عساكرنا.. وعساكرهم!

جيوش العالم الثالث بدأت رمزياً، حمايةً للاستقلال والحرية، والدفاع عن الوطن، لكن مصيبتها أكبر عندما اتخذت منحى آخر؛ حيث كلّ طالب كلية عسكرية يعد نفسه لأنْ يكون رجل سلطة حسب الفرص المتاحة، مما حوّل تلك الدول إلى ساحات عراك بين الضباط لتهدر الإمكانات الاقتصادية لصالح التهور المجنون، وحتى الذين خرجوا من السلك العسكري للمدني لإدارة الشركات والمصانع والسلك الدبلوماسي، وبقية الوظائف ذات التماس مع المشاريع الاستراتيجية، كان فشلهم أكبر، وقد خطت بعض الدول الانقلابية ذات النزعة العسكرية إلى التأميم لكل النشاطات الحيوية وتحويلها إلى ثكنات بإدارة ضباط يعيشون العقلية التسلطية داخل مؤسساتهم ليأتي الإحلال بدلاً من الاختصاصيين ليخلق مأساة ولتصبح الإدارة للمحاسيب والأقرباء ومن لهم صلة بالحياة العسكرية للاعتقاد بأن انضباط العسكري أكثر من المدني، ودون مراعاة للكفاءة والتأهيل، والاختصاص، وفي وطننا العربي جاءت التجربة أكثر قسوة عندما استلم العسكر الإعلام والثقافة والاقتصاد وغيرها لتبدأ مراحل التدهور، وتكوّن مشكلة لاتزال دول تعاني منها إلى الآن..

في المقابل نجد العالم المتقدم يحول جيوشه إلى احتراف تام، وبعد التقاعد نجد الضباط هم من يحتلون مراكز مرموقة في الجامعات والشركات والبحوث الاستراتيجية ومراكز الإنتاج المدني ، ولا يأتون بالواسطة أو الخلفية الوظيفية، بل هناك سفراء يجيدون الحرفة الدبلوماسية من خلال خبرات تفوق أحياناً دارسي العلوم السياسية، لأن التأهيل في الأساس لم يأت اعتباطاً، حتى إن سلاح المهندسين الأمريكي، على سبيل التمثيل ، يعد من أكبر المنفذين لمشاريع كبرى لا تقوى عليها بعض الشركات..

لا أحد يطعن في وطنية العسكري، أو يجرده من قيمه، لكن وظيفته في عمله تختلف عن اختصاص يخالف تأهيله، وإلا ماذا لو طلبنا من مهندسٍ، إدارة مستشفى، أو من طبيبٍ إدارة مصنع، سنجد الفوضى هي السمة في التخطيط والتنفيذ، والمشكل حين يتجاوز العسكري كل الاختصاص، ويجد رئاسته لأي مؤسسة حيازة خاصة، وهو ما درجت عليه نظم الانقلابات التي فشلت في حروبها وخططها العسكرية لتختطف أعمالاً غير قادرة على تنميتها أو تطويرها..

تركيا حلّت لغز العسكر بالحكم المدني، وهي سابقة غير متوفرة في معظم الدول الإسلامية، للانتقال من ديكتاتورية الضباط إلى الديموقراطية والتنمية الشاملة، في حين هناك بلد مشابه لها مثل باكستان، لايزال فشل الديموقراطية يأتي من أسباب هيمنة العسكر، وحتى لو عاشوا في الظل فهم يحركون الدولة بوسائلهم ونفوذهم المستتر..

الطور الجديد خلق حوافز عند بعض الإسلاميين لاحتلال ما خلفه العسكر وهي نقلة رفضتها دول مثل الجزائر، وأقرتها السودان وأفغانستان وإيران، ومع خلاف التوجهات والمذاهب لازال نفوذ العسكر قائماً حتى لو غيّر الضابط (القبّعة) بالعمامة، فكل شيء سيتجه سلباً ليس لعدم صلاحية الدين، ولكن لمن يأخذونه حصاناً لمآربهم..

يوسف الكويليت
الرياض

تعليق واحد

  1. احسنت أخي يوسف فأصبت الحقيقة لك التحية
    العساكر توجد لديهم عقد نفسية وأخرى دونية يحسون بها تجاه المجتمع عامة
    وتجاه المتعلمين بصفة خاصة
    ولما كان دخول الكلية الحربية أو كلية الشرطة في الماضي القريب لايحتاج لشهادة ثانوي عالي بنجاح كبير ، عندما كانت الشهادة شهادة بجد ، يعني كل الذين يتقدمون لدخول العسكرية لا تأهلهم شهاداتهم لدخول الجامعات المختلفة ، وانا لازلت أتحدث في زمن قبل 89 ميلادية ، أي أنهم أحرزوا شهادات بنسب من 50% الى 55% تزيد قليل أو تنقص قليل في زمن كان قد دخل زملائهم فيه الجامعات والمعاهد العليا بشهاداتهم الكبيرة ، وهنا بدأت عقدهم الدونية أي أنهم يحسون بأنهم أدنى من زملائهم وأصحابهم وجيرانهم وكل الذين درسوا معهم ودخلوا الجامعات

    وأما العقد النفسية نابعة من العقد الدونية التي يحسون بها تجاه مجتمعهم الصغير (الطلابي ) لتنتقل الى مجتمهم الكبير عامة الشعب
    الذي يصفونة بعدم الانضباط وعدم المسئولية
    وأن كل شخص غير عسكري فهو ملكي ساكت أستصغاراً للمواطن العادي وللمتعلم معاً

    وأما العسكرية بعد 89 ميلادية فهي عسكرية مودرن من نوع تاني خالص
    والكلية الحربية وكلية الشرطة لايدخلهما غير الكيزان ولأن الكيزان يعتبرون الشعب السوداني الفضل كله ملكية ساكت لأن الكيزان يحملون نفس العقد النفسية التي يحملها الضباط ويحسون بنفس الدونية التي يحس بها العسكريون

    وفي نهاية المطاف النتيجة هي فشلهم في إدارة سياسة البلاد سياسياً
    وعسكرياً وفشلهم دبلوماسياً أيضاً لتقود سياستهم الرعناء الى إنفصال الجنوب
    في أول إنفصال ويليه الغرب والشرق وووووووووو حتي يظفروا في الآخر بدولة الخرطوم .

  2. المؤسسة العسكرية منذ ان اشرقت شمس الانقاذ وضع النظر عليها فاحيل اكفاء العسكر الموجودين في المؤسسة الي الصالح العام الي الشرع بالاصح واصبحت المؤسسة تستقطب فقط اصحاب التوجه السياسي المعروف ومن ياتي بتوصية من قادة سياسيين عسكريين مرموقين ومعروفين فاصبح من ضمن اجندة الالتحاق بالمؤسسة العسكرية توصية تكون عادة من قيادة حزبية او عسكرية حزبية وكل ما زادت عدد التوصيات زادت فرصة الالتحاق واصبحت الكفاءة لا مكان لها داخل المؤسسة والمحسوبية هي الدليل الاوحد والطريق .
    اما الطبقات الدنيا من المؤسسة المتمثلة في الجنود فاصبحت تضم اصحاب السوابق والمشردين ولا يراعي فيها السيرة العطرة للشخص ناهيك عن ان راتبها يكون قليل المردود .
    وبالنظر للمؤسسة الشرطية نجد ان زات الشروط تنطبق عليها ولم يكلف السادة المسؤلين عنهما النفس في تطوير وتاهيل المؤسستين من ناحية سلوكهما ما دامتا تقمع الشعب لا يهم السلوك لانهم يعلمون ان تمت ترقية السلوك سيكون لهم تفكير وعند تفكيرهم سيقفون لصوت العقل ولربما لا يتم الانصياع لامر قمع الشعب .

  3. اخيب وافشل موسسة عسكريه هى السودانيه او ما يسمى بالجيش السودانى(فئة قليله جدا منهم اولاد ناس)هؤلا تركوا وظيفتهم الاصليه كما مكتوبه فى حيطان مؤسساتهم وهى حماية البلاد برا و بحرا و جوا واصبحوا فى حماية سادتهم من الحراميه و النصابين.
    ماهيه الحمايه التى وفرها الجيش السودانى للسودان فقط قتل المواطنين سواء فى الجنوب او دارفوروترك مهمته و اصبح افراده يقلبون فى مؤخراتهم كالممومس فى افلامplayboy
    هؤلاء لايجدون الاحترام من اى مواطن سودانى له قدر قليل من المعرفه …ان الجيوش المحترمه تعرف قدر سلاحها الذى اشتراه لهم المواطن وان لا توجهه الى صدر المواطن تحت كل الظروف والاحوال..فقط للاعداء ;( ;( ;( ;( ;(

  4. راعوا الله في ما تقولوا .لكل قاعدة شواذ ماكل الاطباء جيدين ولا كل المهندسين ولا ولا.لايمكن ان ترضي كل الناس ولو حرصت.

  5. "الجيش السوداني" لم يطلق رصاصه واحده في اتجاه اي عدو خارجي…!!!
    ويقولو ليك انحنا اشجع "ولد ادم" علي ظهر الارض…!!!!
    ده حنك بييييش….

  6. الكويليت والله غلطان في العنوان والموضوع غلط كبيييييييير نرجو تصحيحه والعنوان الصحيح أحـــــــــــزابنا وأحزابـــــــــــــــــــــــــــــهم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أنت ….. من أن تتكلم عن الجيش السوداني لأنك ببساطه ما بتعرف عنو حاجه أكتب في المواضيع المعروفه ليك علشان يستفيد الغير والأجيال الحاليه واللاحقه نريد توثيق للأحزاب السودانيه أتكلم عن الأحزاب السودانيه ونشأتها ( وإنجازاتها العظيمه) في البلد مداخله خارجيه (نقلاً عن كتاب العقيد أ.ح. محجوب برير محمد نور، نورد الآتي نصه بالحرف: (…عرض السيد مبارك زروق بوصفه وزيراً للمالية ? بعد ثورة أكتوبر – على الرئيس عبود تخصيص مبلغ من المال؛ يكفي لبناء منزل يليق بمكانته كرأس دولة؛ بقي على رأس قيادة سلطة الحكم لست سنوات طوال عراض (and Rich) وتنازل عنه طوعاً واختياراً، وهو لا يملك منزلاً صغيراً كغيره من عامة المواطنين، وهمهم الحضور بموافقة جماعية، بل وتصايح البعض منهم فرحاً بالاقتراح الحكيم. لكن الرئيس عبود أذهل الجميع!! حيث رفض العرض في إباء وفي شمم وقال: (حقاً أنا رجل فقير؛ لا أملك سوى راتبي الشهري المحدود؛ غير أنني لا أرضى لنفسي كما كنت لا أرضى لغيري.. أن يُستباح المال العام لأغراض شخصية. وكل ما أرجوه هو أن أتقاضى راتبي التقاعدي المنصوص عليه قانوناً، وأرجو هذا أيضاً لإخوتي في المجلس الأعلى والضباط الذين أُحيلوا للتقاعد، وكذا أفراد الخدمة المدنية. وأعلم يقيناً أنهم في غالبيتهم لا يملكون قوت شهرهم بدونه). فاستجاب الوزراء لرجائه، وقد بلغ بهم التأثر والإنفعال مداه، ثم سألوه إن كان يود الإقامة في مسكن حكومي مناسب طوال حياته، وسيكون هذا حق من بعده وسُنّة متبعة لمن يشغل منصب رأس الدولة. فاعتذر الرئيس عبود عن قبول هذا العرض أيضاً!! وأخبرهم أنه سيقيم مع الأستاذ الفاتح عبود المحامي، أحد أقربائه حتى يتسنى له في قابل الأيام تشييد دار خاصة به مع أفراد أسرته، إذا أمد الله في عمره أو يتولَّى ذلك أبناؤه من بعده، إذا سبق الأجل!! ولم يجد الوزراء أيضاً إلاّ النزول على رغبته وإصراره، وودعوه بمشاعر الإجلال والإكبار، بعد أن تأكّد لهم بصورة قاطعة تجرده الوطني وأصالته وعفته ونقاء سريرته. عندها قال المحامي مبارك زروق في انفعال ظاهر قولته الشهيرةنحن نفاخر ونتباهى بزعماء العالم السياسيين من أمثال غاندي ولنكولن وديغول وشيرشل وسعد زغلول وغيرهم؛ لطهرهم وفعاليتهم؛ ونتخذهم قدوة وننسى أنفسنا ثم أردف بالإنجليزية: I cut my hand those whom I mentioned are not far beyond this man) الترجمة: (أقطع ذراعي لو أنّ هؤلاء الزعماء أفضل من عبود). انتهى الإقتباس من كتاب العقيد أ.ح. محجوب برير محمد نور. الآن قارئي الكريم؛ هل فهمت معنى سؤالي في رأس المقال؟ قارن ما تراه اليوم بأم عينك من تجاوزات لا حد لها، فمن صار محافظاً في ولاية لا دخل لها، إلاّ ما يدعمها به المركز، تطاول في البنيان مثنى وثلاث وربما أكثر! فهل هؤلاء سودانيون مثل الفريق إبراهيم عبود؟ واحد من اثنين إمّا أنّ الفريق إبراهيم عبود سوداني ويمثّل السودان والسودانيين في أبهى صورهم، ومن نراهم الآن سودانيون تايوان، تنطبق عليهم قولة الكاتب الشهير الطيب صالح: من هؤلاء ومن أين أتوا؟ أو إن كان هؤلاء هم السودانيون فبدون شك أنّ الفريق إبراهيم عبود أتى للسودان عن طريق الخطأ من كوكب آخر. فرجل بهذا النقاء وهذه الطيبة يرفض كل العروض المقدمة له من مجلس الوزراء بإباء وشمم، وهو يستحق كل ما عُرض عليه بل وأكثر…كيف يكون ذلك الرجل من نفس طينة ناهبي المال العام الذين نراهم أمامنا ونعرفهم معرفة شخصية؟ بعض طلاب البيرسوري في الجامعة في سبعينيات القرن الماضي، يمتلكون الآن العمارات ذات الطوابق المتعددة، فقد كانوا لا يمتلكون حق كباية الشاي من عبد الواحد في مقهى النشاط. ولولا تصدّق عم السر عليهم ما أظنهم تمكنوا من شرب زجاجة بيبسي كولا بقرشين فقط في ذلك الزمان. وما أظنهم عرفوا طريق شباك العشاء بنادي الأساتذة، حيث يباع الساندوتش بخمسة قروش. ولكن لله في خلقه شؤون. فعندما وجدوا الأموال العامة تجري في أيديهم، نهلوا منها كالعطشان الورد البحر. كيف لشخص كان حتى العام 1989 لا يملك قطعة أرض بالخرطوم، وكان (يساسك) بين الأراضي ومكتب خدمات الأساتذة بجامعة الخرطوم ليحصل على 400 متر مربع، نراه اليوم يمتلك فيلا من 4 طوابق في أرقى أحياء الخرطوم!!. فإذا كان مرتب الفريق إبراهيم عبود لم يكفِه لبناء منزل في العمارات، حين تكلفة بناء المنزل من طابقين في ذلك الزمان 5,000 جنيه سوداني (الجنيه كان يساوي 3.3 دولار أمريكي)، فكيف يكون ذلك المستوزر قد بنى ذلك القصر المنيف؟ بل من أين له رأس المال الذي فتح به عدد شركات (تكابس) في أعمال كانت من صميم عمل شركات تجارية يملكها ويديرها أفراد عاديون، قطع القادمون الجدد أرزاقهم بجرّة قلم؟ كيف يمتلك شخص فيلا بمساحة 1,800 متر مربع، قال لي عنها أحد المقربين: هذا المنزل ليس به من السودان إلاّ شيئان هما السكان والأرض، فحتى الطوب الذي بُني به اُستورد من الخارج، وبالطبع الأثاث والديكور وهلم جرا. أما ثالثة الأثافي فذلك المدير العام لشركة كبيرة يمتلك 4 عمارات، حيث تسكن كل زوجة من زوجاته في عمارة. علمنا أنّ الرجل تبوأ عدة مناصب وفي كل منصب كان يحصل على سلفية مباني يشتري منها الأرض ويبني بها العمارة للزوجة، وعندما ينقل من ذلك الموقع يتم إعفاؤه من دفع السلفية. اللهم أرحم الفريق إبراهيم عبود، فقد حق الشعب حين هتفضيَّعناك وضعنا وراك يا عبود)، وذلك عند زيارته لسوق الخرطوم للخضر والفاكهة، ليتبضّع كغيره من عامة الناس بعد تركه الحكم مختاراً.

    كباشي النور الصافي
    التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..