أخبار السودان

السودان: سقوط قتلى وجرحى خلال مظاهرات ضد “المجلس العسكري الانقلابي”

قُتل خمسة محتجين وجُرح آخرون أثناء مظاهرات انطلقت في مدن سودانية عدة السبت دعت إليها اللجان الشعبية والتنسيقيات تنديدا بالإجراءات التي اتخذها قائد الانقلاب الفريق عبد الفتاح البرهان وتشكيل المجلس السيادي الجديد. من جانبها قالت الشرطة السودانية في بيان بثه التلفزيون الرسمي اليوم السبت إنها لم تستخدم “أسلحة نارية” في تعاملها مع المتظاهرين.من جانبها، عبرت السفارة الأمريكية فى السودان تغريدة على تويتر عن “أسفها العميق” لسقوط قتلى في مظاهرات السبت.

وسط انتشار عسكري كثيف، في يوم مصيري للشارع الذي يريد إثبات نفسه، وللسلطة التي سيتعيّن عليها التحلي بضبط النفس لطمأنة المجتمع الدولي، أكدت مصادر طبية سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى خلال مظهارات المعارضين للانقلاب في السودان السبت في الخرطوم فيما أطلقت عليه اللجان الشعبية “المليونية” الثانية.

وبعد أن أفادت في وقت سابق بمقتل متظاهر بنيران قوات الأمن، قالت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين إن أربعة محتجين آخرين قتلوا خلال مظاهرات ضد الحكم العسكري السبت. وأوضحت اللجنة أن محتجا قُتل بعيار ناري، بينما توفى آخر نتيجة اختناق بالغاز المسيل للدموع فى أم درمان .

لجنة أطباء السودان المركزية عاجل إرتقاء شهيدين ، أحدهما بمستشفى شرق النيل ١٨ سنة والآخر بمستشفى فيوتشر ٣٥ سنة نتيجة…

Posted by ‎لجنة أطباء السودان المركزية‎ on Saturday, November 13, 2021

من جانبها قالت الشرطة السودانية في بيان بثه التلفزيون الرسمي اليوم السبت إنها لم تستخدم “أسلحة نارية” في تعاملها مع المتظاهرين.

وأضافت الشرطة أن مظاهرات اليوم كانت ذات طابع سلمي لكن “سرعان ما انحرفت عن مسارها”، مؤكدة إصابة 39 فرد أمن بإصابات جسيمة.

وعبرت السفارة الأمريكية فى السودان في تغريدة على تويتر عن “أسفها العميق” لسقوط قتلى في مظاهرات اليوم.

وأُطلق غاز مسيل للدموع على متظاهرين، وانتشر منذ الصباح الباكر في شوارع الخرطوم وأم درمان جنود وقوات الدعم السريع بكثافة، وسدّوا الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها وتتقاطع مع المحاور الرئيسية.

ودعا ناشطون عبر رسائل نصية ورسوم غرافيتي على الجدران، السودانيين إلى التظاهر بكثافة لإعادة السلطة إلى المدنيين وتجنيب البلاد الغارقة في ركود سياسي من “دكتاتورية عسكرية” جديدة.

وتوافد “عشرات المتظاهرين للانضمام إلى مواكب أخرى” فيما كان التنقل بين حيّ وآخر في جنوب العاصمة السودانية شبه مستحيل، بحسب المتظاهر محي الدين حسن. ونزل إلى شوارع أمّ درمان، شمال غرب الخرطوم، مئات المتظاهرين بحسب شهود عيان.

وتواترت شعارات “لا للحكم العسكري” و”الردّة مستحيلة” و”يسقط المجلس العسكري الانقلابي” وشعارات أخرى للاحتجاج الذي أسفر قمعه عن 15 قتيلا وأكثر من 300 جريح منذ انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر بحسب الأطباء.

“تعزيز الهيمنة”

كان الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن في 25 تشرين الأول/أكتوبر حالة الطوارئ في البلاد وحلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أوقف لفترة وجيزة، قبل الإفراج عنه لينتقل إلى منزله حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية. كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين. ومنذ إعلان هذه القرارات، تشهد البلاد، وخصوصا العاصمة، موجة من التظاهرات.

وشكّل البرهان الخميس مجلس سيادة انتقاليا جديدا استبعد منه أربعة ممثلين لقوى الحرية والتغيير، التحالف المدني المنبثق من الانتفاضة التي أسقطت عمر البشير عام 2019.

واحتفظ البرهان بمنصبه رئيسا للمجلس كما احتفظ الفريق أول محمّد حمدان دقلو، قائد قوة الدعم السريع المتهم بارتكاب تجاوزات إبان الحرب في دارفور وأثناء الانتفاضة ضد البشير، بموقعه نائبا لرئيس المجلس. وتعهّدا بأن يُجريا “انتخابات حرةّ وشفافة” في صيف العام 2023.

ولم تُرضِ الوعود المعارضة التي قوّضتها مئات الاعتقالات التي استمرت السبت، بحسب ما أكّدت النقابات ومنظمات مؤيدة للديمقراطية.

وخلال الانقلاب الذي دانه المجتمع الدولي، علّق البرهان مواد عدة من الإعلان الدستوري من المفترض أن تؤطر الانتقال إلى انتخابات حرة. وأعاد إدخالها الخميس لكن بعد إزالة كل الإشارات إلى قوى الحرية والتغيير.

ويرى الباحث في مجموعة الأزمات الدولية جوناس هورنر “الآن بعد وقوع الانقلاب، يريد الجيش تعزيز الهيمنة على السلطة”.

ويضيف أن، في مواجهة العسكر، “المعارضة المدنية للانقلاب ممزقة ومنقسمة”، في ظلّ انقطاع لشبكة الإنترنت وخطوط الاتصالات حتى بعد ثلاثة أسابيع على الانقلاب.

“الانضباط”

ويبدو أن المنظمات المؤيدة للديمقراطية التي نجحت في حثّ السودان على إسقاط البشير لم تتمكن من إطلاق شبكة عصيان واسعة في واحدة من أفقر دول العالم.

واعتبر موفد الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرثيس أن “التسمية الأحادية الجانب لمجلس السيادة من قبل الفريق أول البرهان يجعل العودة إلى الالتزامات الدستورية” لعام 2019 أكثر صعوبة.

وكتب في تغريدة أن الأولوية السبت هي “أن تتحلّى قوات الأمن بأكبر قدر ممكن من ضبط النفس وتحترم حرية التجمع والتعبير”.

ولا يزال رئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية. وأطلق الجيش سراح أربعة وزراء فقط رغم دعوات شبه يومية من المجتمع الدولي للعودة إلى حكومة ما قبل 25 تشرين الأول/أكتوبر الانتقالية.

وأعلن البرهان منذ أيام عن تشكيل “وشيك” لحكومة جديدة بدلا من حكومة حمدوك، إلّا أن لا شيئ ملموسا حتى الآن، علما أن أعضاء مجلس السيادة الجديد لا يمثلون جبهة موحدة.

فرانس24/أ ف ب/ رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..