مقالات وآراء سياسية

توثيق لثورة ديسمبر من خلال مشاركاتي فيها (21)

د. عمر بادي

هذه الأيام و نحن نعيش إحتفالات الذكرى الأولى لثورة ديسمبر 2018 المجيدة و نسترجع أحداثها الجسام و نقيّم مسارنا بعد نجاح الثورة و هل حققنا أهداف الثورة أم لا زلنا نكابد في سبيل ذلك . لقد كنا نحن الثوار مفكريها و مفجريها و حماتها و لكن إقتضت مجريات الأحداث أن يكون لنا شركاء من العسكريين قد إنحازوا لثورتنا و تقاسموها معنا .

لقد كتبت في صفحتي في الفيسبوك مدونات عبارة عن يوميات لمسار الثورة خاصة منذ اليوم الأول لإعتصام القيادة العامة , و كان الغرض من ذلك عكس ما يدور من حراك للمغتربين في المهاجر و انا اعرف الكثيرين منهم بل و كنت منهم , و عندما كانت هذه الكتابات متوزعة في صفحتي في الفيسبوك و في الصحف و المواقع الإلكترونية السودانية فقد آثرت أن أسهّل علي القارئ الوصول إليها , و لذلك سوف اقوم بنشرها متعاقبة في الأيام القادمة , لعلها بذلك تكون فائدة لمن يرجو متابعة أحداث الثورة من الناحية التوثيقية و أيضا تكون لي مشروعا لكتابٍ قادمٍ عن ثورة ديسمبر إن شاء الله . إن ثورة ديسمبر لم تأت من فراغ و لذلك سوف أضمنها بنقل ما سبقها من حراك ثوري من مختارات من  مقالاتي السابقة في هذا الخصوص …

هذه المدونة قد كتبتها من وحي ساحة إعتصام القيادة العامة في يوم 22/04/2019 :

ليلة أمس اﻷحد 21/4/2019 و في ساحات اﻹعتصام الكبرى تجمع الثوار في أعداد مليونية تلبية لقرار قوى إعﻻن الحرية و التغيير بإلقاء بيانها في الساعة السابعة مساء الذي يحوي أسماء المرشحين للمجلس السيادي المدني و طرح رؤاهم عن الحكومة المدنية و المجلس التشريعي ، و لكن نسبة لبروز الخلافات بين رؤية المجلس العسكري اﻹنتقالي و قوى إعلان الحرية و التغيير في اﻹجتماع الذي ضمهم في اليوم السابق فقد تقرر عدم الخوض في التفاصيل حتى تتقارب وجهات النظر .

اﻹزدحام كان كثيفا خاصة قرب المسرح و كان الجميع ينصتون ﻷحاديث الشباب خلال مكبرات الصوت من سماعات الساوند سيستم الني تم توزيعها على الساحة و كانت هنالك مولدات كهربائية تعمل ﻹضاءة الكشافات التي تناثرت في أماكن اﻹعتصام و أحالت ظلام الساحة إلى أنوار ساطعة . أثناء البرنامج الخطابي كان الصمت للإستماع مخيما و سكتت كل الهتافات و الضرب على الصفيح و الطبول و التظاهرات.

إستبق كل هذه اﻹحتفائية و بالتحديد عصر أمس كان لقاء القناة السودانية القومية مع الفريق أول عبد الفتاح برهان و تحدث فيه عن رؤية المجلس العسكري اﻹنتقالي عن الفترة اﻹنتقالية و أن الثورة قام بها كل الشعب و تمثل كل الشعب و لن يكون هنالك إقصاء حاليا إﻻ للمؤتمر الوطني ! و أن أكثر من مائة من القوى السياسية قد إجتمعوا مع اللجنة السياسية و سلموا مقترحاتهم عن الحكومة المدنية و المجلس السيادي و تمنى أن يحدث توافق بين القوى السياسية لتكوين الحكومة .

لقد عادت إلى ذاكرتي مقولة اﻹمام علي بن أبي طالب ( كلمة حق أريد بها باطل ) عندما أحس جيش معاوية بن أبي سفيان بقرب هزيمته في موقعة صفين فلجأ للمكر و قاموا برفع المصاحف على أسنة الرماح و طلبوا توقف الحرب و التحكيم بكتاب الله ، فكيف يصر المجلس العسكري اﻹنتقالي على إشراك الأحزاب المتوالية مع المؤتمر الوطني و الأحزاب المشاركة من الحوار الوطني بحجة عدم اﻹقصاء ؟ و ضد من قامت الثورة إذن ؟ اﻷحرى أﻻ يشمل اﻹقصاء أي حزب بعد الفترة اﻹنتقاليةو إجازة قانون اﻷحزاب .

لذلك و بعد إنتهاء البرنامج الخطابي تدافع الثوار أمام القيادة العامة في تظاهرات هادرة تهتف ضد المجلس العسكري اﻹنتقالي ، و بحكم أمانتي الصحفية أنقل إليكم ما ورد في تلك الهتافات : ( لو ما بقت مدنية .. صابنها للضحية ) و ( بالصوت و الصورة .. برهان طلع ماسورة ) و تردد الكنداكات ( دي الحركات الما بندورا .. راجل نورة طلع ماسورة ) و ( زين العابدين من الكيزان ) .

د. عمر بادي

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..