في ذكرى رحيل الشهيد محمد سليمان الخليفة عبدالله التعايشي (1 – 3)

تمر علينا هذه الأيام ذكرى إستشهاد أحد فرسان البعث العظيم الشهيد المناضل البطل محمد سليمان الخليفة عبدالله التعايشي (رحمه الله)، الذي كون أول خلايا حزب البعث العربي الإشتراكي بقطرنا الحبيب السودان، لقد جسد الشهيد الخيط الرابط والقنطرة الواصلة بين الثورة المهدية والثورة العربية المعاصرة، فلقد تنسم شهيدنا عبق الثورة المهدية من مصادرها الأولى فإستجاب بعفوية لنداء الجذور العميقة الضاربة في أرض اللغة والتاريخ ولرسالته الدينية التي تجمع بين شقي الزمن والجغرافيا، وبين أعظم تجليات الحركة الوطنية السودانية، كما جسدتها حركة البعث في مواجهة الرموز السلبية الداعين إلى تفريغ ثورتة من دلالاتها الوطنية بإسم الإستقلالية الزائفة وإنكار دلالاتها العربية بإسم الإسلامية المجردة قسراً عن حاملها القومي.

في وعي تلاقح البعدان الوطني والقومي كمحرك للنضال يستمد وقوده من تجربته الشخصية وتجربة شعبه الرافض الجذري لتشويه تاريخ الثورة المهدية، والرافض حينها للإنفصال الرجعي في سوريا عام 1961م كحل زائف لإشكاليات

التطور القومي نحو الوحدة بين سوريا ومصر، فلقد كان لكل ذلك تأثيراً مدمراً في السودان سواء كان داخل جامعة القاهرة/فرع الخرطوم (جامعة النيلين حالياً) حيث كان يدرس الشهيد أو خارجها.

فلقد وجد الشهيد البطل ورفاقه في مواجهة السلطة المحلية الرجعية وفي الوقت نفسة تحمل مسؤولية حماية سمعة حركة الثورة العربية بمجموعها بالدفاع عن ثورة 23 يوليو في وجه أعدائها من اليمين الإخواني واليسار الشيوعي، وفي وجه عدائها لنفسها تجاه أجهزتها الإدارية بعملائها الصغار ذوي الضجيج العالي.

حينما تقدم الشهيد محمد سليمان االخليفة الصفوف أمام زملائه ورفاقه في (الطليعة التقدمية العربية) وغيرها من تنظيمات (الإشتراكيين العرب) الطلابية في ذلك الوقت حتى تكسرت النصال على النصال و إستحال عليه إكمال دراسة القانون في جامعة القاهرة/الفرع.

كثير من الرجال يولدون، ويدبون على هذه الارض كدبيب النمل، ويمرون على هذه الحياة كلمح البصر، ويسيرون بين امواج البشر، وهم الاغلبية الساحقة من هذه المخلوقات البشرية، ولكنهم القليلون الذين يتركون اثراً، ويشقون طريقا، وينحتون مجدا، ويصنعون تاريخاً، وتبقى ذكراهم مخلدة على مر التاريخ، هم صناع التاريخ ورموزه، وهم عباقرة الارض، والقديسين عليها، بما اعطوا للبشرية، وقدموا للانسانية، وهم انبياء الارض بدون ان تكون بايديهم ديانة سماوية، لان الديانات الارضية التي امتلكوها، واعطوا عصارتها للانسانية، كانت تضيئ طريق الحياة، والمجد والمستقبل لكل الناس، وخاصة للذين يؤمنون بافكارهم ومبادئهم، لان الديانات الارضية، بما تمتلك من اخلاق ومبادئ، تعتبر استكمالا لما جاءت به الديانات السماوية، وهي لا تتقاطع معها، بل تعتبر نموذجا ابداعيا للعقل الانساني، الذي ابتدعه الخالق، واودعه اكرم خلقه، ولكن هذا العقل قد تتفاوت قدراته بين واحد وآخر، وقليل ممن يمتلك عقلا تنضج فيه المعرفة، من بين كل هؤلاء المخلوقات البشرية. من قلب المعاناة، معاناة الذات، ومعاناة الأمة، ظهر الطفل يصارع الحياة، فامتزجت معاناة الذات بمعاناة الأمة، وترعرع في هذه الحياة، التي كانت تصارع فيها الأمة من أجل وحدتها وحريتها، وعدالة الاجتماع فيها، لأنها كانت الأمة الوحيدة التي استهدفت في جوهر بنائها، فكان أن وجد المبادئ التي تلبي رغبة شبابه، وتجيب على الأسئلة التي كانت تدور في مخيلته، لتعطي لارادة الشباب ما يمكن ان يحقق طموح أمته وشعبه، من خلال النضال الوطني والقومي، الذي وجد فيه الطريق الذي سيحقق الطريق ما تصبو اليه النفس التواقة، بالارادة والايمان والعزيمة، التي ستنجز للأمة اهدافها، فكان البعث طريقه الذي كان يرى فيه الاجابة على كل الأسئلة المحيرة للنفس، والقادرة على أن توصله الى نهاية الطريق لبناء أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. رحمه الله برحمته التي وسعت كل شيء،،

    أخي رامي عابدون قلمك لايشق له غبار طلق وسياب ،،، ولكن اعتقد ان البعثيين لو كرسوا جهودهم للسودانوية بخصائصها العربية والافريقية لكانوا احدثوا تغييرا كبيرا في المفاهيم التي قادتنا الى الحالة التي نراها،،، ودمت أخي

  2. من المضحك حد البكاء بان يكون في وطننا (السووودان ) حزب يسمي حزب البعث العربي ,,,, بعث في عينكم يا قرود يا من تسببتم في ضياع هويتنا

  3. إني أرى تحت الرماد وميض نار ويوشك ان يكون له ضرام .. حياك أستاد رامي !!!صفت عليكم خلاص كل الوادم اطشرت …. لا بارك الله بعلى الريج …

  4. رحم الله هذا المناضل الجسورالذى لم نسمع عنه قبل ذلك ولكن يا رامى يا ولدى ادعوا لك الله ان تفيق مما انت فيه من الخطزفات السياسيه فحركة البعث انتهت بعد ان تعاون بعث سوريا مع الامريكان بأيعاذ من ايران لضرب العراق وذلك لان بعث سوريا شيعى وبعث العراق كان سنيا تابع لصدام حسين رحمه الله اذا يا صديقى الذى يجمع هو الدين وليس القوميه والكلام الفارغ كما تتخيلون …وبعدين ياأخى سيبك من وهم المهد والثوره العربيهو23 يوليو والكلام الفارغ ده المزحوم بتاعك مذا قدم لنا جده حتى نرجو منه شيئ للسودان جد مرحومك وصمه سوداء فى تاريخ السودان يمثل الخليفه كل الغباء السياسى والعسكرى اذا كان لديك اى شيء خفى عنا لم نعلمه عن غباء الخليفه اوحتى المهدى الكذاب نفسه …ارجوان تستيقظ وتنظر حولك لتعرف انك توقفت حيث اسرع الناس …والسلام يا المهدى الاماموطظ!!!!!!!!!!!!!

  5. شكراً للأبن الاستاذ رامي للمقال الرائع في الذكري 42 لحركة 19 يوليو 1971 نستذكر جميع الشهداء . تحية اجلال وتقدير للشهيد محمد سليمان الخليفة التعايشي ولشهداء الثورة المهدية و كل شهداء الحركة الوطنية السودانية. شكراً مرة اخري وياريت لو اعطيت للقاري نبذة عن مولده ونشأته بامدرمان وتاريخ الاسرة وخاصة والدته المرحومة فاطمة يونس بنت الدكيم واشقائه وشقيقاته واقرانه ورفاقه واصدقاءه في اثناء حياته العطرة، له الرحمه والمغفرة

  6. اوافق اخى المتجهجه وغير مقتنع بردك عليه لان ثقافتنا فى مجملها خليط افروعربى ولولا اللغة الرسمية هى العربية لما وجدت اثراً للعروبة فى حياتنا كما الدول العربية الاخرى.. انا اتفق مع الاشتراكية اينما كانت ولكن عندى رؤية شخصية بما يخص حزبكم.. لماذا شعاركم امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة؟.. يعنى تطلعاتكم نحو العروبة.. طيب ممكن يجى بعث آخر شعاره امة افريقية واحدة ذات رسالة خالدة.. زى حزب سانو فى الستينيات مثلاً وتطلعاته نحو الافريقانية.. ليه ما يكون حزب البعث السودانى الاشتراكى شعاره امة سودانية واحدة ذات رسالة خالدة.. تخدم التطلعات الداخلية العربية والافريقية ثم تنتقل لمؤازرة الخارج؟..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..