حبوب واكسسوارات

٭ كشفت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن تلقيها معلومات بتسرب حبوب مخدرة تتداول في أوساط جهات غير مرخصة لها من قبل العمل الصيدلاني، تتمثل في مجالات الشيشة وبعض أماكن الأطعمة والشاي. وأكد نجم الدين المجذوب مدير إدارة الصيدلة بالولاية وضع ضوابط مشددة بالتنسيق مع مكافحة المخدرات لمنع الظاهرة السالبة التي تؤثر في المجتمع.
٭ تداولت الأوساط المجتمعية ما ذكرته الصحة في ذلك اليوم، وكان حديث الأمسيات وجلسات «شاي العصر» داخل المنازل وبيوت الافراح والاتراح هو تسرب هذه الحبوب المخدرة الى أكواب الشاي وقلب الشيشة، وفي رواية أخرى على الصحة التحقق منها ووضعها في دائرة البحث ــ اماكن بيع العصير والمشروبات المثلجة التي لها من الرواد ما لا يحصى بدون تصنيف لعمر أو جنس، فقد زاد التردد والتحلق كذلك حول بيوت بعينها تقدم خدمات الشاي والقهوة والشيشة وغيرها من «الخدمات» وتستمر ويستمر معها «الكيف»!!!
٭ قبل هذا التاريخ أصدرت ولاية الخرطوم قرارها بإغلاق أماكن الشيشة وتعاطيها، لكن القرار كان ظاهره «قوياً» بيد أن باطنه لم يخل من «تراخٍ» بدليل أن اماكن الشيشة موجودة الآن، وعادت اكثر من قبل وأكثر «فاعلية» بوجود الحبوب سيئة الذكر، وما قرار الوزارة عن ضوابطها القادمة إلا حديث يسير في ذات الاتجاه ليقف عند اول عقبة تصعب على دابة الشيخ أن تجتازها، وحينها يتعطل القراران وتسري كما اليوم الحبوب والشيشة وملحقاتها وإكسسواراتها!!
٭ في السودان يتسرب الممنوع بسهولة إلى الاسواق، وتجتاح البعض حمى الحصول عليه تماماً مثل المصرَّح به، لكن الرغبة في الدخول الى عالم الممنوع أكثر على خطى المغامرة وحواف المخاطرة، وعلى أرفف الصيدليات الكثير الذي تتناوله «الشابة» «لتملأ» به «فراغاً» من وجهة نظرها يظل هو «المطلوب» ملئه، لتحظى بقبول محبب يتدافع به نحوها من «يختار» المظهر الزائف في غياب المعلومة الصحيحة عن سبب «التضخم» المفاجئ!!
٭ فشلت وزارة الصحة في وضع ضوابط ورقابة للحد من ظاهرة سماها المجتمع «الجيران انخلعوا»، وغيرها من ظواهر أخرى تبدأ فيها الخطى بدخول الصيدلية ومن ثم الاختيار المسبق للدواء «بدون وصفة طبية» – الذي يعالج امراضاً اخرى لا يدخل من بينها ما ترنو اليه الشابة التي تسري أخبارها بسرعة بين صديقاتها، فيسلكن ذات الاتجاه، وهذا يحدث وأواسط اجتماعية وجمعيات وإعلام يكتب ويندد بالظاهرة ويضعها جاهزة على طاولة الرقابة الصحية، وتفشل هي الأخرى في إيقاف التدفق الشرّه نحوها لتمتلئ عيادات الأطباء ــ يا بختهم ــ بالبحث عن علاج آثار ضارة حملها جسد الشابة رغم أنفه!!
٭ فلتتأكد وزارة الصحة وتصبغ تأكيدها عن معلوماتها، ويا حبذا لو «جربت ذلك» بنفسها عبر «نفّسْ نفَسين» من الشيشة «المستهدفة»، فلكلنا الآن في مركب واحد معها نتوق إلى الحقيقة لنبثها وعياً في المجتمع الذي ذكرت في بداية حديثي أنه يتداول الفكرة ويحكي عن حيثياتها بأدلة مطلقة!!
٭ كنت أتمنى ألا تكون وزارة الصحة هي المتلقي لمعلومات تسريب الحبوب إلى الشاي والقهوة والشيشة، بل أن تكون هي التي كشفت بنفسها هذه المعلومات بفضل يقظة طاقمها الرقابي وسعيها في إطار ضبط العمل داخل الصيدليات والتمسك بإبراز الوصفة الطبية.. فمتى يحدث ذلك؟
٭ همسة:
بيننا يرف الزمان وينتشي
ويهدي إلينا حفيفاً من سلام وأمان ندي
ويحكي عن قصص الغرام الأول
في دروب الوئام
حتى تنام الدنيا في العيون
يا سيدي