أخبار السودان

وداعاً المناضل .. الشيخ.. يوسف أحمد المصطفى.

في موكب مهيب ضاقت به جنبات وشوارع وساحات قرية صراصر بالجزيرة ووري ثرى الوطن ذلك الجسد النحيل و العنيد ..وهو الذي أحبه و وهبه عمره كله ..بعد رحلة طويلة قضاها في النضال الدؤوب والعمل الوطني الخالص من أجل المزارعين وتحقيقاً لمصالحهم إنتزاعاً من براثن الإستعمار في بدايات نهضة اتحادهم الذي شب فتياً قوياً .. ولم يكن تواصل تحقيق المزيد من الإنجازات من بعد ذلك في كل مراحل الحكم الوطني اللاحقة هو الآخر إستجداءاً أو تودداً وإنما بعناد أصحاب الحقوق الذين مثلهم رجال صناديد وضعوا مصلحة بلادهم وأهلهم فوق مصالح الذات .. وكان الشيخ يوسف أحمد المصطفى الذي ترجل أمس الجمعة واحداً من السواعد القوية التي عاركت العمل العام على مدى مايزيد عن الستين عاماً .. دون أن تنكسر له شوكة أمام سلطان أو تلين له قناة في ميدان !
كان من أبرز مؤسسي إتحاد مزارعي الجزيرة ومن ثم المناقل فيما بعد .. فتقلد منصب الأمين العام فيه وهو شاب عند قيام ذلك الكيان في بدايات خمسينيات القرن الماضي وظل عضوا بمكتبه التنفيذي لعدة دورات .. ثم ساهم بدور بارز وفاعل في إنشاء مؤسسات المزارعين التعاونية وكان أبرزها مطاحن غلال قوز كبرو منذ مرحلة التفاوض وحتى أصبحت حقيقة ماثلة يديرها ابناء المنطقة من الإداريين والعاملين وكذلك إستجلاب الحاصدات لتشكل مرحلة متقدمة من تحقيق تقنية المكننة الزراعية فقاد الوفود التي حققت ذلك المكسب بالإتفاق مع بعض الدول الأوربية المتقدمة في ذلك المجال !
سافر الى الصين والمانيا والمملكة المتحدة وسويسرا ومصر والإتحاد السوفيتي وسوريا والعراق وبعض الدول الأفريقية والعربية الآخرى فضلاً عن المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج وأداء العمرة .. مختتماً دوره الكبير في العمل العام في بداية الثمانينيات حيث تفرغ لتقديم الإستشارات و الخبرات من خلال الصحف واللقاءات مع شباب المزارعين الذين حملوا عن جيله الراية بإخلاص وإيمان عميقين !
تعرض في حياته للإعتقال و المحاكمات التي لم تفت من عضده بل زادته إصراراً على المضي في تحقيق كل الأهداف التي كانت شغله الشاغل في حله وترحاله !
حتى آثر مغادرة هذه الفانية في هدوء وهو يتفيأ ظلال قريته الوادعة .. فودع دنيانيا وفي حلقه غصة على ما حاق بالمشروع الذي بناه بعرق النضال وهو يراه وقد تقاسمته أياد التغول طوبة طوبة وباتت منشأت التعاون التي كانت أطواداً شماء .. اثراً بعد عين !
رحم الله عمنا الشيخ يوسف وهو يلحق برهط أصدقائه الذين سبقوه الى دار الخلود .. وعزاؤنا أنه ترك لنا من ابنائه وبناته من حملة المشاعل الذين سيواصلون المسيرة لتستعيد تلك الأرض الولود خضرتها وبياض قطنها و قمحها الذهبي و ليس ذلك ببعيد طالما أن الإيمان باهمية تلك الرقعة في نهضة السودان هي نصب اعين أبنائها الذين رضعوا لبانة النضال من أثداء خبرة الأسلاف .. أمثال الراحل الذي ودعناه بالأمس وستظل ذكراه ماثلة في كل ذرة من هذه التربة التي سقاها بعرقه الطاهر العفيف ..والعزاء لكل الوطن فيه .. وإنا لله وإنا اليه راجعون .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الله يرحموا ويتقبلوا قبول حسن ويجعل مثواه الجنه .

    انا ما شدني الا قرية صراصر دي ما الكان عايش فيها عمر البشير

    اللهم اعطي كل واحد منهم علي حسب ما قدم .

  2. الله يرحموا ويتقبلوا قبول حسن ويجعل مثواه الجنه .

    انا ما شدني الا قرية صراصر دي ما الكان عايش فيها عمر البشير

    اللهم اعطي كل واحد منهم علي حسب ما قدم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..