كلمة الحزب في مهرجان الذكرى “31” لانتفاضة مارس/أبريل 1985م

كلمة الحزب في مهرجان الذكرى “31” لانتفاضة مارس/أبريل 1985م
الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي //حشد الوحدوي
منتدى حشد الوحدوي – الإثنين الموافق 28 مارس 2016م
السادة والسيدات الضيوف الأفاضل
السادة والسيدات زعماء القوى السياسية
السادة والسيدات المحتفى بهم والمكرمين من رموز انتفاضة مارس / ابريل
الاخوة والاخوات والأبناء والبنات من اعضاء واصدقاء حشد الوحدوي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
واسعد الله مساءكم بكل خير
نحييكم في هذه الأمسية الرائعة بحضوركم الأنيق الذي عطر سماوات هذه الذكرى المجيدة العطرة وزادها وجودكم عطرا على عطر
نحييكم ونتشرف بوجودكم معنا ولقد تكبدتم المشاق التي نعرفها لكي تكونوا معنا ونحن نحاول بهذا المجهود المتواضع احياء ذكرى انتفاضة الشعب السوداني في مارس/ابريل قبل احدى وثلاثين عاما ضد الجبروت والفساد والشمولية والهوس الديني الذي اصطبغ به حكم الطاغية جعفر النميري في آخر أيامه، الهوس الديني الذي كان سببا مباشرا في محاربة الفكر واغتيال واعتقال وارهاب المفكرين وفي مقدمتهم عميد شهداء الفكر والحرية الاستاذ الشيخ / محمود محمد طه، رحمه الله رحمة واسعة.
نحييكم اليوم ونحن نحاول ان نجعل من احياء ذكرى ملحمة مارس/ابريل نبراسا يضيئ لنا الطريق لكي نتعلم من اخطائنا ونؤسس لدولة ديمقراطية حديثة تقودها القوى صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير ورأس الرمح في ثورة السودان المستمرة، نؤسس لتحالف استراتيجي معلنا كان او غير معلن ما بين القوى السياسية المخلصة لعملية التغيير والقوى الحديثة اين ما كانت.
الاخوة والاخوات والأبناء والبنات الأفاضل
اننا عندما نتحدث عن القوى الحديثة فاننا عموما نشير الى القوى الحية والمنتجة في المجتمع والتي على عاتقها تقع مسئولية عملية التغيير الشاملة، هذه القوى تتمثل في العمال والمزارعين والطلاب والحركات الشبابية والنقابات والاتحادات المهنية ومنظمات المرأة المختلفة ومنظمات المجتمع المدني والتنظيمات الفئوية وكل القوى المنتجة في المجتمع ، كل تلك الفئات ممثلة في تنظيماتها وتجمعاتها التي اختارتها بمحض ارادتها وحريتها الكاملة كتعبير حقيقي عن حتمية توحد القوى الحديثة.
ايضا يجب ان لا ننسى التحالف التاريخي للقوى السياسية من احزاب وحركات تأسست بمعزل عن القوى الطائفية والقبلية والرأسمالية الطفيلية بمختلف مرتكزاتها الفكرية.
واننا لا ننسى في هذا التحالف التاريخي صغار التجار ورجال الاعمال الذين يمثلون الرأسمالية الوطنية المنتجة للسلع والخدمات المختلفة.
كما اننا لا نستطيع ان نتجاوز صغار الضباط والجنود في المؤسسة العسكرية الوطنية وقوات الشرطة وحرس الحدود وبقية القوات النظامية مثل قوات الجمارك والدفاع المدني الذين لم يتلوثوا بالارتباط العضوي بالنظم الديكتاتورية الحاكمة.
أيها الحضور الكريم ،
اننا نحييكم مرة اخرى ونود تذكيركم وتذكير أنفسنا في هذه المناسبة بأن انتفاضة مارس/ابريل عام 1985 مثلها مثل ثورة اكتوبر 1964م، كانت في الأصل نتاج لتخندق القوى الحديثة ضد الشمولية والديكتاتورية والهوس الديني والجشع الطائفي، وأنها لم يكن هدفها فقط إسقاط الطاغية جعفر النميري ، ولكن القصد منها كان إسقاط حلفائه من الرأسمالية الطفيلية والاسلامويين بقيادة حسن الترابي وبعض القوى الطائفية والأحزاب الدينية في ذلك الوقت ، ولكن للأسف الشديد تمكنت القوى الحديثة فقط من احداث تغيير محدود باسقاط النميري ولم تتمكن من الحفاظ على عزم الانتفاضة فبقيت قوى الاسلام السياسي بقيادة الجيش وسوار الدهب في السلطة ، وكان من الطبيعي ان تجد القوى الطائفية مكانها في النظام الجديد عبر قانون انتخابات تآمري رديئ ، وذلك لان الاسلام السياسي والقوى الطائفية ظلا دائماً في تحالف استراتيجي مقدس ويمثلان الرأسمالية الطفيلية والدولة الدينية.
وكما ظل يقول الشباب وانسان الشارع العادي ؛ ان الانتفاضات الشعبية يتم سرقتها بواسطة القوى المتنفذة من الأحزاب التقليدية ، فان هذا الانطباع هو انطباع دقيق وحقيقي ، ولكنه يجب ان لا يكون سببا في خذلان القوى الحديثة ومنعها من مواصلة التمرد والثورة ، ولكن بترتيبات جديدة ووعي كامل بأهدافها الاستراتيجية واصرار على مواصلة النضال وهزيمة كل من تسول له نفسه ان يسرق مجهوداتها مرة اخرى.
أيها الاخوة والاخوات الكرام
ان النظام الحاكم الحالي هو من غير شك امتداد للنظم الشمولية السابقة والتي جاءت كلها على ظهر دبابة مجيرة المؤسسة العسكرية والأمنية لصالح فئات الرأسمالية الطفيلية والطائفية والعقائدية الضارة ، ولقد بنى النظام الحالي سلطانه على ركائز الدولة الدينية الشمولية ، ذات التوجه الآحادي التي أسس لها المخلوع الهالك جعفر النميري بتطبيقه لقوانين سبتمبر 1983 قبل اسقاطه باقل من عامين. ان سقوط الحكم المايوي في 6 ابريل 1985 وبعد تسعة عشر شهرا فقط من تطبيق قوانين سبتمبر ، لهو دليل قاطع على رفض شعب السودان النبيل وقواه الحية لفكرة الدولة الدينية ، ولأي نظام شمولي مهما كانت منطلقاته الفكرية.
اننا شعب يعشق الحرية ويرفض الذل والهوان ولا يقبل ان تهان كرامته، ولدينا إرثنا الذي نفتخر به منذ الثورة المهدية ، مرورا بثورة اللواء الابيض في 1924 وثورة الاستقلال البرتقالية في 1956 ، ثم ثورة 21 اكتوبر 1964، وانتفاضة مارس/ابريل 1985 ، ثم مؤخراً مواصلة النضال ضد نظام الانقاذ في ابريل 1991 ، وهبة يوينو 2012 التي قادتها طالبات جامعة الخرطوم ، انتهاءا بانتفاضة الشعب بقيادة شبابه الأحرار في سبتمبر 2013 ، كل هذه المحطات في ثورة السودان المستمرة تجعلنا على يقين تام بأن غدا افضل، وان النصر حليفنا لا محالة، وان نظام المؤتمر الوطني الحاكم لن ينفعه حوار الوثبة ، ولن يحميه المجتمع الدولي ولا اجهزة امنه من غضبة الشعب ومن السقوط الحتمي الذي بدأت تباشيره تلوح في الأفق.
الاخوة والاخوات الكرام والأبناء الأعزاء
ان احتفائنا اليوم بمرور احدى وثلاثين سنة على انتفاضة مارس/ابريل لم نقصد أن نجتر فيه فقط ماضينا وإرثنا النضالي الذي لا يشكك فيه أحد ، ولكننا قصدنا ان يكون احتفالنا مناسبة لمراجعة انفسنا وتصحيح أخطائنا وتجويد أدائنا لمرحلة الحسم القادمة والتي ستقودها قوانا الحية من تشكيلات القوى الحديثة المختلفة وعلى رأسها الشباب والطلاب والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب الديمقراطية الحديثة، هذه القوى عليها واجب وطني لحسم المعركة لصالح الشعب السوداني ولاسترداد كرامته وسمعته بين شعوب العالم التي حاول تلطيخها نظام القتل والدمار والفساد الذي اطلق على نفسه نظام الانقاذ وجاء بليل على ظهر دبابة وهو يرفع المصاحف والشعارات الدينية الكاذبة ظانا انه قادر على خداعنا وخداع هذا الشعب النبيل والأبي ، واننا نقول لقادة الاسلام السياسي الفاسدين والذين يحكمون البلاد بالقهر والارهاب ؛ ان نهايتكم قد قربت ، وانكم كما قيل قديما ، يمكنكم ان تخدعوا بعض الناس لبعض الوقت ، ولكنكم لا تستطيعون خداع كل الناس لكل الوقت.
عاش كفاح القوى الحديثة المستنيرة
عاش كفاح الشباب والطلاب
عاش كفاح المرأة السودانية
عاش كفاح الرأسمالية الوطنية المخلصة لتراب الوطن
عاش كفاح العمال والمزارعين وصغار الضباط والجنود
عاش نضال الشعب السوداني الابي
والخزي والعار والسقوط لنظام يهين أهله وتراب وطنه
شكرًا جزيلا – ولكم عاطر التحايا والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حشد الوحدوي
الخرطوم بحري 28 مارس 2016م