منهج وتقديرات سياسية: الأمة أقرب للشارع والشعب بمقدار أكبر من الاتحادي الأصل؟ ربّما!

الخرطوم ـ مهند عبادي
إن الصمت عند العارفين كلام.. ربما يكون ذلك مدخلا لائقا لأي باحث أو من يحاول الاقتراب من حصن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ويسعى لسبر غور صمت قادته وحتما سيجد أنها قناعة راسخة لدى زعيم الختمية ورئيس الحزب مولانا الميرغني، قناعة يؤمن بها الجميع هناك في ذلك الحصن، فمعلوم أن الميرغني يجيد الاستماع ويفضله على بذل الحديث ونادرا ما يخرج ما يدور بخلده للعامة، وليس بإمكان أحد من أعضاء الحزب العريق أن يتنبأ بموقف الحزب أو رأي الميرغني قبل أن يفصح عنه مولانا. ذلك الصمت وغيره ترك الحزب يدور في فلك الرجل الواحد وانشقت عنه مجموعات مختلفة وتفرق إلى عدة واجهات سياسية.
وكمن يحاول إخراس الألسن تفجرت براكين الغضب لدى تاج السر محمد صالح القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وهو يعلنها داوية قبل أيام بأن حزبه بالفعل حزب الرجل الواحد ولا يحق لأحد أن (يزعل) من تلك الحقيقة، وتعمده إرسال رسائل في عدة اتجاهات عبر تلك الزفرة الحرى التي تبين ضيق وحنق قيادات حزب الوسط من اتهامات وانتقادات تطالهم بين الفينة والأخرى نتيجة لإمساك مولانا محمد عثمان الميرغني بكل الحبال والخيوط مما يلغي وجود أعضاء فاعلين أو قيادات قادرة على إحداث التأثير في مسيرة الحزب العتيق الذي يبدو اليوم منزويا في ركن قصي من إطار الصورة العامة للمشهد السياسي في البلاد.
حسنا، لم يشفع تمثيل جعفر الميرغني للاتحادي في القصر بمنصب مساعد الرئيس ولا الوزراء الممثلين للحزب في عدة مواقع تنفيذية بالحكومة من تحسين الصورة وتحريك موقع الحزب داخل إطارها حيث لم تتغير النظرة تجاه الحزب بسبب مواقفه من الأحداث التي تجري في البلاد وصمت قادته المطبق إزاءها، ويبدو أن جينات الوراثية فعلت فعلتها في جعفر الميرغني وهو يدور في دوامة صمت عميقة وسفريات لا يكلها دون أن يحدث التأثير المطلوب منه أو يحقق الاستفادة المرجوة من موقعه الذي يتقلده، ولم يمل المراقبون والمتابعون من عقد المقارنة بينه وبين ابن المهدي عبدالرحمن الذي يبدو أكثر حيوية ونشاطا ومشاركة واستفادة من العمل في القصر.. ففي الوقت الذي يواصل فيه ابن الختمية هوايته المحببة بالتحليق في سماوات العواصم الغربية والعربية تجد ابن الأنصار منغمسا إلى أخمص قدميه في تفاصيل السودانية ويمارس هوايته الفروسية في قلب الخرطوم وفاعلا في المحافل وممثلا لرئيس الجمهورية في مختلف المحافل، تلك المقارنة المعقودة دوما بين المساعدين تقود إلى المقارنة بين الحزبين الكبيرين وبالضرورة بين المهدي والميرغني.. فإمام الأنصار كسب قواعد جديدة بعد حادثة اعتقاله وآرائه المتباينة إزاء الحوار الوطني وبقية القضايا العاجلة في البلاد وينسحب ذلك على بقية قيادات وأعضاء الحزب وأبنائه بفاعلية ومقدرة على صناعة الأحداث والمشاركة فيها بصورة عالية جدا، بخلاف زعيم الختمية الميرغني المقل في الحديث والمستعصم وأبناؤه بالخارج، مما جعل سهام النقد تجرح سيرتهم وتاريخهم الذي ورثوه من زعماء الختمية والاتحاديين بل ذهب البعض لكيل الاتهامات لهم بأنهم لا ينفعلون مع أوجاع الداخل وأن الحكمة التي يتمشدقون بها لن تجدي نفعا، الأمر الذي يحتم على زعيم الختمية إبداء آراء جريئة وحازمة تجاه القضايا المختلفة.
في خضم كل ذلك يحلم الاتحاديون بوحدة منشودة تعمل لتحقيقها مجموعة من الشخصيات المرموقة في الحزب ولكنها تبدو اقرب إلى الأحلام المنسية نتيجة لتباعد الشقة والمواقف بين قيادات الفصائل الاتحادية، سيما أن أغلب الاتحاديين لا يرجون الوحدة ويقللون من فرص حدوثها حيث سبق وأن قللت قيادات اتحادية من المساعي التي تبذل من أجل توحيد الفصائل الاتحادية، وعدتها غير مجدية في ظل مشاركة الاتحادي الأصل في الحكومة، وسبق أن نعت لجنة لم الشمل جهودها واعتبرت المشاركة بمثابة الطامة الكبرى. ويرى مراقبون أن فرضية تحقيقها في الوقت الراهن تبدو أقرب للاستحالة غير أنهم لا يستبعدون إمكانية حدوثها في ظروف أخرى وأوقات قادمة بعد أن تتغير القيادات والمواقف، وهذا بالطبع لا يمكن الجزم به مما يبقي الأمر معلقا على حبل الانتظار ودورة الأيام.
إذا، يبدو الحال في دوائر الختمية أقرب إلى الدكتاتورية الحميدة ويستمتع الجميع بالغرق في بحر الصمت والكل في انتظار جهيزة التي تقطع قول كل خطيب داخل أروقة الاتحادي الأصل وان ينبس الميرغني ببنت شفة تبقي الأمور على ما هي عليه.. وفي المقابل تقود المقارنة إلى أن إمام الأنصار الصادق ربما يبدو أكثر قدرة على اتخاذ المواقف وإبداء الآراء غير عابئ بردود الأفعال حولها، فالمهم لديه أن يكون حاضرا ومنفعلا مع ما يدور بتقديم الرؤى والآراء من منطقل ومبادئ يحرص فيها على إعمال صوت الحكمة والخيار السلمي وغيرها من المنطلقات التي يرتكز عليها الإمام في أحاديثه.
تباين المواقف والاختلاف الكبير بين منهج الحزبين الكبيرين وتقديراتهما السياسية اتضح بجلاء حتى بين ابنائهما في القصر فكل واحد منهما بدأ وكأنه معجب بأبيه ولم يحد من الدرب الذي هو سالكه، ولكن ذلك أبرز للرأي العام صورة مفادها أن الأمة أقرب للشارع والشعب بمقدار أكبر من الاتحادي الأصل وذلك نتج عن تفاعل وانفعال وحضور قادته ومشاركتهم في شتى المحافل الشعبية والرسمية وآرائهم الواضحة
اليوم التالي
ياتو تقديرات دي!!؟
دي نكتة الموسم البايخة !!؟
الكاذب المهدي بعد إطلاق سراحه بإلتماس مهين بينما يقبع المناضل ابراهيم الشيخ بذات التهمة في المعتقل حتى الآن قضى على الكثير مما تبقى له..المؤتمر الوطني والشعبي والأمة والإتحادي وحركة غازي كلهم نتوءات سرطانيةولاذرة من الأمل فيهم.
كاتب هذه الفرية هو واحد من هتيفة الضليل بلا شك