وقود الحرب..!

وقود الحرب..!

مطلع العام الحالي، أعلنت الأمم المتحدة عن تخصيص مبلغ 21 مليون دولار لدعم العمليات الإنسانية في السودان، لمساعدة الآلاف من الأشخاص في البلاد للعام 2017م.

الأسبوع الماضي، أعلنت الأمم المتحدة تخصيص مبلغ 21 مليون دولار للحالات الطارئة في السودان أو لمواجهة الحاجة الملحة.

هو ذات المبلغ المعلن عنه مطلع العام، لكن لا أدري إن كان هناك تحوّل طرأ على بنود الصرف من دعم العمليات الإنسانية أم أن الحالات الطارئة ارتفعت فتحول كل الدعم لمواجهتها.

وعلى كل حال فإن الإعلان يعيد إلى الأذهان تراجع الدعم الأممي لتراجع الدول المانحة عن التزاماتها تجاه أزمات العالم، وتبدّل أولويات الصرف الدولي، مثلاً، أصبحت الحاجة ملحة في سوريا أكثر من السودان، بل أن الشرق الأوسط بعد ثورات ما عُرف بـ (الربيع العربي) غيّر خارطة الصرف الدولي على العمليات الإنسانية.

العام الماضي، استغاثت الأمم المتحدة حيث شكت شحّ تمويل عملياتها الإنسانية في السودان، فهي كانت تواجه عجزا يُقدر بـ 952 مليون دولار ولم تحقق إلا 242,6 مليون دولار، ووفقا لخطط الأمم المتحدة لعام 2016م فإن المطلوب مساعدة 4,6 ملايين شخص بينهم عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين الجنوبيين الذين فروا عقب تفجر الصراع هناك، ولا يزال تدفق اللاجئين من الجنوب مستمرا .

والسودان ليس وحده.. الأمم المتحدة ظلت خلال سنوات ما بعد الربيع العربي تشكو باستمرار من أنها تعاني عجزا في تمويل عملياتها الإنسانية في كل مناطق النزاع في العالم، لكن الحاجة زادت بعد تفجر الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى وجه خاص، في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لكن فيما يبدو فان السودان أخذ نصيبه وأكثر ، ولم تنته الأزمة الإنسانية..لذلك أصبحت الحاجة هنا غير مُلحَّة مقارنة بالأوضاع الجديدة.

عام 2013م زارت منسقة الشؤون الإنسانية فاليري آموس إقليم دارفور وقضت ساعات في معسكرات النازحين، ومن هناك أعلنت أن الأمم المتحدة تعاني نقصا حادًّا في تمويل العمليات الإنسانية وأقرت بقصور المنظمة الأممية في الاهتمام بالعمل الإنساني، كان ذلك تمهيدا لإعلان الأمم المتحدة رسميا حاجتها لـ (مليار) دولار لتمويل عملياتها في السودان.

هذه الصورة القاتمة، ألا ينبغي أن تُجبر أطراف الصراع على التعجيل بوقف الحروب التي تتغذى بأرواح ومستقبل الأبرياء؟ ألا يُحرك كل هذا ساكنا للوصول إلى اتفاق يوقف نزف الحرب أولا ويتوقف بالتالي تشريد وتجويع وموت الآلاف الذين تتحول مصائرهم إلى (رهائن).

هذا المشهد ينبغي أن يقود الجميع إلى وضع إنهاء الحرب هدفا استراتيجيا، لا يقبل المساس به.

التيار

تعليق واحد

  1. أثرياء العالم يشعلون الحروب من أجل استنزافه وإفقاره كي ما يذدادو غني وبالتالي يتحكمون في العالم عبر الراسماليه المتوحشه التي لا تراعي الانسانيه فهم منزوعي الرحمه والشفقه علي الضحايا الابراياء الذين تجرعوا ويلات الشتات والقهر متسولين العالم.
    لذلك لا بد من خوض معاركنا معهم حتي النهايه وسترداد الحقوق المسلوبه الي اصحابها المقموعين الذين لم يقولوا الا كلمة الحق ولكن ماذا كان جزاءهم لقد اختفوا عن العالم ولا احد يراهم ﻷنهم معدمين.

  2. أثرياء العالم يشعلون الحروب من أجل استنزافه وإفقاره كي ما يذدادو غني وبالتالي يتحكمون في العالم عبر الراسماليه المتوحشه التي لا تراعي الانسانيه فهم منزوعي الرحمه والشفقه علي الضحايا الابراياء الذين تجرعوا ويلات الشتات والقهر متسولين العالم.
    لذلك لا بد من خوض معاركنا معهم حتي النهايه وسترداد الحقوق المسلوبه الي اصحابها المقموعين الذين لم يقولوا الا كلمة الحق ولكن ماذا كان جزاءهم لقد اختفوا عن العالم ولا احد يراهم ﻷنهم معدمين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..