أخبار السودان

المؤتمر الوطني ومناوراة حافة الهاوية

بسم الله الرحمن الرحيم

عثمان جلال الدين

اقدم رئيس البرلمان الفاتح عز الدين على سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ البرلمانات السودانية، من لدن برلمان الاستقﻻل برئاسة القاضي الفذ بابكر عوض الله الى برلمان الديمقراطية الثالثة برئاسة السيد /محمد ابراهيم خليل،
وذلك بطرده لزعيم المعارضة بالبرلمان الدكتور اسماعيل حسين من الجلسة ولماذا؟ ، لانه طلب فرصة للحوار كرئيس كتلة وفقا للائحة.
وقد كان منطق رئيس البرلمان انكار وجود كتلة بالبرلمان بخﻻف كتلة الحزب الحاكم ،ودعاه زعيم المعارضة للاحتكام للائحة ولكنه نزعة الاستبداد تغلبت على الفتى اليافع والمدلل والممعن في السطحية وضيق الافق والوعي السياسي وطرد زعيم المعارضة خارج قبة البرلمان.

وهنا علينا طرح سؤال محوري هل مبادرة الحوار والمصالحة الوطنية التي طرحها النظام تمثل خط استراتيجي ومبدئي للنظام ام اجراء تكتيكي وسياسي هدفه امتصاص حالة الغضب والاحتقان التي طغت وسط المجتمع؟ وتسكين وتخدير ما تبقى من تيار الاصﻻح والتغيير داخل الحزب؟ ومحاولة اعادة التماسك والثقة لقواعد الحزب الحاكم التي تسربت وتساقطت كأوراق الخريف لانها عضوية ذكية تأنف التماهي مع واقع التبرير والانكفاء لآماد طويلة؟
وكذلك هل تهدف قيادة الحزب الحاكم من وراء مبادرة الحوار إلهاء القوة السياسية المعارضة بملهاة الحوار الفوقي وسط النخب دون تنزيل هذا الحراك وسط شرائح المحتمع لتصبح المبادرة هي ارادة المجتمع والامة وﻻ مجال للتراجع او الانتكاس عنها؟
وهل سيكون نهاية ضجيج هذه المسرحية الفطيرة الفاقدة للرؤية والخيال والاهداف النهائية دهم ومفاجئة القوة السياسية بالانتخابات القادمة وهي في حالة السكون والدوران وانتظار السراب؟

وان كانت مبادرة الحوار خيار ومشروع استراتيجي للنخبة الحاكمة لماذا ﻻ يتسق خطابها وسلوكها السياسي حتى على مستوى الكابينة القيادية العليا دعك من تنزيل مفردات الحوار الراقية والحضارية على مستوى قواعد الحزب الحاكم لتقوم بتعميمها على المجتمع؟
في رأي ان قيادة الحزب الحاكم تمارس سياسة التكتيك والمناورة على حافة الهاوية بهذه المبادرة الهوائية والدعائية وذلك لأن الازمة الوطنية المحتشدة بكل تجلياتها تحتاج الى عقل مبدع واستشرافي متجرد من نزوعات الاهواء والسلطة ويضع وحدة السودان ككيان وامة فوق اي ايديولوجية او نزغ،
وللاسف هذه الذهنية ﻻ توجد داخل المنظومة الحاكمة والتي غاية تفكيرها تدجين الاحزاب المعارضة ومنعها من الحراك السياسي والجماهيري حتى الانتخابات القادمة وتضعها امام خيارين خيار المشاركة الشكلية او المقاطعة وافساح المسرح الانتخابي لانتخابات صورية وشكلية تأتي بأمثال الفاتح عز الدين وقع الحافر بالحافر وبالطبع سيفلح الحزب الحاكم في اقناع بعض المنظومات السياسية(بسيف المعز وذهبه) للمشاركة في الانتخابات، حتى يتم سكب توابل ومسحة ديمقراطية على الانتخابات والتي ستأتي بذات القائد الملهم وحادي الركب رئيسا للسودان الفضل.

ولكن هل هذا السيناريو الكﻻسيكي سيفلح في وقف نزيف الدم المهراق في دارفور وكردفان والنيل الازرق؟
هل سينجح في تخفيف حدة الازمة الاقتصادية الخانقة بوطأتها على الشعب السوداني؟
هل ستنجح في فك طوق العزلة الخارجية والمقاطعة عن السودان؟
وهل ستفلح في وحدة وتماسك وصمود الحزب الحاكم من التشظي والانقسام؟
واخيرا هل ستفلح هذه السياسة التكتيكية البراغماتية في وقف ارادة التغيير التي عمت وسط كل شرائح المجتمع السوداني وفي انتظار الخيار صفر وستبدي لك الايام ما كنت جاهﻻ ويأتيك بالاخبار من لم تزودي

تعليق واحد

  1. دولة المؤسسات هي ازمة النخبة السودانية وادمان الفشل عبر العصور من ما فارقونا الانجليز الاذكياء
    وحتى مولاك بابكر عوض الله شارك في تقويض الدستور بانقلاب مايو 1969 ومسخ علم السودان مع القوميين العرب وايضا لسبب شخصي نكاية بالزعيم الازهري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..