الوضع العسكري والأمني في جبال النوبة هل خرج عن سيطرة الإنقاذ

بسم الله الرحمن الرحيم

هل الوضع العسكري والأمني في ولاية جبال النوبة خرجت من سيطرة الإنقاذ تماماً؟

عبدالغني بريش اليمى // الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]

في تصريحات صحيفة لصحيفة الصحافة السودانية بتأريخ السادس من اكتوبر 2011 قال الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقرب تحرير كامل لولاية النيل الأزرق ، ونعت أداء القوات المسلحة فيها بالممتاز وأنهم يتابعون بدقة ما يجري في دارفور مع التحوط لمآلات المستقبل القريب، واستبعد الانخداع بهدوء الأوضاع بها وانهم يعملون بجد لمحاصرة أي طموح للتصعيد العسكري .
وأبان مدير جهاز الامن، أن جهود محاصرة الغلاء اعطت ثمارها وقادت لانخفاض سعر صرف الدولار وزاد « ثمة جهد مركز على كل الأوضاع بالبلاد وكل ما يعكر صفو استقرارها»، وأعلن قدرة الأجهزة الأمنية بمعلوماتها على الوقوف على مواطن الخلل والإشكالات .

الشئ الملاحظ في تصريحات مدير جهاز الأمن والاستخبارات السوداني وتصريحات أخرى لعدد كبير من مسؤولين في نظام الخرطوم هو تشددهم على الوضع في ولاية جنوب النيل الأزرق ، وتهديداتهم المتكررة بحسم التمرد فيها – بينما الحديث عن جبال النوبة معدوم تماما في تصريحاتهم وتهديداتهم اليومية – فهل التركيز على النيل الأزرق من قبل المسؤولين الإنقاذيين يعني أن الوضع العسكري والأمني ميئوس منه في ولاية جبال النوبة/جنوب كردفان ؟ .
منذ إنزلاق الوضع الأمني ومعه الوضع السياسي وتدهورهما في ولاية جنوب النيل الأزرق في الثالث من عيد الفطر المبارك ، والنظام السوداني يركز كل جهوده ، ويجمع كل مليشياته ، ويفتي كل أصحاب الدقون واللحي في أمر مالك عقار اير والجيش الشعبي ، ويسأل الجميع عن كيفية القضاء عليه — إلآ أنه فشل حتى الآن في هزيمة الجيش الشعبي والقبض على القائد/ مالك عقار كما خطط له عسكريا ، بل اكتشف النظام أن قوة الجيش الشعبي كبيرة ، وأن المخاطر التي تحيط بمليشيات النظام وبرجال الدفاع الشعبي والمجاهدين فاقت كل التقديرات والتوقعات الأولية ، مما تسبب في اختلاط وتشابك اوراق النظام الحاكم بشكل مرعب وفظيع — وكل هذه التطورات المتسارعة تؤكد أن خيار عمر البشير في الهجوم على قوات الفريق مالك عقار اير كان خاطئاً في مقدماته ونتائجه .

منذ اليوم الثالث من عيد الفطر المبارك والنظام يدعي انتصارات وهمية في النيل الأزرق كل يوم ، فادعى قبل أسبوعين بتحرير مدينة ” دندرو ” لكن الناس فوجئت بإحتفال النظام في مدينة الدمازين التي يسيطر عليها – ادعى منذ أسابيع عن محاصرته للجيش الشعبي في ” قيسان ” لكن لا جديد بهذا الخصوص ، فلا النظام أكد تحريره لدندرو كما زعم ، ولا قال إن قواته طردت الجيش الشعبي من مدينة قيسان !! لأنه ببساطة يكذب على السودانيين وعاجز عن هزيمة مالك عقار وقواته في جنوب النيل الأزرق .
قبل أسبوعين قدم الجنرال عمر البشير خطاباً خشبياً لأنصاره في مدينة القضارف وعد فيه السودانيين بالصلاة في مدينة الكرمك قريبا جدا ، لكن الحقيقة المُرة هي أن عمر البشير نفسه غير مقتنع بالكلام الذي يقوله ، والدليل هو أن قواته عاجزة ولن تستطع دخول مدينة الكرمك وطرد الجيش الشعبي منها . إنه توليفة خطيرة يحاول البشير فرضها وتسويقها لرفع الروح المعنوية لدى مليشياته ومجاهديه وقوات الدفاع الشعبي التي تهرب من ميادين القتال .

كل الأخبار الواردة من السودان تقول ان النظام يتجه بمعظم قواته نحو النيل الأزرق ، ربما لأن هذه الولاية قريبة من عاصمة النظام وأي تفريط في الأمن فيها قد يعني تفككه بالسرعة إذا ما اقترب الثوار منها ، وكان لابد للنظام أن يجقلب بحثا عن طريقة ما لإنقاذ نفسه ، تارة باطلاق التصريحات النارية المتعربدة ، وتارة أخرى بالقول ليس هناك أي حرب في النيل الأزرق .

وإذا كان هذا هو واقع النظام المهزوم في جنوب النيل الأزرق – فهل ترك النظام أمر ولاية جبال النوبة الذي استعصى عليه منذ الوهلة الأولى من الحرب ؟
جماعة الإنقاذ طبعا تتمنى سحق الجيش الشعبي في ولاية جبال النوبة مهما كان الثمن وحتى لو تطلب ذلك استخدام أسلحة الدمار الشامل أو غيرها ، والمبررات عادةً غريبة ومذهلة ، لكنهم ولحسن حظ النوبة انهزموا هزيمة قاسية وبالضربة القاضية ، وذلك عندما حاولت مليشيات المؤتمر الوطني نزع أسلحة الجيش الشعبي بتاريخ الخامس من يونيو 2011 ، وسُحقت في المعارك من قبل ثوار الجبال .

إذن السؤال المطروح الآن بعد العمليات العسكرية الناجحة والواسعة لثوار الجبال ، والضربات الموجعة والحادة ضد قوات النظام في الولاية ، ومطاردة افراد الجيش الشعبي لمرتزقة ومليشيات وكتائب عمر البشير الأمنية – جبل جبل – حجر حجر ؛؛ وفي ظل هذه الفوضى العارمة والمتصاعدة والخطيرة لنظام الخرطوم — هل يتخلى النظام عن ولاية جبال النوبة في الوقت الراهن لترتيب أوراقه في ولاية النيل الأزرق لقربها من معقله في محاولة منه لفرض سيطرته التامة عليها قبل التفكير مجددا في أوضاع جبال النوبة ؟ .
والسلام عليكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــ@

تعليق واحد

  1. لماذا نريد تغيير النظام
    1- الانقاذ صادرت الحريات .. واستعبدت المواطنيين واذلتهم .. والمؤمن لا يستعبد ولا يذل .. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنيين .. فالحرية افضل من الحياة .. فالنقاتل لاسترداد حريتنا وكرامتنا ..
    2 – الانقاذ اضاعت البلاد حيث اكثرت من الفساد نهبا وتقتيلا .. والله لا يصلح عمل المفسدين .. تأخير الثورة يعني مزيد من الفساد ..
    3- الخروج ضد الانقاذ واجب شرعي ووطني وذلك لاستعادة العزة والكرامة والحرية والعيش الكريم ..
    فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا
    ونفس الشريف لها غايتان ورود المنايا ونيل المنى

    4 – استعينوا بالله .. فمالحرب الا صبر ساعة
    تالله ما الدعوات تهزم بالاذى ابدا وفي التاريخ بر يميني
    ضع في يدي القيد ألهب اضلعي بالسوط ضع عنقي على السكين
    لن تستطيع حصار فكري ساعة او نزع ايماني ونور يقيني
    فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي خالقي ومعيني
    شعر سيد قطب
    5 – بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب يوجد كتابان لتأصيل الخروج على الحكام والرد على علاء السلطان .. احدهما للدكتور محمد عماره ( ثورة 25 يناير ) والثاني لمحمد السعي ( ثورة مصر )
    0912923816

  2. و الله بتحلم خليها امريكا تعال هنا اركبك في عربية لحد دندرو عشان تشوف بعينك و علي حسابي……….دا بريدي معاكم

  3. من فيكم يحلم هل السيد /بريش ام انت المستعار بمحمد ابكر وارجح اساليب الخداع والغش الاعلامي الممارس 22 سنة من عمر النظام ومن هذا المنطلق يا محمد ابكر لا تحلف على شيء لا علم لك بها وستبان الحقائق قريبا وعندئذ لك الحق ان تحلف او تقسم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..