مقالات سياسية

طلاق الشريكين … وبشتنة ما بعد الفراق..

طلاق الشريكين … وبشتنة ما بعد الفراق..

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

من آداب اهلنا وأجدادنا في زمان الخير وحيث كان جوز الطماطم ثلاث صفائح ..وحينما ينقطع النصيب مع أم العيال كان الرجل يأخذها الي بيت أهلها معززة مكرمة ويقابل ولي أمرها أو من يقوم مقامه ..ويقول له في حياء جم فلانة هذه أنا ( ريحتها ) تأدبا من قسوة عبارة الطلاق أولا ..وثانيا كأنه يربأ بنفسه عن رمي طليقته بما يذمها فيتحمل هو وزر عدم راحتها معه ..لا العكس .. كما أن الهدف الأسمي هو انه بعد ان استحال الامساك بالاحسان فالفراق بالمعروف انما يبقي علي شعرة معاوية سليمة بين الأسرتين وغالبا ما يكون بينهما صلة رحم أو نسب من اطراف اخري..
الان وبعد مرور اقل من شهرين من ابغض الحلال نظريا وقبل انقضاء فترة العدة ليصبح بعدها الطلاق واقعا علي ارض البيت المقسم ..طفت الي السطح ذات المخاوف التي حذر منها عقلاء الأسرة والحكماء من الأقارب ..حيث تتجه الفأس بقوة نحو الرأسين الذين لم يتوافقا علي الحلال.. ولن يرتاحا مع ابغضه..بل والأدهي وأكثر مرارة انهما سيزعجان الشعب كله في الشمال والجنوب بصداع لن تفيد معه المسكنات ..ولن يستحمل شعبنا جراحات جديدة في أي جزء من جسده المجروح بعد سنوات التجريب مع فشل الانقاذ التي توجته بهذا الفصل الذي لن يكون خاتمة مطاف أحزان الجنوب بالمقابل.
الشريكان لم يحسما البنود الهامة في اتفاقية ( دفن الليل ) وهاهي الكراع تخرج في بداية منتصف المرحلة الانتقالية..و الأخري لابد من انها ستخرج قريبا..ونخشي ان تزكم الرائحة القاصي والداني..
الاتهامات تتري من حكومة الحركة بأن المؤتمر الوطني يسعي الي شنقلة ريكة حكمها التي لم تنعدل بعد علي وقاية الاستقرار فوق رأس الجنوب..ويتبع تلك الاتهامات تهديدات بقطع الزيت..حيث لن تستطيع الانقاذ تحمير بصلتها علي حلة تخدير الشعب بقرب موعد اكتشافات النفط في الحقول المزعومة في الشمال…

من الواضح ان الشريكين كلاهما متورط بجنازة بحر لن يلوي اعناق الناس عن منظرها المنتفخ ورائحتها الفائحة ..الا بافتعال المشكلات البينية .. لكسب الوقت.. فبدلا من ان يخرج الناس في الشمال لينادوا( باسقاط النظام ).. تقوم الانقاذ وحزبها بتجييش المظاهرات للتنديد با ستهداف البلد من العملاء و( يعوعي ) اعلامها بهذه النغمة لشهر أوشهرين حتي تنزاح عدوي انفلونزا ( الجرذان ) عن الهواء العربي اللافح من كل جهة..
فيما يتحاشي حكام الحركة من ناحية أخري وصول ذات الصرعة اليهم خشية من ان يخرج شارع الجنوب غير المسفلت ويرفع شعار ( الشعب يريد اسقاط الانفصال )
فعلا انه طلاق البشتنة.. في عهد لو استيقظ فيه اجدادنا لبرهة قليلة و الذين ماتوا في زمن الطلاق بالسترة .. لعادوا الي نومتهم مرة اخري طاعين.. طلبا للراحة الأبدية…عليهم جميعا رحمة الله ..المستعان.. وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. استاذ برقاوي: توجد ارهاصات ثورة شعبية, وتذمر عام من النظام الحاكم, فما من ملجأ اهون لمثل تلك المجموعة الحاكمة من اعلان حرب ولفت الانظار, وحالات الاستنفار والتعبئة, وقد تكون تلك اخر مساعدة تقدمها لهم الحركة الشعبية في "زنقتهم" الحالية. الحرب خير صديق لهذه الانظمة الشمولية, لتقطية الفشل, والخروج من الزنقات, وامتصاص غضب الشعوب الثائرة.

  2. أستاذ برقاوى .. سمعت بحكاية الطلقوها قالت خلونى أشتى … أنا أقولها لك .. يقال أن إمرأة لا يعجبها العجب ولا الصيام فى رجب .. لما يئس زوجها من إصلاح حالها .. جمع أهله الأقربين وأهلها عسى ولعل يصلحون من حالها .. لكنها كانت دائما تزداد لكا وعجنا .. رأى القوم ضرورة تطليقها منه .. وكان الزمن شتاء قارسا .. فلما سمعتهم يتفقون على هذا الرأى قالت لهم لا مانع لدى فقط دعو الحال على ما هو عليه إلى أن تذهب موجة الشتاء تلك بعدها فليطلقنى …!!! وصارت مضرب مثل عند أهلك شمال السودان …..

    سمعت هذا المثل من جدتى عليها رحمة الله فى سبعينات القرن الماضى وكنت أتحين من وقتها إلى حينه أن أجد من ينطبق عليه لأفش غبينتى وأقوله له .. والحمد لله وبارك الله فيك أخونا برقاوى أن أتيتنى بالحال على طبق من ذهب وأفششت غبينتى .. فالشريكين لا حل بينهما إلا الطلاق الذى من شهوده رسل أوباما والطلاق واقع لا محال والجقلبه التى حكيت عنها هى من جماعتك إياهم فهم لا يريدون الطلاق إلا بعد إنقضاء موجة إنفلونزا ( الجرذان) لكن هل يقبل سلفا .. ويخليهم يشتو !!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..