الركود التضخمي Stagflation … وحرائق رؤوس الاموال

نماذج ومشاهدات
الركود أو الكساد التضخمي يحدث عندما ترتفع الاسعار بفعل التضخم ويعجز المستهلك عن الشراء.. فالتاجر ما كل ما يزيد سعر سلعة سيجد لها نفس نسبة المشترين .. وتلك هي الحالة التي تعاني منها اسواقنا حالياً
البشير وحكومته والمؤلفة قلوبهم عينة وزير التجارة الخارجية حاتم السر كما عزوا سابقاً إرتفاع الدولار لسبب المضاربات .. خلال الايام الماضية حاولوا يسببوا مشكلة ارتفاع الاسعار لجشع التجار والإحتكار وهذا الكلام كذب صريح .
التجارة ورؤوس الاموال حاليا تشهد حالة تآكل اقرب للحريق .. ومازالت النار مشتعلة في رؤوس أموالهم إلي أن يتوقف تدهور قيمة الجنيه وهذا الحريق يشمل كل القطاعات انتاجية او خدمية
أضرب امثلة ببعض من أعرف من قطاعات مختلفة :
1- صديق صاحب وكالة سفر منذ بداية ربيع الاول وحتى قبل اسبوع أكمل اجراءات 300 معتمر .. هو يقوم بحساب سعر العمرة بسعر اليوم للريال ولديه التزام مع المطوف السعودي لضيافة ومواصلات المعتمر في المملكة بـ650 ريال لكل معتمر . بكل أسف يتاخر في تحويل إلتزامات الطرف السعودي لأسباب مختلفة وترتفع قيمة الريال .. المهم هو يعتقد متوسط خسارته (200 الي 150 ريال لكل معتمر) وكل يوم تزيد هذه الخسارة طالما ظلت قروش الطرف السعودي بالسوداني .. قال أنه سيخسر سيارته لسداد إلتزاماته وهو يطلب فيها ريال سعودي حتى لا يتاكل مقابلها هي الأخرى .
2- آخر مستورد مركزات اعلاف من تايلاند لزبون شركة دواجن الاتفاقية كانت قبل شهرين ب 30الف دولار .. والبضاعة وصلت الميناء الأسبوع الماضي .. كان قد بنى الصفقة مع أرباحه في وقتها على سعر دولار 25 جنيه .. ولكن زاد الدولار الجمركي وارتفع الدولار في السوق اكثر من 60% .. لم يحسب خسارته حتى الآن .. لانه بحسب الصفقة مفروض يستلم المقابل بالجنيه السوداني بعد 3شهور من وصول البضاعة .. قال إنه سيكون سعيداً لو حصل 25% من راسماله .
3- أكبر أصحاب متاجر المواد الغذائية في السودان هما اثنان معروفان .. شركة استيرادهم واحدة شراكة بين اولادهما .. راس مالها مليون دولار .. امس الأول يقول أحد الشركاء إنه لايعرف حجم الخسارة حتى الآن لأن الحريق مازال مشتعلاً .. لكن يقول إن البيع في المتاجر اقل في من 50% من المعتاد .. وهم منذ أكثر من شهر لم يستوردوا بضاعة جديدة ويتوقع عروض وكسر للبضاعة خلال شهرين لتصريف البضائع خشية انتهاء تاريخ الصلاحية .
4- الأسبوع الماضي مزرعة دواجن في الباقير صاحبها من بورتسودان .. اقسم لي ان سعر البيع الحالي لا يغطي قيمة الكتكوت وتكاليف تغذيته فقط .. دعك من متبقي التكاليف .. فالسوق ومقدرة الزبون على الشراء هي التي تتحكم في البيع وليست التكلفة قال سعر الكتكوت وصل 14 جنيه ويأكل علف بـ 39 جنيه وسعر بيع الجملة لكيلو الدجاج كان 48 جنيه
5- حتى اسامة داؤود في حديثي مع احد مسؤولي مبيعات منتجات الالبان تعاني من ركود فظيع لانهم زادو سعرها بقرابة 100%.. وكمية الراجع أرقام قياسية .. ومشكلة الالبان دورة الانتاج تاخد سنوات فلن يستطيعوا التخفيض في الوقت الراهن الا اذا اعدم الابقار
– الركود التضخمي يعنى أن الأعمال لن تقوى على الإستمرار بنفس قوتها وسيتم تسريح العمال وستزيد البطالة وهو ما حدث عملياً مع نموذج مزرعة الدواجن الذي توقف عن الإنتاج ، ونسأل الله لطفه وفرجه .
– وزير المالية الفريق الركابي هو في الأصل محاسب أحضر الآلة الحاسبة وزاد الجمارك وأجرى حساباته قال إنه سيحصل على إيرادات 116 مليار ..وهو تناسى ردة فعل الأسواق والإقتصاد .. وعندما إشتعلت وتفاقمت الأزمة أنكر أن يكون لوزارة المالية دور فيما جرى . من الصعوبة أن يتحصل الآن على هذه الإيرادات ، حتى وإن تحصل عليها هو عمليا خلال 25 يوم فقط من بداية الميزانية خسر 40% من قيمتها بسبب تآكل قيمة الجنيه .
– في حالة لم تطبع الحكومة قروش لسداد إلتزاماتها سيتوقف تصاعد الدولار مؤقتا نتيجة للركود .
-كثيرون عندما تعرض لهم المعضلة الاقتصادية يسالك أعطينا حلول ، أول الحلول الإقتصادية هو بكل أسف سياسي ، يتطلب تغيير النظام الحالي ” من راسه ” لأنه لا يمكن أن ينجح أي برنامج إقتصادي مع فساد مستشرى ، ومع عزله دولية يعيشها النظام . حتى دول كانت تدعمه مثل الصين خسرها بسبب تعثر ديونه .
[email][email protected][/email]