قوات الشعب السوداني المسلحة.. أما آن لها ان تقف مع ارادة شعبها؟

ياسعادة البرهان انت الان رئيس المجلس السيادي في الحكومة الانتقالية، وتعتلي قمة هرم جيش دولة السودان القومي، وخلينا نقولها بتعبير آخر يعني في قمة “قوات الشعب المسلحة ” ، هولاء الجنود والضباط الذين يشكلون هذا الجيش الذي تقوده انت الان ومن معك من قادة عسكريين، هم ابناء واكباد الشعب السوداني ، نعم نفس هذا الشعب الذي قاد ثورة ديسمبر المجيدة، لاسقاط النظام الإسلاموي الديكتاتوري السابق، وأزالة التمكين والتشوهات الجينية التي نخرت هيكل القوات المسلحةوبدلت نهجه وعقيدته وحرفت نظمه ولوائحه .
ما “تخمونا ساكت” بتصريحات الناطقين بإسم الجيش، اوتقنعونا بأن هؤلاء الضباط الاحرار الاوفياء، تم اعفائهم او اقالتهم لأنهم قد خالفوا اوامر وتعليمات قادتهم،
جاوبونا اولا متى حدث ذلك تحديدا ؟
ان لم تسعفكم الذاكرة، سنجاوب لكم نحن، لقد حدث ذلك قبل سقوط النظام السابق، عندما كان نظامكم الكريه، يلفظ ايامه وساعاته الاخيرة.
ومن هم قادة الملازم محمد صديق وزملائه الابطال والاحرار في ذاك التاريخ ؟!!
أليسوا هم انفسهم قادة اللجنة الامنية للنظام السابق الذين اصطفاهم عمر البشير لحماية عرشه ونظامه من الانهيار ؟؟!!
لماذا تحاكمونهم بتهم مخالفة الاوامر بوقوفهم والتحامهم مع الشعب ومع اخوتهم هل وقوفهم مع الشعب جريمة يستحقون العقاب عليها ؟ ام هو واجب لكل ضابط وجندي ؟!!
تتحدوث عن اوامر وتعليمات حدثت قبل انتصار الثورة، فلماذا لم تحاكموا القادة الذين خذلوا رجالنا وابناءنا وبناتنا الذين اصطفوا امام اسوار وبوابات القيادة بالملايين ينتظرون انحيازكم ؟!!
ولماذا لم تحاكموا القادة الذين استبدلوا افراد وضباط القيادة بآخرين؟!!
واصدروا الاوامر بقفل بوابات القيادة في وجه المعتصمين ومن ثم غضوا الطرف عن وطاويط الظلام الذين احتشدوا تحت بصر كاميراتكم، وارتكبوا بفظاعة جريمة مجزرة القيادة البشعة وقذفوا بالجثث موثقة بالصخور في النيل ؟!!!
عندما قرر الشعب الاعتصام بقوة وصلابة امام القيادة العامة وانهاء النظام ناشدكم البيان الصريح لتجمع المهنيين السودانيين الصادر في يوم 8 ابريل 2019 بان تنحازوا الى صف الشعب السوداني لكنكم تكبرتكم وتجبرتم على مطالبه فأنحاز هؤلاء الجنود والضباط تلبية لارادة اخوتهم المعتصمين، فهل تحاكمونهم لانهم وقفوا مع ثورة شعب انتصرت على الظلم تعتلون الان اعلى المناصب العسكرية فيها ؟
لماذا تحاكمونهم بروح النظام السابق وقد انتصرت الثورة، أما آن لتلك الاوامر والتعليمات ان تتعدل نصوصها في لوائح قوات الشعب السودانية القومية المسلحة لتتناسب مع اهداف وعدالة وروح الثورة؟!!
اولائك الابطال الشباب من الجنود وضباط الصف، الذين انحازوا حينها لارادة الشعب، وتفاعلوا مع ايقاع الثورة، لاشك انهم بفعلتهم تلك قد عروا، وأحرجوا كبار القادة على خذلانهم وصمتهم.
فطالما الثورة قد انتصرت، كان يجب ان لا يقالوا من الخدمة اويسرحوا، بل يكرموا بأمر من الثورة ، بأوسمة الشجاعة لانهم تجاهلو اوامر قادة كانوا حتى تلك اللحظات الفاصلة يجلسون على مقاعد سلطة النظام السابق ويحلمون بالتغيير والانقلاب الناعم.
برير القريش
[email protected]