ماذا يعني الفساد عند الكيزان ؟

خليل محمد سليمان
في مقطع للمخلوع في إجتماع للجماعة إعترف فيه بمسؤولية الحركة الإسلامية في إتخاذ قرار إنقلاب 30 يونيو ، فما كان عليهم إلا السمع ، والطاعة كعسكريين اعضاء في التنظيم.
قالها بشكل قاطع “بنعتقد انو الدولة دي ملك للحركة الإسلامية”
فقط ادركنا لماذا إستباح الكيزان الدولة ، وعاسوا فيها الفساد قتلاً ، وحرقاً ، وسرقة.
نعم تربوا علي ان هذه الدولة ملك لهم دون غيرهم ، فمال ، ودماء شعوبها ، واممها رزقاً حلالاً طيباً صاغه الله لهم.
بالامس تحدثنا عن الملحقية العسكرية في مصر ، وسيطرة الكيزان عليها بقيادة المأفون إبن عوف ، هاتفني صديق معاتباً ، بأن هذا الطرح يُسيئ للبعثات الدبلوماسية التي تمثل الدولة السودانية ، وسيادتها.
واهم من يرى ان البعثات الدبلوماسية والملحقيات العسكرية ، وكل القنصليات ، والسفارات المنتشرة حول العالم تُمثل الشعب السوداني ، وإرادته.
لا تزال هذه المؤسسات تمثل الكيزان ، وحِقبتهم العفنة ، النتنة ، بكل تفاصيلها ، بل زادهم إنقلاب لجنة المخلوع الامنية ، غروراً فوق غرورهم ، و قلة ادب ، علي اخلاقهم المتدنية.
عبر منبرنا المتواضع ظللنا نوثق لفساد هذا التنظيم ، وبصفة خاصة داخل القوات المسلحة ، سنعيد بعض القصص التي كتبنا عنها في السابق ، للتذكير ، ولتعم الفائدة.
في العام 2008م كنت مُقيم في القاهرة ، واعمل كبائع متجول في شارع عبد العزيز ، قابلت العديد من الإخوة الزملاء الضباط ، فكان وقتها مجرد السلام علينا يُعتبر خيانة ومزمة ، حيث كانت القاهرة اهم محطات دورة القادة ، والاركان.
هرب امامي الكثيرين في تغابي مُخجل للزمالة ، والمعرفة ، ومنهم من عملت معهم بشكل قريب”يعني اكلنا ملح ، وملاح”.
اليوم سأذكر إثنين بالإسم ، احدهم شاهد علي قصة فساد القنصلية ، وكلاهما مُبتعث لدورة القيادة ، والاركان.
اولهما اخي وصديقي رفيق الدرب الدفعة سانتو ابوزيد لا اعرف اين هو الآن بالخدمة او خارجها ، اعتقد لا يضيره شيئ في ذكر إسمه ، وشهادته ، كان في تواصل معي ، وسؤال دائم، وزيارات راتبة.
إتصل بي في يوم خميس بعد صلاة العصر من الاسكندرية “يادفعة انا هسي دخلت صرافة عشان ابدل دولارات وقالوا لي انها مزورة ، ونحن اخدناها من الملحقية ، وركبنا القطر عشان نقضي عطلة نهاية الإسبوع في الإسكندرية”.
فقال لي ما العمل؟
قلت له عليكم بالرجوع والذهاب الي الملحقية.
إتصلت به يوم السبت لأطمئن عليه، فقال لي “رجعنا السفارة اخدوا مننا الدولارات المزورة، وإعتذروا لينا ، وادونا عملة مصرية قالوا ما عندهم دولارات غير ديل” .
إنتهى..
من يعتقد اننا نعمل علي هدم القوات المسلحة يبقى واهم نحن اكثر الناس حباً لهذه المؤسسة ، والسودان ، لا اقول من ايّ سوداني ، بل اثق ، بالتأكيد من ايّ كوز متنطع ، منافق ، كاذب ، فاسد قاتل ، لص حرامي.
اخ كريم آخر من ضباط الدفعة 40 محمد مصطفي جميل كان دائماً يسأل ، و يتواصل معي بشكل دائم ، له مني تحية حب وإجلال اينما كان داخل الخدمة او خارجها.
كسرة..
في معظم كتاباتي اكتب عن تجربتي كفرد فما بالك عزيزي القارئ هناك الآلافف ، بل الملايين من ابناء الشعب السوداني ، له قصص ، وروايات مع فساد الكيزان ، ونظامهم القميئ.
كسرة ، ونص..
إذن الفساد لدي الكيزان لم يكن حالات فردية ، او مظاهر شاذة دخيلة علي ادبياتهم ، وتنظيمهم ، فهي منهج ، وادب، وسلوك لابد ان تكون فاسداً حتي تصبح كوزاً.
كسرة وتلاتة ارباع..
مقولة “نعتقد إنو البلد دي ملك للحركة الإسلامية” هي عنوانهم لتبرير كل المنكرات ، وإستباحة كل شيئ بمنهج ، وعقيدة راسخة في الكذب ، واللصوصية ، والتضليل.