بزوغ نجم ماريون يهدد عرش خالتها في الجبهة الوطنية

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة على ما يبدو التي تدهش فيها ?الخارقة? ماريون لوبان سياسيي فرنسا، والتي بدأت في شق طريقها لإعادة أمجاد اليمين المتطرف على أنقاض اليسار. فقد سبق لها أن أصابت مخضرمين كثرا بالدوار عندما صارت النائبة الأصغر على الإطلاق في تاريخ البلاد.
العرب
باريس – تعكس ماريون ماريشال لوبان حفيدة الزعيم الفرنسي اليميني المتطرف للجبهة الوطنية جان ماري لوبان أصداء الفرع التقليدي للحزب باعتبارها كاثوليكية محافظة، وتستخدم حداثتها في السياسة لإقناع جيل الشباب من الناخبين.
غير أن أسلوبها ?الناعم? لا يوحي بأنها أقل تطرفا من جدها، وخاصة تجاه المهاجرين والمسلمين. كما أنها تسعى بكل ما أوتيت من قوة كي لا تقع في أخطاء خالتها مارين لوبان زعيمة الحزب التي تعايش الرجال دون زواج.
هذه الشابة الأنيقة جنبت نفسها تعليقات وانتقاده جدها مؤسس الجبهة، في فترة بدأ فيها النزاع العائلي داخل الحزب يحتدم، بالقول إنها تختلف معه بشدة، لكنها رفضت دعم استبعاده من الحزب.
ومنذ ذلك الحين أصبحت حسناء اليمين الفرنسي المتطرف صوتا قويا مسموعا داخل أروقة الحزب، وحاولت التوفيق بين أطرافه الأكثر تطرفا مع أكثرهم اعتدالا من القومية اليمينية ووظفت خبرتها المتواضعة للتقدم بسرعة من الخلف إلى الصفوف الأمامية.
مكر ماريون السياسي مكنها من انتزاع موطئ قدم لها قبل بضعة أيام فقط من عيد ميلادها الـ26، وفازت بأول مقعد إقليمي للحزب في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية التي جرت أخيرا، ويتوقع أن تنتصر في المنطقة الجنوبية من مقاطعة ألب كوت دازور معقل جدها.
وكانت قد أعلنت نفسها بقوة في أبريل الماضي كمرشحة بارزة لحزب جدها الذي أسسه في 1972، لمقعد مقاطعة ألب كوت دازور عندما اضطر الزعيم الروحي لليمين المتطرف للانسحاب بعد إدلائه بتصريحات حول غرف الغاز بأنها جزئية من الحرب العالمية الثانية.
ولعل موقفها من الهوية والهجرة كان علامة سياسية فارقة لها، إذ تخشى أن تصبح الريفييرا ?فافيلا? رغم إيمانها بنظرية ?الاستبدال? التي يجري فيها استبدال مواطنين فرنسيين بالمهاجرين. وفي مقابلة مع إحدى الصحف الفرنسية قالت إنه ?لا يمكن منح المسلمين رتبة الديانة الكاثوليكية نفسها?.
الجريئة ماريون التي أصبحت في سن الـ22 أصغر عضو في الجمعية الوطنية الفرنسية وفي تاريخ فرنسا، والأولى لحزبها، عندما انتخبت ممثلا لدائرة فوكلوز في جنوب البلاد، تعطي انطباعا بأنها ليس لديها ما تخسره، ما يجعلها أداة قوية للجبهة لتوسيع قاعدة الناخبين وهو تحد حقيقي لليمين السياسي.
وتمثل السياسية الجميلة، كما يتغزل بها البعض، جيلا جديدا من المحافظين بعد تخرجها في القانون العام، وهي أم شابة لطفل واحد وزوجة لرجل الأعمال ماتيو ديكوسي.
ولم يكن عام 1989 تاريخا عاديا لدى عائلة آل لوبان حيث ولدت هذه المشاكسة في سان جيرمان أونلي بالقرب من باريس وتربت على يد والدتها يان لوبان وخالتها مارين، حتى تزوجت والدتها من صموئيل ماريشال الذي أعطى اسمه لماريون.
وبعد سنوات طويلة ووسط تكتم شديد حول من يكون والدها، تم اكتشاف أنها ابنة الصحفي الراحل والدبلوماسي روجر أوك، الذي التقت به فقط في 2002 عندما كان عمرها 13 عاما.
وليس مستغربا من هذه الفاتنة الطموحة أن تصل إلى هذه المنزلة المهمة، فمسيرتها في الحياة السياسية انطلقت في وقت مبكر وتحديدا في 1992، حين كان عمرها آنذاك عامين إذ ظهرت ضمن صورة في أحضان جدها، في ملصق الحملة الانتخابية الإقليمية تحت شعار ?الأمن هو الحرية الأولى?.
وانضمت لوبان ملهمة بقومية الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، إلى حزب عائلتها عام 2008، في سن الـ18 عاما، وخاضت الانتخابات كجزء من قائمة الجبهة الوطنية لعمدة سان كلو في غرب عاصمة الأنوار.
ورغم ضياع فرصة الحصول على مقعد في أول انتخابات إقليمية تخوضها، استطاعت الفوز بمقعد فوكلوز في 2012 بعد أن رفض مرشحو الحزب الاشتراكي الانسحاب من الجولة الثانية.