المشير يتحدى غباؤة 2/2

وفى مثل تلك الاجواء التى اصابت البلاد بزكام حاد فان الغباء السياسى يكون هو المسيطر عليها والعقل يتعطل وتُحتّكم البلاد كلها بقانون ( أحمق) يُسمى بقانون الطؤارى، وقوانين فضفاضه حّماله اوجُه ويصبح المختلف مع نظام المشير متطرفاً والمعارض للمؤتمر الوطنى خائيناً والثورى الذى يناضل من اجل مناطقه المهمشه عميل بل ان الشعب كله فى نظر نظام الخرطوم يعتبر متهماً الى أن يثبت العكس .
ولحكمه من عندالله تعالى شهدت حقبه الغباء السياسى هذة فى السودان حاله نادرة فقدرة الله جمعت بين صفتين فى حاكمّنا الهُمام ( الطغيان ) و( الغباء ) فالحاكم الطاغيه وهو الذى يستبد فى حكمه مُسرفاً فى المعاصى والظلم وقهر الشعوب خلاف الحاكم المستبد الذى يتفرد برأيه ويستقل به ولكن تكون هنالك نيه خير داخله .
ووالينا الذى ولي علينا قهراً لمده 25 عاما ونيف فقد جمع بين صفتان الغباء والطغيان خلال حقبته التى اتسمت بفظائع انسانيه كبيرة ، وغباء المشير غباء وراثى ومؤثر على من حوله من رهطه وفى طغيانه هذا يلجاء الى سن قوانين وشرائع يحاول أن يًستُر بها عورته التى كشفت حتى يتمكن من أن ينال ما يطمح أليه من جور وظلم وهتك اعراض رعيته وهضم حقوقها وهو فى غيه هذا يحاول ان يصبغ فظائعه تلك بقالب وهمى من اللوائح والقوانين التى تتيح له شريعيه افعاله المنكرة تلك .
قُسم المجتمع وعلى مر التاريخ الانسانى والذى يٌحكى القهر والاستبداد والذى كان ملازماً لاغلب الحكومات الدكتاتوريه الى ثلاثه فئات :-
الفئه الاولى هم اصحاب الحظوة الؤيدين للحزب الحاكم او للدكتاتور وهم الذين تُسند اليهم ادارة البلاد وتكون لهم مصالح حقيقيه لبقاء النظام والظلم حتى يضمنوا استمرارهم وتمثل تلك الفئه حوالى 2%
وتاتى الفئه الثانيه وهى طبقه المثقفين والمعارضين المناهضين لسياسه النظام القائم وهؤلا تحل عليهم اللعنه ويتم بطشهم والتنكيل بهم وقهرهم وتشريدهم من وظائفهم وتضيق العيش عليهم وتمثل تلك الفئه حوالى 5% .
والفئه الاخيرة هم بقيه الشعب ويمثلون حوالى 93% لاينتمون الى فصيل سياسى أو نُخبوى وليس لهم اى اتجاهات فكريه مواضحه بآطار محدد ( ناس معايش ) وهؤلا ليس لهم اى طموحات او اهتمامات شخصيه سياسيه خلاف ما يُهم فى الحياة العاديه ، هذة الفئه حامدة شاكرة لاتبدى تذمر يذكر أو احتجاجات كبيرة لافته بل فى بعض الاحيان يكونوا متعاطفين مع النظام الحاكم والديكتاتور وربما يدافعون عنه .
وكان غباء المشير أن جعل زبانيته يقهرون البسطاء ويتفننون فى ازلال الشعب وكانت النتيجه هى أن انتقل الشعب السودانى الى خانه العداء واصبحت الجماهير من أشد المناهضين لنظام البشير وحتى فى زمن المهادنه هذا بين النظام والمعارضه السارحه فى غبائها ايضا نجد أن المحرك الفعلى للشارع هم الفئه الثالثه الجماهير التى حاربت النظام بمقاطعتها لانتخاباته المهزوزه ، وحاربت النظام وقدمت الدماء شهداء سبتمبر ، بل تمادت فى حربها ضد الموتمر الوطنى ووصل الامر لحد الشماته فى غباء الرئيس أبان محنته الاخيرة بجنوب افريقيا وكانت التعابير و (نكات ) التى تصور عن حال المشير ورهطه وتم اطلاق اسم
( تانى توبه ) على احدى تطريزات الثياب النسائيه كنايه على توبه المشير من السفر لخارج السودان ، وتفننت بعض من قهرتهم الحياة فى زمن الانقاذ واتخذن نقش الحناء مهنه لهن فى تاليف رسم جديد يحمل اسم ( دموع غندور ) فى اشارة واضحه الى تلك الدموع التى سُكبت نفاقاً وزوراً وبهتاناً فى حادثه اقرب الى ان تكون هرجله منها فعل سياسى ، ودموع غندور مثل كل دموع السياسيين الاغبياء لا تذرف على ارامل ومشردين دارفور او مضهدين جبال النوبه .
وفى زمن غباء المشير ودموع غندور اختلفت المفاهيم ولم تعد السجون وبيوت الاشباح حكراً على السياسين ومناهضين المؤتمر الوطنى بل زاحمهم المواطنين الذين تعرضوا للتعذيب والقتل المباشر و الاحصائيات التى تمت على الشهداء الذين سقطوا على مر تاريخ الغباء السياسى للمؤتمر الوطنى تمثل حوالى 91 % مواطنين ليست لهم اى انتماءات سياسيه وال9% هم شهداء كل التنظيمات السياسيه .
نظام المشير استفز مشاعر السودانين وبغباء نقل الجماهير من محايدين الى اعداء فالنظام على رأسه حاكم غبى وراثياً ودائماً ما يضع البلاد فى ازمات متتاليه وتقديراته غير صائبه .
أن كل دول العالم تهتم بمسأله الامن بصورة او باخرى الا ان نظام المؤتمر الوطنى أصبحت مسأله الامن له مثل الوسواس القهرى واصبح شغل النظام الشاغل وجُل منصرفاته فى قضيه الامن هذة ولعل السبب فى ذلك هو أن النظام يشعر فى قرارة نفسه بانه مغتصب شيئاً مهما من الشعب لذلك فهو دائم التوجس من أى ردة فعل ولو كانت طبيعيه من هذة الجماهير والنظام يعلم يقيناً بأنه عارى تماماً ، وعلى درايه بان مظاهر الولاء التى تكون فى صورة حشود و يخاطبها المشير ماهى الا زيف تمت صناعته من سماسرة المسيرات وان نفس هذة الجماهير تتمنى زوال هذة المنظومه أما عن طريق ثورة ظافرة تعيد امجاد السودانين ، او عن طريق المشيئه الربانيه حتى ولو سخر لها الرب ( لاهاى ) كاداة لتغيب النظام الحالى عن حكم السودان .
ولهذة الاسباب ولغيرها يتخذ النظام احتياطاته الامنيه بصورة مبالغ فيها فهى تتناسب تماماً مع قدر خوف المؤتمر الوطنى من هذة الجماهير ، وكلما زاد شك المؤتمر الوطنى وخوفه من شعبه كلما تضخم هاجس الامن وكانت وسائل القمع اكثر فتكاً وتنكيلاً .
لقد فهم الشعب السودانى ووعت الجماهير الصاعدة الدرس جيدا واصبحت تنظر الى وعود المشير والتى يطلقها بنوع من الغباء تنظر اليها غير مباليه بها أن الامر لايعنيها فهى دعاوى كاذبه ودعايه النظام مضلله ، وفى تلكم الاوضاع من فساد يجرف تربه المجتمع وكوارث تتوالى على الموطنين كارثه تلو الكارثه ، وفى ظل هذا الوضع المتردى والمتدهور اخلاقياً وثقافياً مع انحلال كامل فى القيم وغياب تام لمفاهيم العداله الاجتماعيه و زيادة فى معدلات البطاله والفقر ، لابد للنظام الخرطوم أن يعى أن الرفض الحقيقى والانتزاع الثوري قادم لامحال وفى القريب العاجل من تلك الفئه التى ضحت كثيراً وقدمت الغالى والنفيس أبان حقبه الانقاذ الاولى ولكن الان انهكها الكذب والوعود الضاله واصابها الملل من زئف السلطان واتباعه ، لم يعد شعب السودان يحتمل مزيداً من الاوجاع .
غداً تكتمل فصول اطول كابوس جثم على صدر الوطن .