على الجانب السلوكي، و جانب التربية الخلقية، سواء على مستوى السلوك الفردي، أو مستوى السلوك العام لحركته. و قد كان يرى أن التنشئة، و التمسك بالفضائل الخلقية للفرد، يساهم في بناء مجتمع الفضيلة، و من ثم تأسيس الدولة، على هدى القيم الإسلامية السليمة. و كان يعتقد أن ذلك هو النهج، الذي اتبعه النبي (ص)، في نشر دعوته، و في بناء المجتمع المسلم.
و لقد شكل موضوع الإلتزام الخلقي لأفراد الحركة، بؤرة جدل، و مثار حوار صاخب، في مسار حركة الإخوان المسلمين في السودان، خلال سنوات الستينيات، و السبعينيات، بين رموز الحركة، مما أدى إلى إنقسامها لاحقاً، إلى تيارين. التيار الأول كان بزعامة الدكتور/ جعفر شيخ إدريس، و الدكتور/ الحبر يوسف نور الدائم. و رأى هذا التيار، ضرورة إتباع نهج الشيخ/ حسن البنا، و هو أولوية التركيز، على جانب التربية الخلقية للفرد الذي ينضم إلى الحركة، و ضرورة حثه على الإلتزام الأخلاقي بقيم الإسلام، و محاسبته على ذلك، حيث لا يصلح مجتمع، أو دولة، إلا بصلاح الأفراد خلقياً، و التزامهم بقيم الإسلام. و لذلك لا يقبل إلا من كان على خلق كريم.

أما التيار الثاني، فقد كان بزعامة الدكتور/ حسن الترابي. و قد شكل فيما بعد التيار الغالب لحركة الإخوان المسلمين، و الأكبر تأثيراً، بحكم ما توفر له من أموال، و من علاقات دولية، و تحالفات سياسية، و وصل في نهاية الأمر إلى السلطة السياسية منفرداً، في السودان، في سابقة تعد الأولى من نوعها في ما يسمى بالعالم السني. و يرى هذا التيار ضرورة، التركيز على العمل الدعائي السياسي، القائم على التهريج، و العمل من خلال تحالفات، و جبهات عريضة، بغرض الوصول إلى السلطة، لكي يقوم بعملية تطبيق الشريعة الإسلامية. و بالتالي سوف يتم إصلاح المجتمع، و الدولة، إذ أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران. و هذا التيار لا يهتم مطلقاً، بالنوع، بل بالكم، و تكبير الكوم. و قد أثبتت تجربته الحالية، أن مسألة تطبيق الشريعة، قد كانت مجرد ذريعة، و خدعة، و قناع أيديولوجي، من أجل الوصول إلى السلطة، و مكاسبها. كما أن هذا التصور نفسه، ينطوي على وصائية غريبة، على البشر، و المجتمع، و الدولة. كما أن هذا مسلك تبريري، إنتهازي، و براقماتي في نفس الوقت بظلالها السالبة. و هذه الرؤية، هي عين الميكافيلية، حيث الغاية فيها تبرر الوسيلة. و من هنا جاءت نظرية فقه الضرورة، في تصور الشيخ/ حسن الترابي. و هذه الرؤية، هي التي طبعت سلوك الجماعة منذ الستينيات، و إلى اليوم.

لذلك لم يكن مستغرباً، أو مفارقاً لهذه الرؤية، أن يتضمن ميثاق السودان، الذي أصدرته الجبهة الإسلامية القومية، في عام 1987م، إبان فترة الديموقراطية الثالثة، بنداً فيما يتعلق بشأن عضوية الجبهة الإسلامية، من أنه يحق حتى لغير المسلم، أن ينضم لعضويتها طالما هو مؤمن بأهدافها. و يستغرب المرء الان كثيراً، كيف يكون لشخص نصراني، أو يهودي، أو كجوري، أو حتى ملحد مثلاً، أن يكون عضواً في تنظيم إسلامي، ينادي بتطبيق الشريعة الإسلامية؟؟؟!!! و لكن المهم في نظر هذه المجموعة فقط، هو تكبير الكوم، و زيادة عدد الهتيفة، و الغوغاء، و حملة السيخ، من أجل قهر الخصوم.

و ربما يكون من المجحف، أن يحكم المرء، بصيغة التعميم، على السلوك الأخلاقي لأفراد حركة إجتماعية، سياسية ما، لكن غالبية السودانيين الذين يعرفون أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، يدركون أن سلوك أفراد هذه الجماعة، ينطوي على تناقض كبير مع قيم الإسلام. فإذا اخذنا الإستعلاء مثلاً، كسلوك فردي يرفضه الإسلام، فإن سلوك الغالبية من أفراد هذه الجماعة، يتسم بمقدار كبير من التعالي تجاه عامة السودانيين. و ذكر الدكتور/ عبد الوهاب الأفندي، في كتابه، “الثورة و الإصلاح السياسي”، الصادر بلندن عام 1995م، أن النخبة السودانية، إذا كانت تعاني من داء العزلة، و التعالي على المجتمع، فإن لدي الإسلامويين مقدار منه أكبر، مما لدى بقية أفراد النخبة السودانية. و ذكر أن الدكتور/ الترابي نفسه، إبان إنضمامه للجماعة في الستينيات، قد كان شخصاً منعزلاً، و قليل الإبتسام تجاه الاخرين، إلى أن نصحه بعض أعضاء الجماعة، بتغيير هذا السلوك، و الإحتكاك بالناس العاديين، و أن يكون شخصاً منبسطاً، و تلقائياً.

لكن قد يتفق الناس في الحكم على السلوك الأخلاقي العام، لحركة الأخوان المسلمين، الذي يتبدى من خلال نهجها، و عملها السياسي، في السودان. و هو يتداخل كثيراً مع الأخلاق الخاصة لأفرادها. و كما ذكرنا سابقاً، هذه الجماعة لا تعطي أي تقدير أخلاقي لسلوكها السياسي، حيال خصومها، أو ما تعتبرهم خصومها. فقد تعاملوا بمقدار كبير من القسوة، و العنف مع خصومهم، من إغتيال الشخصية، و العنف اللفظي، و الإقذاع في الشتائم، إلى الإغتيالات، و التكفير، و التصفية الجسدية. و قد يرجع إلى هذه الجماعة، مسئولية إدخال ثقافة العنف، و السيخ، إلى الجسد السياسي في السودان.

و قد إندهشت كثيراً من حديث الدكتور/ عبد الوهاب الأفندي، في إحدى مقالاته، خلال الشهور الماضية، من أنه يتجنب تصفح المواقع الإليكترونية السودانية، بسبب ما تحفل به من عنف لفظي، و إقذاع في الشتائم. و لعلنا قد لا نحتاج هنا، لتذكير القراء، الذين شهدوا فترة الديموقراطية الثالثة، و الذين كانوا يطالعون، صحف الإسلامويين مثل الراية، و ألوان، و الإسبوع، و السوداني، وغيرها، و ما كانت تبثه من شتائم، و سخرية، و ثقافة الإنحطاط و الهبوط بمستوى الخطاب السياسي في تلك الفترة. فقد إخترعت صحف الإسلامويين، في تلك الفترة ثقافة إغتيال الشخصية، و التقليل من شأنها. فقد كانت صحافتهم تطلق مثلاً على السيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء انذاك، لقب” أبو كلام”، و على الدكتور عمر نور الدائم، لقب “درق سيدو”، و على الوزير الإتحادي، التوم محمد التوم، لقب ، ” التوم كديس”. و أدخلوا لأول مرة ما يسمى بالصحافة “الصفراء”، بغرض تمييع الصراع، و إبتذال العمل السياسي. و أدخلوا ظاهرة ما يسمى” الكتابة الساخر”ة، مثل عمود ” كلامات، و غيرها . هذا بالإضافة إلى الهتافات السوقية التي كانت تصدر في مسيراتهم، ضد خصومهم السياسيين، ” لا نور لا موية، الصادق بقى لقوية”.

ثم كانت الطامة الكبرى على الإسلامويين، و التى كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعيرهم، و كشفتهم عراة، كما ولدتهم أمهاتهم، على حقيقتهم، و هو وصولهم إلى السلطة، في 1989م. و من أفظع ذلك، هو كذبة الإسلامويين، حول حقيقة إنقلابهم. المرء يستغرب، كيف يتواطأ أفراد حركة سياسية بكاملها، على الكذب على شعب باكمله، بحجة أنهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية عليه. فهل يجوز الكذب في هذه الحالة؟؟؟!! و هذا على الرغم من أن الكذب، بمنظور الإسلام، يعتبر أكبر نقيض للأخلاق. ثم تبعته فضائح الإسلامويين الكبرى: التعذيب، القتل، و السحل، و التصفية الجسدية خارج القانون، و الفصل التعسفي من الخدمة، ثم الفساد بمختلف أشكاله، الفساد المالي، و الأكاديمي، و الأخلاقي. و سوف تظل الدماء التي سالت، في دار فور، و كردفان، و أطفال المايقوما، وصمة عار في جبين الإسلامويين.
و نواصل إن شاء الله.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المادة جيدة جدا
    [img]http://s07.flagcounter.com/mini/DymW/bg_FFFFFF/txt_FFFFFC/border_FFFFFF/flags_0/.jpg[/img][img]http://s05.flagcounter.com/mini/MECnk/bg_FFFFFF/txt_FFFFFC/border_FFFFFF/flags_0/.jpg[/img]

  2. الاخ مختار،مقالك ينقصة شئ يسير وهو قليل من التحليل السلوكي الدقيق لاسباب هذه التصرفات وربطها باحاديث محمد صلى الله عليه وسلم ولماذا تلك السلوكيات تتنافي كثيرا مع الدين الحنيف كحب الدنيا راس كل خطيئة والظلم والفساد…لا اظن انهم كانوا يخططون لهذه اللحظة منذ عشرات السنين من اجل ان يستولوا على الحكم وينهبوا البلاد خيراتها(كثير ممن كونوا هذه الحركة ماتوا في المعتقلات وقتلوا وشردوا قبل ان تفتح لهم الدنيا)..لماذا ضعفوا امام المال والجاه والسلطة و ما سبب ضعفهم؟ مقالك ليس الا (فش غبينة) وجعل الناس يكرهوهم وان ذهبوا سياتي غيرهم ممن يحمل تلك الافكار البناءة ويضلوا طريقهم كما ضل هؤلاء الطريق..اريد منك دراسة حتى لا نخرج من حفرة ونقع في بئر

  3. أشكركم على المعلومات
    [img]http://s09.flagcounter.com/mini/ZbQh/bg_ffffff/txt_fffffc/border_ffffff/flags_0/.jpg[/img] [img]http://s03.flagcounter.com/mini/ppHy/bg_ffffff/txt_fffffc/border_ffffff/flags_0/.jpg[/img]

  4. الكيزان ليس لهم أخلاق وهمهم الأول والأخير المال وبأي وسيلة والنساء

    واحد من قريتنا معروف بالكذب والغش وسرق في كل الدول — الكويت — العراق — ليبيا — السعودية — وفي مصر باع فيز مضروبة للسعودية لعدد من أهلنا الطيبين ( الجزيرة ) وذلك في بداية الثمانينات وهو بدأ من السودان .

    الشخص أعلاه اليوم مع الكيزان وطالع ونازل مع عبد الرحيم محمد حسين وكل يوم في التلفزيون ويدعي أنه يمثل النوبيين .

    الطيور علي أشكالها تقع .

    وللعلم والحقيقة أي نوبي كوز أما أصله غير نوبي أو نوبي حرامي وله سوابق .

    قول لي فلان علشان أوريك أصله وفصله .

    يا رب أنقذنا من هؤلاء القوم المجرميين — الفاسدين — الضالين — المفسدين — —- —

  5. ذكرنا في الحلقة الماضية، أن ظاهرة التدين الشكلي، كإطلاق اللحية، و تقصير الثوب، و غرة الصلاة، قد وفدت إلى المجتمع السوداني حديثاً.

    غرّة الصلاة معروفة منذ دخول الاسلام للسودان وهي ليست مرتبطة بالاخوان المسلمين فهناك من له غرّة دون ان يكون اخاً منظماً . هل غرّة كل السودانيين عبارة عن تدين شكلي فقط أم الغرّة تأتي كنتاج طبيعي لكثرة السجود ؟!. هداكم الله وأيّانا الي صراطه المستقيم .

  6. نعم الاخ اللخمي فهؤلاء يمتطون الدين ويركبون موجته لغايات دنويه وماالتشبه عندهم بمسوح الاسلام سوي ديكور يبتزون به الشعوب وهم في أخلاقهم إباحيين لأبعد الحدود يمارسون الزنا مع سكريراتهم ومن تحتهم من العاملات وياما كشفت فضائحهم هذه السنوات العجاف يمارسون كل محرم من السرقه والزنا واللواط وصولا للقتل وعندهم الغاية تبرر الوسيلة فالدين لديهم مظهرا وليس مخبرا ولا جوهرا يتمشدقون به أمام الجماهير وإذا خلوا بنفوسهم إرتكبوا كل محرم وأما في صحافتهم فحدث ولا حرج يدعون عفة اليد واللسان وهم أفحش الناس قولا وفعلا يقول الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء أين هم من ذلك؟؟؟؟؟؟؟ كل الفحش في سلوكهم وقولهم وأفعالهم وما خفي أعظم.

  7. أخي الفاضل بالرغم من أن كلامك فيه معلومات صحيحة إلا أن تعميمك جانب الصواب…والكتابة من أخطر الأشياء فهي تعد تماماً كالكلام بمعني أنها من كسبنا وعملنا الذي سنحاسب ونسأل عنه….ارجع الي معني الاية …ما يلفظ من قول…..تاب الله علينا جميعا

  8. ليسـت الدماء التي سالت في دار فور ، و كردفان ، و أطفال المايقوما ، وحـدهـا وصمة الـعار في جبين تجـار الـدين .
    بل الـتطـهير الـعـرقي ، والإباده الـجمـاعـيه فـي جــنوب الـسـودان ، والتطهير الـعـرقي والإباده الـجمـاعيه فـي شـرق الـسـودان ، والـتطهـير الـعـرقي والاباده الـجمـاعيه فـي دارفـور والـمسـتمره حـتي الـيوم ضـد أهـلـنا النوبه ، والـفـونج والأنقســنا ، فـي الـجـنوب الـجـديد .
    إنهـا وصمـة عـار فـي جبين الإنســانيه جمــعـاء أن يتم الـتطهـير الـعـرقي ويسـتمـر ، ضـد الـسـكان الأصـليين ، أصـحـاب الأرض ، أرض أبائهـم وأجـدادهـم ، فـي الجنوب ، والـشـرق ، والـغـرب ، والـدور آتـي عـلي الـشـمـال ، وبهـذه الـبشــاعـه .. تحــت أنظـار الـعـالم حـتي هـذه اللـحـظـه .
    أن مـهـددات الأمـن والإسـتقرار فـي الـعـالم اليوم هـي تجـارة الـدين ، وتجـارة الـمخـدرات ، وتجـارة الـسـلاح ، وتجـارة الـرقيق ( الـهـجـرة غير الشـرعيه ) .. هـذه الآفـات الأربـع تزعـزع إسـتقرار وأمـن الـعـالم ، وينبـغـي عـلـي الإنســانية جمـعـاء أن تتضـافـر جـهـودهـا لـمـكافحـة هـذه الأوبئه ، وعـصابات الـجـريمـة الـمنظمـة .
    أمـا آفـت الـتدين الـشـكلي .. فهـذا منهـاج إختطـه وكـرسـة تجـار الـدين للـتاثير والـسـيطرة عـلي عـقـول الـسـذج والـبسـطاء ،ومـن ثـم إســتخـدامهم كأدوات لـتنفيذ مآربهـم الـشـريرة ( يرى هذا التيار ضرورة، التركيز على العمل الدعائي السياسي، القائم على التهريج، و العمل من خلال تحالفات، و جبهات عريضة، بغرض الوصول إلى السلطة، لكي يقوم بعملية تطبيق الشريعة الإسلامية. و بالتالي سوف يتم إصلاح المجتمع، و الدولة، إذ أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران. و هذا التيار لا يهتم مطلقاً، بالنوع، بل بالكم، و تكبير الكوم. و قد أثبتت تجربته الحالية، أن مسألة تطبيق الشريعة، قد كانت مجرد ذريعة، و خدعة، و قناع أيديولوجي، من أجل الوصول إلى السلطة، و مكاسبها. كما أن هذا التصور نفسه، ينطوي على وصائية غريبة، على البشر، و المجتمع، و الدولة. كما أن هذا مسلك تبريري، إنتهازي، و براقماتي في نفس الوقت بظلالها السالبة. و هذه الرؤية، هي عين الميكافيلية، حيث الغاية فيها تبرر الوسيلة. و من هنا جاءت نظرية فقه الضرورة، في تصور الشيخ/ حسن الترابي. و هذه الرؤية، هي التي طبعت سلوك الجماعة منذ الستينيات، و إلى اليوم.
    الـمشـهـد الـسـياسـي الـسـوداني الـيوم تحـول إلـي ســيرك تهــريجـي يـعـج بالـحـواة حـمـلـة الـمباخـر والـثـعـابين ، والـمشـعـوذين الـدجـالين مرتدي الـمـرقـع ، وشـعـر رأسـهم كرؤس مـردة مـن الـجـان آتين مـن غـياهـب جـهـنم ، ولابســي ســبح ينوء عـن حملـهـا الـعـصبة أولـي الـقـوة .. وضـاربي الـطبول والـنوبات ، والـمتســولين بالـطـار .. هـؤلاء الـمهـرجين الـذين يقــول اللـه عـز وجـل فيهـم وبكـل وضــوح { وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً } ( قال ابن عباس : كانت قريش تطوف بالبيت ، يصفقون ويصفرون ، فكان ذلك عبادة في ظنهم . والمكاء: الصفير. والتصدية: التصفيق ، قاله مجاهد والسدي و ابن عمر رضي الله عنهم !!!!!.

  9. لم يترك لي الأخوة شيئاً اضيفه، ولكن كعادتي أحب أحشر أنفي في كل شيء ذكر فيه تجار الدين، رغم نتانة الريحة وكراهة القوم، وأعجبتني دعوة الأخ الفنجري وهو أننا وهم إما على هدى أو على ضلال مبين، وإذ اختلفنا فلنرد الأمر لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأرى أن يستجيب الكل لهذه الدعوة فيدلي كل منا بدلوه، ونوزن هؤلاء على ميزان الدين، وعلى الكتاب والسنة، ونرى هل هم على حق فنتبعهم رغم ما نرى ونسمع ونحس ونذوق، أم على باطل فنبذل لهم النصيحة ونعينهم على الشيطان، أم أنهم ليسوا على شيء كما كانت ولا زالت اليهود والنصاري، فنجالدهم بالسيف حتى يؤمنوا بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله وملائكته أو يهلكوا مع من هلك من قوم نوح وعاد وثمود.

  10. انت يا مختار احد كوادرهم وحملت السيخ ضمن الكتيبة الخرساءايام اتحاد المحايدين 1991 بعيد الانتخابات في جامعة الخرطوم الهم الا ان تغيرت مواقفك فأنت منهم واليهم واكثر اهلية بمعرفة اسرارهم .نرجوا الا تعمم بأن كل صاحب لحية او شامة صلاة منافق فهنالك الكثير الذين ليس اي علاقة بهذه التنظيمات التي ذكرت اتقياء اخيار سجادين و ركاعين لله وحده

  11. من اهم أسباب الفشل السوداني الاكتفاء بالحديث عن وصف الفعل ونتائجه الشكلية والهروب من البحث في أسباب الفعل …. ولماذا ؟

  12. مقال جيد. نحن في حاجة ماسة لمثل هذه المقالات حتي نرجع للوراء قليلا!!!ايام كان الدين لله لا رياء ولا غلو ولا تنطع. فقدنا جنوبنا الحبيب بسبب التنطع في الدين والله لا يمكن ان يستقيم للسودان عود الا بالخلاص من هذه الملل الدخيلة علي الدين. وكلما غلت هذه الملة المتنطعة بالدين كلما تقطعت أوصال بلادنا ونفر من هذا الدين القيم نفر غير يسير ولا ادري ان كان هذا يهمهم فما الدين عندهم الا مطية ولكن الله غالب علي أمره وسيري الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون

  13. انهم يصلون الخمس فرائض فى المسجد ثم يكذبون…
    انهم يصومون الاثنين والخميس ويقيمون الافطارات الجماعية .. ولكنهم ياكلون السحت والحرام..
    انهم يطلقون اللحى وعلى جبينهم غرة الصلاة .. ولكنهم يمارسون ابشع انواع الظلم ويقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق…
    انهم فاحشون .. بذيئون… مقيتون.. يثيرون الاشمئزاز والرثاء ..
    ليتهم يعرفون المعنى الحقيقى للتدين .. ليتهم يعرفون معنى قوله (ص)( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)… ليتهم يعلمون ان الايمان ماوقر فى القلب وصدقه العمل … ليتهم وليتهم .. وليتهم .. ولكن هيهات فقد اعمى الله قلوبهم فهم صم بكم عمى لايفقهون …

  14. يا جماعة الرئيس نميري كان اخير – بدأ شيوعي احمرررررر و انتهى او الجماعة ديل ( نهوهو) باسم الدين وامام المسلمين.
    اما ديل بداوا بالجامع اللي انتهى فيه نميري و رجعوا بغااااااااادي لخط نميري ، الله يستر ديل ينتهوا كيف ؟؟؟ الله اعلم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..