حكومة ?الحواكير?

لا شيء يجعلنا نتفاءل بقائمة وزراء الحكومة الجديدة لسببين: الأول أن نسبة كبيرة جداً منها هم وزراء ومسؤولو الحكومة السابقة نفسها وتم التجديد لهم لفترة جديدة.
أما السبب الثاني فإن معيار الترضيات واستيعاب أكبر عدد من المشاركين في الحوار كان هو المعيار الأول في اختيار الوزراء والمسؤولين لهذه الحكومة وليس مصلحة البلد وحلحلة مشكلات الاقتصاد والتنمية والخدمات..
وبهذا المعيار المتخلف ـ معيار الترضيات والمحاصصات ـ قد تكون التشكيلة الجديدة نموذجية لحد كبير بكونها ابتدعت وافترعت وأبدعت في إخراج تشكيلة بها ممثلون لبيت المهدي وبيت الميرغني والمؤتمر الشعبي والإسفيرييين أمثال تراجي مصطفى.. ووجدت لكل طالب سلطة مقعداً في السلطة من دون التحقق والتدقيق حتى في أوراقه ومؤهلاته..
هي حكومة استنزاف لوقت البلد وليست حكومة جدية في مواجهة التحديات ومعالجة الأزمات..
فالإنقاذ حين تم اتهامها بأنها فككت الحزبين الكبيرين الأمة والاتحادي وصنعت مجموعة من أحزاب الأمة وعددا من الأحزاب والمجموعات الاتحادية كان المعنى المفهوم من هذا التكتيك السياسي المنسوب للحكومة أنها كانت تريد أن تقول لقيادتي الحزبين الكبيرين في ذلك الوقت طالما أنكم ترفضون المجيء والمشاركة وتصرون في ذلك الوقت على موقف المعارضة من الخارج والداخل فإن القطار لن ينتظركم وسنجعل أسماء أحزابكم موجودة ومشاركة في الحكومة فجاء الشريف الهندي ودخل بجماعته في الحكومة وجاء مبارك الفاضل وشارك أيضاً في الحكومة.
لكن حين عاد الحزب الاتحادي الأصل نفسه في مرحلة لاحقة وشارك بصيغة من الصيغ في الحكومة شعرت الحكومة بأنها مضطرة للاحتفاظ بمقاعد مخصصة لأحزاب الأصل العائدة وأحزاب (الكوبي) الموجودة معها أصلاً لذلك يظل أمثال أحمد بلال عثمان وزراء مدى حياة الإنقاذ ..
ونفس هذه الورطة موجودة في حالة أبو قردة وتابيتا بطرس التي تخرج وتعود وكذلك مبارك الفاضل.. والمشكلة أن جميع هؤلاء الذين لا فكاك منهم لا يملكون إمكانيات وقدرات إبداعية تبرر وجودهم الدائم هذا، لكنهم مفروضون على أية حكومة تأتي في أية مرحلة من المراحل ..!
فهم يمتلكون بطاقات صعود للمناصب الوزارية من فئة أعلى امتيازاً من تلك الفئة الذهبية التي يملكها وزراء الحزب الحاكم نفسه .
حتى الإسلاميين أنفسهم وأعني الأحزاب المنقسمة عن الحزب الحاكم تجدهم الآن عادوا إلى الحكومة الجديدة بلافتات جديدة.. الشعبي.. الإصلاح الآن.. منبر السلام العادل.
كذلك أنصار السنة (بتاعين وزارة السياحة).. هم أنفسهم لا يتغيرون ولا تتغير وزاراتهم حتى.. مثلها مثل (الدامرة والحواكير).. فالحاكورة للقبيلة والدامرة لشيخها..
ما الذي يجعلنا نتفاءل وبماذا نتفاءل وبمن..؟!!!!
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي



