“لفافات الصبر دخنتها”

الساعة25
أجدني محاصر بسؤال المرحلة : (يا أستاذ مالك موقف الكتابة؟) والإجابة الحاضرة دوماً: ما البلد واقفة وكدا.. وقد أضطر أحيانا للإضافة لدواعي التأكيد والتذكير.. واقفة
صفوف.. بنزين/ جاز/ غاز الخ.. الخ.. الى آخر صفوف البلد، قبل أيام وردتني مكالمة من عروس الرمال استغرقت وقتا طويلا: ( يا أستاذ ما كتبت عن الحاصل في الأبيض مالك؟) سألت محدثي بأنزعاج لما بيني والابيض من مودة وحب وتقدير لأهلها لما وجدت فيها من سودان تنصهر وتتصاهر فيه كل تشكيلاته الاجتماعية، وهذا لا ينفي
حبنا لكل مدن وأنحاء البلاد التي زاملنا أبناءها خلال المراحل الدراسية وصادقنا معظمهم بفرق كرة القدم، كما زاملنا معظمعم في العمل، ثم تعرفنا عن قرب بالغالبية عبر التنقلات، “فكل أرجائه لنا وطن” ،كذلك للمنابر الشعرية دور أكبر للوقوق على ثقافاتهم في عقر دورها وفي مقدمتها مدينة الأبيض التي أتاح لنا ـ “اتحاد التحالف” بجامعة كردفان أيامها سانحة طيبة للقاء أهلها الذين جاؤوا عن بكرة أبيهم في حشد لن أنساه كما لن ينساه الاخوة “أزهري محمد علي” ،”عاطف خيري” و”عبد المجيد عفيفي” ، وتلك أيام لن ننسى ذكراها، لذلك أزعجني محدثي بـ(الحاصل في الأبيض) لاكتشف بين ثنايا الحوار الهاتفي ان كل الحاصل هناك شوية صفوف ـ (وقود/جاز/ بنزين)، وشوية ملوحة في مياه الشرب، مثلها مثل الحاصل والماثل والممثل بكل أرجاء و أنحاء وأصقاع البلاد، وعلى رأسها الخرطوم مكان الهموم والتصريحات ـ “الخموم” والصفوف بالكوم، فحمدت الله على سلامة الابيض وأهلها وقيدهم بالحياة والصفوف، وتلك نعمة نحمد عليها المولى عز وجل،
وبالمقابل لي تساؤل : لماذا لا يثور الشعب في مواجهة هذا الإفقار والإذلال والإنتهاك لآدميته؟ والاجابة تجدونها في تصريح الريس : (أنا صبرت على الشعب) وهذا الصبر المديد يقول بما قال به صاحب المطعم ـ أبوـ “خيال واسع” لزبونه الذي جاءه محتجاً :
أنا طلبت فول بالجِبنة تجيبو لي فول سادة!! فأجابه صاحب المطعم ـ أبو “خيال واسع”
: (يعني هسه لو طلبت لحمة بالفُرُن .. يجيبو ليك اللحمة ومعاها الفُرُن!؟).. يعني هسه دايرين الريس يمد ليكم حبال الصبر ومعاها خدماتكم وإحتياجاتكم؟ كفى المد ليكم الصفوف، بصراحة صعبتوها وما بصير ها الحكي… رُفعت الأقلام وجفت الصحف.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]