جرد حساب ومراجعة ضرورية

* بعد ساعات يهل علينا عيد الفطر ونحن نبتهل إلى الله عز وجل ان يتقبل منكم ومنا الصيام والقيام وأن يجعلكم وإيانا من عتقاء هذا الشهر الفضيل وأن ييسر لكم ولنا الأمور الصعاب ويفرج عنكم وعنا الكرب ويهديكم وإيانا سواء السبيل.
*يهل علينا العيد ونحن أحوج ما نكون لمراجعة ما مضى من عمرنا على الصعيدين الشخصي والعام? فكل إنسان يحتاج بين فترة وأخرى إلى الوقوف مع الذات وجرد حسابها لتجاوز الأخطاء والعثرات لإصحاح الحاضر وبناء المستنقبل على هدى وبصيرة.
*الأسر أيضاً تحتاج لهذه الوقفات لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية في ظل هذه المتغيرات الصعبة والظروف الإقتصادية الأصعب ليس من أجل البكاء على أطلال الماضي وإنما للإجتهاد في إصلاح الحاضر والعمل سوياً من أجل غدٍ أفضل.
*هذه المراجعة المهمة تتطلب أيضاً إعمار العلاقات مع الأهل والجيران والتصالح مع الجميع والصفح والعفو عنهم لبدء صفحة جديدة في علاقاتنا خالية من المنغصات والأحقاد والكراهية والغل? من أجل تنقية الأجواء الإجتماعية من كل أسباب الشرور والفتن.
*هذه المراجعة مطلوبة أيضاً في مواقع العمل التي باتت مشحونة بتوترات مصطنعة بسبب اللهث الجنوني وراء لقمة العيش الأمر الذي فتح أبواب الكيد والحسد? إضافة لبعض الظواهر السالبة التي أدت لتراجع العلاقات الطيبة التي كانت تجمع بين أبناء المهنة الشركاء في موقع العمل.
*هكذا تتدرج مراحل المراجعة المهمة من مراجعة الذات الشخصية إلى الذات الأسرية والمهنية والإجتماعية? لنصل إلى المرحلة الاكبر التي بدورها تؤثر على مجمل حياتنا الخاصة والأسرية والمهنية وأعني بها سلطة الدولة.
* إن المراجعة المطلوبة على مستوى سلطة الدولة تتطلب محاسبة الذات على الإخفاقات التي تسببت في إستمرار الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية? وفتح الباب أمام الاخرين المعارضين ليس للمشاركة في السلطة مع استمرار ذات السياسات? وإنما للوصول معهم وبهم إلى قواسم مشتركة تخرج السودان من الدائرة الجهنمية القديمة المتجددة? وتنتقل به وبنا جميعاً إلى رحاب دولة الوطن والمواطن حتى يستمتع كل أهل السودان بكامل حقوقهم المشروعة في خيراته وفي بناء مستقبله بسلام ووئام في مناخ ديمقراطي معافى.
* وبعد.. إلى أن نلتقي بمشيئة الله وعونه عقب عطلة العيد : أسألكم العفو والسماح? وكل عام أنتم ونحن والسودان بخير.

[email][email protected][/email]