مقالات سياسية

الوالي الذي فات، و في ديلو كم مليارات!

سرَّح الوالي الجديد، عبد الرحيم محمد حسين، مائة وستين ممن كانوا ( يمثلون) خبراء ومستشارين في حكومة الخضر، والينا السابق.. ثم ألحق بركبهم ثمانيةً وعشرين موظفاً كانوا يحتلون مقاعد المتفرجين بمكتب الوالي السابق عبد الرحمن الخضر..

من محاسن الفريق، عبد الرحيم محمد حسين، والي الخرطوم الجديد، أنه عملي بحق.. و لكن هل يستمر هكذا دون ( فرملة) من أحدِ، أو كلِّ، مراكز قوة ( إنقاذ) المسئولين الأكثر فساداً..؟ على أيٍّ، هناك متشائمون يرون أن تصرفات عبدالرحيم ( الثورية) ما هي إلا ( فورة) غاضبٍ وجد نفسه في ميدان معركةِ إداريةٍ خاسرة في ولاية ( خرِبة).. وجد نفسه بلا أدوات لخوض المعركة ف( كل الحتات باعوها).. و كل المستشارين و الخبراء كانوا باعة للنمو بلا تنمية.. يهدمون بغرض البناء دون أن يبنوا شيئاً ذا جدوى.. فأقبل الوالي الجديد على الذين ( باعوا الحتات) من زمرة الوالي الذي ( فات و في ديلو كم مليارات).. دون أن يسأله أحد عن البيع و المبيوع.. و ( اللفات).. و ما هو آتٍّ آت..

و من غير المدهش.. أن يتم تكريم أولئك الذين أفسدوا إدارة ولاية الخرطوم.. بمنحهم فوائد ما بعد الخدمة.. و هي فوائدَ لخدمة الوالي و أهليه ومعارفه و منتسبي حزب المؤتمر الوطني.. و لخدمة أهليهم هم و معارفهم و من ( يدفع) لهم من غير الأقربين..
ليس ذلك فقط، فالعقودات المبرمة بينهم و بين الولاية عقودات خرافية الامتيازات.. و فوائد ما بعد الخدمة تبالغ في الخرافية و الأرقام الفلكية.. و تلك ( ميتة و خراب ديار) سكان السودان.. و لا ينبئك مثل ( خبير) إحتك بالمستشارين و الخبراء.. و عرف كيف يأكل الفسدة الكتفَ.. إذ يركنون جانباً شهاداتهم العلمية و خبراتهم التي اكتسبوها بالممارسة الفعلية، ليتحكم فيهم مسئول ( عنقالي) ساكت، رماه حظ محاصصات ( أحزاب الفكة) لتقرير مصائر بني السودان دون كفاءة تذكر..

لا تندهش، كل وزير يتم ( خلعه) أو نقله.. يتم خلع أركان حربه أو نقلهم معه حيث شاء الله أن يرزق الوزير و يرزقهم.. و كل وزير جديد يأتي و معه ( طاقمه) من الموظفين و الموظفات و المديرين و المديراتٍ.. بل و حتى مكتب الوزير يطاله التغيير في الأثاثات.. و ربما الديكورات كذلك.. و لا ينبئك مثل ( خبير)..!
جئت وزارة الاستثمار ذات صباح.. فإذا بالموظفين ( واقفين على رِجل واحدة).. و إذا برائحة بخور طيبةٍ تستقبلني عند السلم.. و
إذا بالأثاثات القديمة قد أحيلت إلى المعاش لتحل محلها أثاثات ( جديدة لنج) منبسطةً في تحدٍّ لمكتب أي وزير آخر!.. إيه الحكاية؟ قالوا لي أن الوزير الأسبق في طريقه إلى الوزارة.. و أن ركب سيادته قد تحرك من منزله بالرياض.. كبكبة ما عهدتها في السودانيين أبداً أبداً.. طلوع نزول.. نزول طلوع.. هرولة و عيون تحدق في الشارع.. و عند وصول الوزير.. كاد بعض الموظفين أن يشنف آذننا بنشيد:- ” طلع البدر علينا…”!
إذن، هكذا يتم استقبال الوزراء و الولاة الجدد! ميتة و خراب السودان.. ميتة و خراب ديار!

و مع ذلك، أنا من المتفاءلين بأن الوالي الجديد ربما يقدم شيئاً ذا قيمة.. لأن الخرطوم لن تبتلى بمن هو أسوأ من الوالي الذي ( فات و في ديلو كم مليارات).. فقد كان الوالي الأسبق هو الأسوأ على الإطلاق!
و عودة إلى الثمانية وعشرين وظيفة في مكتب الوالي السابق عبد الرحمن الخضر.. ماذا كانت وظائفهم، و ما مواصفاتها.. و هل هي وظائف لازمة ملزمة لأداء الوالي مهامه على أكمل وجه، أم كانت ( لزوم ما يلزم) لإعاشة البعض على دماء ( حاجة آمنة) فيزداد ( الوجع في الجوف شديد)..
” ( حاجة آمنة) اتصبري.. اتصبري.. إتصبري!” قرب زمن الخلاص.. فقد إختلف اللصان..!
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..