حق السودان الأدبي مثل الحق المادي

حق السودان الأدبي مثل الحق المادي
أنور قسم الله
[email][email protected][/email]
مفهوم جديد للثقافة و التعدد ألهمه السودان للعرب خاصة و العالم، ظهر في عدد مارس 2012 من مجلة العربي، حين دبج رئيس التحرير د, سليمان أبراهيم العسكري إفتتاحية العدد بمقال من خمس صفحات يحمل مفهوم جديد للوطن أو المواطنة، بحيث يكون هذا الوطن هو الهوية الأكبر التي تجمعنا و هو الوعاء الأوسع من الحدود العادية للوطن، ألا و هو وطن الثقافة، و يتضح بجلي من مقال الدكتور إلهام التجربة السودانية في مشكلتي الوحدة و الإنفصال بين شمال و جنوب السودان بسبب إختلاف الثقافة، و تتضح أكثر العبارات المنسوخة من الفترة الإنتقالية السودانية التي خصصت لجعل الوحدة جاذبة، حيث إستخدم الدكتور المصطلحات المستحدثة و التي نقشت و نسجت سودانيا لتدخل قاموس السياسة و اللغة و الثقافة، و فد إستخدم العبارات التالية كما هي في مقاله: (الوحدة في تنوع) و ( التعدد الثقافي) و (إحترام هذا التعدد الثقافي) و ( وطناً أكبر حاضناً للهويات المحتلفة) و (حقوق الجماعات المتنوعة) و (… و تصهرها في بوتقة التنوع من أجل الوحدة).
بـــهذا نحن أمام قضية لإنتهاك الحقوق الفكرية مكتملة الأركان تصل إلي درجة سرقة الأفكار، لم يحفظ فيها حق السودان الأدبي من قريب أو بعيد و الأنكى و الأمر أن الكاتب صاغ أمثلة لجدوى فكرته و بلا حياء ترك السودان آخر مثال يحكي فيه عن الخسارة التي مني بها السودان بسبب عدم مراعاة (الوحدة في تنوع)، أي سقوط هذا؟ من هذه المجلة التي أحسها مجلة الثقافة الأولي في بلاد العرب.
و غير هذا فأنه في تقديمه للسودان تحت عنوان (السودان بين الإستقلال و الإنفصال) حكى مسرحية هزيلة جداً لأستقلال السودان و هو أن الشعب السوداني كان يحب الرئيس المصري محمد نجيب لأن محمد نجيب نصفه مصري و الآخر سوداني بالإضافة إلي أنه ليس مع الرؤية الإستراتيجية بأن يكون للملك المصري حق السيادة على السودان، و قد كان أشار إلي أن السودان حكم ثنائبا بواسطة المصريين و البريطانيين، لذا _حسب مقاله_ عند قيام ثورة 52 آمن الرئيس محمد نجيب (بحق السودانيين في تقرير مصيرهم) و هنا أستخدم العبارة التاريخية ليقارنها العقل مباشرة بالواقع في شماتة لا تخفى على واع، و مواصلة للمسرحية ذكر أن محمد نجيب أقنع الأحزاب السودانية أن تلتئم في حزب واحد و هذا ما حصل و وفعت الوثيقة في (منزل) محمد نجيب يوم 3 نوفمبر 1952، و سمي هذا الحزب الواحد (الحزب الوطني الإتحادي) برئاسة أسماعيل الأزهري، و قد فاز هذا الحزب في الأنتحابات و أعلن إستقلال السودان الذي أيده جمال عبد الناصر و سلوين لويد وزير خارجية بريطانيا.
ملخص القول أن مجلة العربي أخطأت خطاً فادحاً إذ لم تشر للسودان في هذا المقال إلا بما يحقر من شأنه للقارئ العربي، و هي مجلة الثقافة الأولى في يلاد العرب، و لم تشر إلي أن هذه الفكرة الجديدة إنما هي ثمرة تجرية طويلة و مريرة للسودان بسبب إختلاف الثقافة و الأفكار و أت السودان لم يكسب أخيراً إلا هذه الحكمة التي قدمها للعالم في طبق من ذهب، من خلال برامج الوحدة الجاذبة و مصطلحاتها المحدثة التي ملأت وسائل الإعلام و ترجمت لكل اللغات _ ليأتي هؤلاء المسترخون فيتسيدوها_ و قد أكتمل سمو الحكمة السودانية للعالم بالأنفصال السلس نتيجة للتصويت في نجربة رضي بها كل الشعب السوداني و عبرت عنه و عن معدنه و إن قامت عليها حكومة لا يحبها.
أيضاً يظهر لنا جلياً أننا لا نعرف كيف نقيم أنفسنا، لذلك يجب على وزارة الثقافة السودانية مقاضاة مجلة العربي، و رئيس تحريرها الذي سرق حصيلة شقى السودانيين و لم يترك لم إلا السفه و قلة الحيلة و الهوان، هذا المشروع (الوحدة في تنوع) هو إرث السودان و أصبح جزء من حضارته و تاريخه دفع في سبيله المهج و الدماء حتى و صل لهذا الشاطئ الجديد من مفهموم الثقافة و تنوع الأفكار.
يجب أن تقوم محكمة حقيقة لأجل هذا الأمر، حتة لا يتاجر بنا هؤلاء الكسالى، و أرى أن تقوم على الأمر لجنة من وزارة الثقافة مكونة من المثقفين و القانونيين و تستعين حتى بالسياسيين لأجل كسب القضية و الإعلان للعالم أن مفهوم (وطن الثقافة) هو في الأصل من بنات أفكار السودانيين لم يسبقهم عليها شعب، و أن هذا المفهموم أستنبط من واقعم المعاش خلال أكثر من نصف قرن، تحللته حالات حرب و سلم كانت الحصيلة هذا المفهموم الجديد في الثقافة أنها تخلف وطنا جديدا تكون الجنسية فيه على أساس المواطنة دون تمييز في الدين أو اللون أو العرق أو الثقافة.