ما بين السيد مبارك الفاضل والكاتب الكبير فتحي الضوء

تطاول السيد مبارك الفاضل على عمالقة الفكر والادب يعد امرا غير مقبول ، فقد اتضح ذلك من خلال رده الذي وجههه للاستاذ الصحفي فتحي الضوء
لم ينجح مبارك المهدي أبدا في الرد بفنون القول ومقارعة الحجة بالحجة، بل حاول ان يشخصن الامور ويخرجها من اطرها .
اولا: وصفُ كاتبِ ومؤسس لحزب بأنه رجل ذو عقل مريض لا يتناسب وقامة الرجل الذي يعد من ابرز الكتاب في الوطن العربي بغض النظر عن توجهه السياسي . ثم ذكرت انه اساء اليك بسبب نقدك الموضوعي لكتابه الذي لم يعجبكم وهذا النقد كان قبل عدة سنوات ، ولو اراد الرد لكان ذلك حدث في وقتها ، فلا علاقة بين ادعائك لمقاله الان وربطه بما مضي . أما ان تصفه بأنه صحفي صغير ومغمور ولم يصل الي مرتبة هيكل او حتي بشير محمد سعيد ، فكل كاتب وموظف ورئيس يبدأ صغيرا ثم يكبر وتزداد ثقافته ومعرفته بما يناله من تدريب وصقل للمواهب ، ولكن كل قارئ اطلع على كتابات فتحي الضوء يدرك من الوهلة الاولى أنه امام كاتب وصحفي كبير لا يشق له غبار بعكس ما اتهمته به ….
فبطل الرواية الذي وصفت به ” دون كيشوت” كتبها الاسباني سيرفانتس في القرن 17 ولم يكن جينها معروفا في الاوساط الادبية بل كان مجرد جندى متقاعد ، ولكن روايته اصبحت اكثر شعبية في التاريخ واصبح مؤلفها اكثر شهرة ، واعترف الكون بعبقريته .
ولكننا من استكباركم نظنكم انكم لا ترون الا غيركم . حقيقة بدأ فتحى الضوء صحفيا صغيرا في الكويت ثم اصبح علما وعالما في هذا المجال ، وهل في ذلك شك !!!
اما انه كان مغمورا فأشك في ذلك لاني أظنك لاتري الا شخصك. أما وصفكم له بأنه يحمل الجنسية الامريكية فلا غرابة في هذا اذا كان مئات من ينتمون للنظام وغالبية مناصريكم يحملون الجنسية الامريكية بجانب عدد من الاوربية ، بل لم ار اكثر من شعب السودان في صفوف اللوتري الامريكي حلما لنيل هذه الجنسية ، فرارا من هذا الوضع القاتم.
اما النقطة التي وصف فيها الكاتب فتحي الضو بأنه يستثمر في معاناة أهل السودان ويعتاش منها ، فهي ظلم عظيم لانك خالفت الحقيقة التي تعلمها جيدا وتعلم من الذي يستثمر في معاناة اهل السودان ومن الذي بني قصوره وملأ خزائنه من دمائهم …..
أنت تطالبه بالمستندات والمصادر لما يكتب ، وهل تحتاج مواقفكم الى مصادر .
اقرأ من كتابات الاستاذ فتحي لتدرك انها لا تحتاج لبينات لان كل مواطن يعيشها صباح مساء ” دعونا من المعلومات وأسرارها وليُحكِّم كل منا عقله ويفتح عينيه على هذا الواقع البئيس. أنظروا وقولوا لنا ماذا ترون في بلد وصلت حد الإفلاس؟ ما الذي ستقولونه عن فساد صَمَم صانعوه على
استنزاف موارد هذا البلد حتى آخر قطرة؟ ما الذي ستقولونه عن عصبة استبدت لدرجة بات فيها الرئيس الضرورة يمن على الناس بتوافه الطعام عند أصحابه )الهوت دوق) ووقواقة كمهدي إبراهيم يدمغنا بما لا عين رأت ولا أذن سمعت عن رفاهية حلت بنا في الأيام الغابرة، و(طفل معجزة) كمصطفى عثمان يمارس فينا هوايته في الجهل، فينعتنا بالشحادة كأن ليس في وجوهنا مُزْعة كرامة وهي آخر ما تبقى لنا من موروث نفتخر به في هذه الدنيا الفانية”
السيد مبارك الفاضل كما جاء عنك في مقالة الاستاذ فتحي لا تستحق كل هذه الاساءة الفحشاء فالكاتب لخص موضوعه في هذه العبارات : ” فالسيد مبارك يظن أن المال الذي اجتهد في جمعه والاسم الذي ورثه من الأسرة، يمكن أن يصنعا قائداً، ولكن القائد تصنعه البصيرة التي ينفذ بها إلى معايشة هموم وآمال وطموحات الناس، والقائد من يملك حاسة سادسة يتلمس بها طريقه في الأهداف والغايات النبيلة، والقائد هو من يستشعر معاناة الذين تولى أمرهم، والقائد هو من يقرأ الأحداث بعين الحكيم وأذن الحليم، والقائد هو من تجرد من الأنانية وحب الذات وصناعة الأوهام. ليت السيد مبارك عبد الله الفاضل تأمل ذلك قبل إقدامه على تجريب المُجرَّب، وهو يخوض معاركه )الدون كيشوتية) بسيوفٍ من عشر!”
ولاغرو ان تتكبر وتتطاول على الشخصيات السودانية التي تكن كل احترام لهذا الشعب وتحس معاناته وتتواصل مع رموزه ويكفيه فخرا ما نصح به :”
إني أرى وميض نار أوشك أن يكون له ضرام، فعلى العصبة أن تتحسس موقع أقدامها من قبل أن يأتي الطوفان الذي كانوا عنه يحيدون!”

[email][email protected][/email]