مصطفي كمال أتاتورك (الذئب الأغبر)

الذئب الاغبر مصطفي كمال اتاتورك

انتشرت داخل الإمبراطورية العثمانية (ايامها الاخيرة) العديد من الجمعيات السرية التي تدعو إلى إحياء القومية التركية على الرغم من الثعلب الأحمر ( السلطان عبد الحميد) استطاع أن يتبدع نظام جاسوسية صارم، إلا أن الدعوة إلى التتريك وجدت قبولاً في أواسط الجيش العثماني وبالأخص غلاة العلمانيين من الضباط أمثال (مصطفى أتاتورك) ورفقائه الذين انضموا إلى الجمعيات السرية الماسونية وأهمها جمعية (الوطن) و(الاتحاد والترقي) و(تركيا الفتاة) وكان أعضاء هذه الجمعية ثائرين على السلطان عبد الحميد وضد تدخل الدول الأجنبية في الشئون الداخلية لبلادهم. وقد اختار أعضاء الجمعيات الماسونية النضال لإقامة حكومة تركية فهاجموا الوعاظ والدعاة واعتبروهم دورايش يضللون الشعب ونادوا بوجوب إلغاء القوانين العتيقة ولكن عيون السلطان نقلت أخبار الجمعيات الماسونية وتم إغلاقها ولكنها استمرت تعمل سراً.
مشروع التتريك الذي تبناه اعضاء الجمعيات الماسونية في الجيش ( الثوار) جاء كردة فعل للهزائم المتتالية للجيوش العثمانية وإحساس الأتراك بأنهم يدافعون عن أمم وشعوب لا يجدون معها أي قاسم مشترك سوى الدين مثل (العرب) فهم نظر مخطط ومنفذ حركة التتريك(مصطفي كمال اتاتورك) ان العرب أمة والأتراك أمة وإن الفلاحين والعمال الأتراك يموتون من أجلهم وهم ينعمون بالأمن ويقودوا الثورات لأضعاف النفوذ العثماني، لذلك لا يمكن أن يكون هناك توافق وإنما على الأتراك أن ينظروا إلى واقع أمتهم دون الإهتمام بهذه الشعوب، لذلك لا يمكن أن يكون هناك توافق وإنما على الأتراك أن ينظروا إلى واقع أمتهم دون الإهتمام بهذه الشعوب.
وكانت بداية حركة التتريك منذ عصر التنظيمات ولكن يعتبر العام 1908م والذي ظهرت فيه ” جمعية الاتحاد والترقي” هي البداية الحقيقية للصراع بين القومية والدعوة إلى فكرة الدولة الإسلامية والخلافة. وقد لعبت الجمعيات اليهودية والمحافل الماسونية الدور الأعظم في نفخ الروح العلمانية والدعوة إلى الإلتفات لقضايا الوطن وتناسى مسألة الخلافة، وذلك في إطار مشروع استهدف الدولة العثمانية وبالمقابل لحركة التتريك نمت حركات وانتفاضات أسهمت في إقناع الشارع العام التركي بأن يبحث عن مصالحة.
نتيجة للصورة المتخيلة في الذهنية التركية في ذلك الوقت عن (العرب) فإن الدعوة إلى التتريك وجدت أرضية صلبة في مقابل قوة السلطان الذي بدأ لا حول ولا قوة له إزاء الهزائم المتوالية لجنوده والثورات الداخلية. مع تنامي العثمانيون الجدد وهم النخبة المثقفة التي كانت تناقش جميع المسائل الفكرية والسياسية والاقتصادية، وكذلك وجود العلمانيين أخذ يتزايد وهم الذين أخذوا يروجون لفكر قيام الجمهورية على أنقاض دولة الخلافة العثمانية وحصر إهتمامات الدولة في داخل الأرض التركية وكان مصدر إعجاب هؤلاء العلمانيون الثوار هو الغرب الذي استطاع أن يفجر ثورة صناعية كبري مكنته من أن يغير العديد من المفاهيم والأسس المتوارثة كما صاحبت عملية التطور انفتاح شديد على المجتمع الغربي واشتداد حركة المقاومة العربية للدولة العثمانية مع بروز المطامع الغربية في البلدان العربية، لذلك كانت الدعوة إلى القومية داخل تركيا محاولة للحفاظ على وحدة الدولة ودعوة إلى تغريب المجتمع التركي والتي ظهرت منذ عهد التنظيمات في عام 1839م.
وانتشرت فكرة أن العرب هم السبب الأساسي وراء سقوط الإمبراطورية العثمانية، وقد اسهمت المؤسسات العلمية في نشر الوعي الجديد، وكان الأتراك قد أنشأوا جامعة إستنطبول وحذا التعليم الحذو الأوربي، أنشئت أكاديمية العلوم العثمانية وتخرجت صفوة متعلمة أو بالأصح متأوربة إلى جانب صفوة رجال الدين ، فتنازعت في المجتمع التركي ثلاثة تيارات الأول يقوده المثقفون “المتأوربون” الذين دعوا إلى الأخذ بالأنموذج الغربي ودعوا إلى علمانية الدولة ثم دعا رجال الدين إلى تيار ” العثمنة” والتيار الأخير الذي يدعوا إلى فكرة ” الجامعة الإسلامية” وقاده بعض السلاطين، ولكن الصراع اشتد بين تيار الأسلمة والعلمنة.
كان هناك تناقض حاد بين الفكرة الداعية إلى (القومية العربية) و(القومية التركية) ونتيجة لذلك وضع التاريخ الطويل المتصل بين العرب والأتراك في مفترق الطرق، فالعرب يطمحون نيل استقلالهم من الاستعمار التركي، والأتراك يرون أن العرب نعموا بالأمن والحماية على حساب دولتهم دون أن يسهموا في بناء هذه الدولة، فالعرب تآمروا مع الإنجليز والفرنسين ضد الدولة العثمانية لتقطيع أوصالها وأدى فعلهم هذا إلى وقوعهم تحت سيطرة القوى الإستعمارية وقد بدأت المؤمرات العربية ضد محمد علي باشا، ويرى الأتراك أن ثورة عام 1916م كانت ( ثورة بدو) تعبر عن المصالح الضيقة وليست ثورة قومية ونسبوا إلى العرب قتل الجنود الأتراك ولم يستقد العرب بقيام دولة عربية موحدة وإنما تمت تجزئة المجتمع العربي إلى عدة أقطار ووقوع بعضها تحت الوصاية الإنجليزية والفرنسية.
وعلى الرغم أن ما يجمع العرب والأتراك كبيراً فالدين والتاريخ هما عنصران مشتركين وأنهما الآن أكبر من عوامل الفرقة بين العرب والأتراك لأن كل طرف ينظر إلى الآخر بأنه خطيئة فالعرب يرون الدولة العثمانية دولة (استعمار) والأتراك يرونه (استغلال) من قبل العرب للأتراك لتوفير الأمن للبلدان العربية. واستطاعت مخابرات الثعلب الاحمر أن تكشف نشاط مصطفى كامل في (جمعية الوطن) واقتيد إلى السجن الأحمر ثم أطلق سراحه بعد فترة واعيد للخدمة ونقل إلى دمشق.
لاحظ مصطفى كمال منذ وصوله إلى الاقاليم العربية (دمشق) الاختلاف بين طبيعة الأتراك والعرب واستطاع أن يتوصل إلى الإحساس الحقيقي للعرب تجاه الدولة العثمانية التي كانوا يعدونها دولة إحتلال. فتاريخ العلاقة بين العرب والأتراك مزيج من الاختلاف والاتفاق والصراع والتعاون فالاتراك لديهم مصالح في بلاد العرب قديماً وحديثا وبالمقابل العرب لديهم مصالح مع تركيا ، واستمر مصطفى كمال في نفس خطه الثوري وحاول نفخ روح الثورة ولم يتجاوب معه السوريون باعتبار أن القضية لا تهمهم. فاختار مصطفى كمال أن يهرب من سوريا إلى سالونيك. وهناك التحق بجمعية (الاتحاد والترقي) وكانت هذه الجمعية جزء من (الماسونية الدولية) وتضم اشتات من الناس يتحدثون عن اضطهاد اليهود فأدرك أنه تورط في سلك الماسونية العالمية وعهد إليه فقط تنفيذ الأوامر وعندما نشبت الثورة ضدر السلطان لم يشترك فيها مصطفى كما لأسباب منها قلة العضوية العامة في جمعية الاتحاد والترقي .
ونشط أعوان السلطان واتهموا الثوار بالكفر والماسونية والخروج على سلاطين المسلمين وعاد الأمر إلى السلطان مرة أخرى. اشتغل مصطفى كمال مع زمرة من أعوانه من (الماسون) لتأليف حكومة وطنية دستورية تتخذ شعار (تركيا للأتراك) ولكن الأمر كشف بسرعة وتم استدعاء مصطفى كمال وهرب إلى شمال أفريقيا.
أصبح مصطفى كمال اتاتورك ثائراً على الوضع السياسي وفي مؤتمره القادة في 23/6/1919م في (اماسيا) خطب مصطفى كمال المجتمعين قائلاً ” إن تركيا جاثية الآن على ركبتها أمام قوات الإحتلال ولم تعد باستطاعتها أن تقوم بأي مجابهة عسكرية، لذلك فإن الطريق إلى إنقاذ الأمة هو حمل السلاح وخوض حرب العصابات لطرد المحتلين وتم عقد مؤتمر وطني حضره مندوبو كل الأقاليم التركية، ولكن السلطان أصدر أمر جرده من رتبته العسكرية واعتباره خارج على القانون، وسمى مؤتمر الأناضول باسم ( مؤتمر اضروم) وحضر كاظم قرة قائد جيش ديار بكر والقواد الآخريين ومندوبي المناطق كان ذلك في اغسطس 1919م وقرر الآتي:
جميع الأرض التركية تعتبر وحدة واحدة غير قابلة للتجزئة.
في حالة تفكك الدولة العثمانية على الأمة أن تقف صفاً واحداً ضد الاحتلال أو التدخل الأجنبي.
إذا اصبحت الحكومة المركزية عاجزة عن حماية الدولة تكون حكومة جديدة منتخبة من المؤتمر الوطني المنعقد في أضروم.
الإرادة الشعبية هي السلطة الحقيقية.
لا يجوز أن تعطي الاقليات غير العثمانية أي اختيارات تضر بمصالح الأمة.
لا مجال لقبول أي نوع من الوصاية والحماية الأجنبية . تلى مؤتمر أضروم مؤتمر (سيوص) واصدروا مقرراتهم باسم ” الميثاق الوطني” وانتخبوا لجنة مؤقتة لإعمال الحكومة الانتقالية وانتخبوا مصطفى كمال رئيساً لها واتخذ مصطفى كمال انقره عاصمة له، السلطان عبد المجيد وقع على اتفاقية سيفر في اغسطس 1920م وقضت بتقسيم تركيا ورفضت انقره ( الثوار) مقررات معاهدة سيفر التي فصلت عن تركيا مصر وسوريا العراق وولاية الموصل واخذت بريطانية قبرص واعترفت بحماية فرنسا على تونس والمغرب كما حددت قوات الإمبراطورية بخمسين ألف، منهم خمسة وثلاثين ألف من رجال الشرطة وعاد العمل بامتيازات الدول العظمى.
وبعد ذلك عمت الإضطرابات انحاء تركيا وأسس مصطفى كمال المجلس الوطني الكبير وعمد إلى الغاء السلطة وخلع وحيد الدين خان، اقترح ذلك للنواب في المجلس واقترح فصل السلطة عن الخلافة، ولكنه وجد معارضة من النواب صعد المنبر وقال ” أيها السادة لقد اغتصب السلطان العثماني السيادة من الشعب بالقوة.. واعتزم الشعب أن يستردها منه أن السلطة يجب أن تفصل من الخلافة وتلغي.. سواء وافقتم أم لم توافقوا فسوف يحدث كل هذا كل ما في الأمر إن بعض رؤوسكم سوف تسقط في غضون ذلك” ووافق المجلس الوطني تحت تهديد دكتاتور الأتراك. وكان اتباع مصطفى كمال مسلحين فوافق المجلس تحت السلاح احتمى السلطان بالإنجليز وخرج من إحدى بوارجه العسكرية ونودي بعبد الحميد خليفة على المسلمين، واستمر يطور في تشكيلات الحزب حتى يعلن الجمهورية واستطاع إعلان الجمهورية في 1923م واصبح أول رئيس لها وهو قائد الجيش ورئيس حزب الشعب فاصبح الزعيم بلا منازع في تركيا واصدر عدة قرارات مصطفى كمال أتاتورك:
إجبار النساء على ارتداء الأزياء الأجنبية دعا لمساواتهن مع الرجال.
مغادرة الخليفة وأسرته استنطبول إلى خارج تركيا.
فصل الدين عن الدولة.
اعتماد الحرف اللاتيني كبديل للحرف العربي في اللغة التركية.
إلغاء نظام الحريم، الدور والتكايا.
هاجم مصطفى كمال الإسلام في الجمعية الوطنية قائلاً ” أليس من أجل الإسلام والخلافة قاتل القرويون الأتراك وماتوا طيلة خمسة قرون لقد آن أن تنظر تركيا إلى مصالحها وتتجاهل اليهود والعرب وتنقذ نفسها من تزعم الدول الإسلامية” وشدد أحكامه على معارضيه فنفى من نفى واعدم من أعدم. وبسبب ثورة الأكراد عام 1925م عطل الدستور وخول ( للغازي) مصطفى كمال إنقاذ البلاد. ففرض عدة قوانيين قمعية هذفت الي تصفية أي نوع من المعارضة منها فرض رقابة على الصحف والغى حصانة النواب وصار أي نقد للحكومة خيانة عظمى حكمها الموت.

د. بشير احمد محي الدين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كاتب المقال مشوش الفكر……العرب والمسلمين حاربو الاتراك لاحتلالهم الدول الاسلاميه والتمتع بخيرات الشعوب وفرض الضرائب الباهظة والدليل ثوره المهدي ضد التركية وغيرها من الثورات ف السودان والدول الاسلامية…… اتاتورك تصرف التصرف السليم فقد ولي زمن الامبراطوريات يا هذا وانت تريد ان تعيد الدوله العثمانيه ف الالفية الثالثة!!!!!

  2. ببغاء تردد ولا تعي .. هذا ادب الاخوان المسلمين في محاولات بائسة لتشوية تاريخ الرجل الذي بني تركيا الحديثة . ليت لنا في السودان رجلا فقط بنصف وطنية وعقل اتاتورك كان انصلح حالنا ولكن بكل اسف ابتلانا اللة بسرطان اسمة الاخوان المسلمين زرعة المصريين في بلادنا ليكون سوس ينخر في عضض هذة الامة فلا تنهض ولا تتقدم

  3. كاتب المقال مشوش الفكر……العرب والمسلمين حاربو الاتراك لاحتلالهم الدول الاسلاميه والتمتع بخيرات الشعوب وفرض الضرائب الباهظة والدليل ثوره المهدي ضد التركية وغيرها من الثورات ف السودان والدول الاسلامية…… اتاتورك تصرف التصرف السليم فقد ولي زمن الامبراطوريات يا هذا وانت تريد ان تعيد الدوله العثمانيه ف الالفية الثالثة!!!!!

  4. ببغاء تردد ولا تعي .. هذا ادب الاخوان المسلمين في محاولات بائسة لتشوية تاريخ الرجل الذي بني تركيا الحديثة . ليت لنا في السودان رجلا فقط بنصف وطنية وعقل اتاتورك كان انصلح حالنا ولكن بكل اسف ابتلانا اللة بسرطان اسمة الاخوان المسلمين زرعة المصريين في بلادنا ليكون سوس ينخر في عضض هذة الامة فلا تنهض ولا تتقدم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..