
ضمن جملة الأخبار المبشرة، نقف اليوم على خبر فتح العطاءات الدولية لتأهيل قنوات الري . وكما ورد في الأخبار، أن العطاء يشتمل في مرحلته الأولى على تطهير القنوات من الأطماء والحشائش . اما المرحلة الثانية فتشتمل على توريد الأبواب وقطع غيار الطلمبات وما إلى ذلك.وهو أمر مبشر لأن العطاءات مربوطة بأزمنة لانجاز العمل .وهذا يشير إلى ان الدولة تستعد باكرا للموسم الزراعي القادم . ووفقا لملاحظاتي بوصفي صاحب حواشة ومزارع في مشروع حلفا الجديدة،فإن توفير مياه الري في الوقت المناسب ، من الإشكالات الحقيقيةالتي يعاني منهاالمزارعون.وأي إخفاق من سلطات الري في توفير مياه الري الكافية ، يعني ضغف سلطتها على الترع والقنوات.فتكتفي بمراقبة مناطق رئيسية ، خاصة في ظل نقص العمالة التي تراقب الترع الفرعية.هذا التقص ، حدا بالمزارعين الشباب والجادين في زراعتهم ، إلى السهر طوال الليل لضمان تفادي عطش محاصيلهم. ولئن كان خفراء الترع وحدهم من يملكون مفاتيح الابواب عند بداية المشاريع المروية، فإن هؤلاء الشباب وفي سبيل ضمان المياه لمحاصيلهم ، يتنافسون في احتكار مياه الري. فمنهم من يحمل مفاتيح لأبواب الترع ، ومنهم من يقتنون البلانكو لرفع الأبواب ، بل ومنهم من يعمد إلى نزع أالأبواب . بل وصل الأمر إلى حد لحام الأبواب بماكينة لحام حتى لا يتمكن منافسوهم من فتح الباب.ورغم ان فتيان البلانكو كما اسميتهم يوما يشاد بهم في حرصهم على محاصيلهم .إلا ان الأمر علاوة على التخريب ، ينطوي على نمط من التفكير أو العقلية ، تفكر في حل مشكلتها فقط وعلى حساب البقية ما قد يؤدي إلى احتكاكات أدت كثيرا إلى ما لا يحمد عقباه. وحيث أن البلاد مقبلة على إصلاح المشاريع المروية، فإن معلجة الامر مسئولية مشتركة بين الطرفين.الدولة عبر سلطات الري ، تقع عليها مسئولية توفير المياه وبسط سلطتها عبر المراقبة على مدار الساعة للترع ما يعني زيادة العمالة . أما المزارع فعليه تغيير نمط التفكير .فالأمر ليس بجديد .فيجب ان يعلم من يتلف الأبواب ، ليس بأنه يضر بالممتلكات العامة ويخرب الاقتصاد الوطني ويمارس الانانية ويحرم غيره فقط، بل أنه هو من سيدفع ثمن الصيانة عبر زيادة رسوم الري. وعليه يجب تغيير العقلية من المحتكرة للماء ، إلى نظرة كلية تراعي غيره والاقتصاد الوطني ليصبح الشعار، ( الماء لنا ولسوانا ) ليكون التفكير في امصلجة العامة والعليا .
معمر حسن محمد نور
[email protected]