مقالات وآراء

اماني الطويل .. وغابت عنك اشياء

معمر حسن محمد نور

 

بالطبع لا يمكن ان يكون الغياب لعدم معرفة، ولكن لحصر نفسها في اطار محدد. لذا لم تجب في لقاء عزام كل ما كان متاحا اضافته. ولو انها اتت بحقيقة مهمة هي ان على الفاعلين السودانيين ادراك حدود فعلهم. هذا يقودنا الى اهم ما ركز فيه اللقاء وهو الصراع الاقليمي والدولي على السودان. للمرة الاولى في لقاءات دكتور عزام، شعرت ان هنالك نبرة هجوم على المستضيف. رغم تغليفها بذكاء عندما احتجت على استهلاك نصف ساعة في الدور المصري ما تراه اتهاما لمصر. لكن عزام كان هادئا بتوضيحه اسباب ذلك بهدوء. كل ما ذكرته عن ادوار السعودية وتركيا والغرب في السودان، معروف لكل متابع لكن السؤال الحاسم هو سر دعم الامارات. فقد اعتمدت على افادة مقرب من دوائر القرار والذي عزا الامر الى اغتنام الفرصة.لكن هل يجيب ذلك على كل الاسئلة؟ بالطبع لا. فبالغا ما بلغ دعم الامارات، لن يكون بمستوى دعم امريكا للحكومة الافغانية التي كونتها ومدتها بمليارات الدولارات من التسليح والتدريب والدعم في كل مجالات الدولة. لكنها اجبرت على انسحاب مذل امام انهيار كل ما فعلته بهزيمة مدوية امام طالبان. فالدعم الخارجي على اهميته، لا يمكن ان يفسر تقدم كل طرف. وهنالك اسئلة تحتاج الى الاجابة اولها ، كم كان حجم الدعم الاماراتي لقوات الدعم السريع عندما سيطرت على الخرطوم. وهل كانت هناك مسيرات في مواجهة السيطرة الجوية الكاملة للجيش حد ان ياسر العطا كان يحدد خطوات القضاء على الدعم السريع والايام تعد على اصالع اليد الواحدة. وكيف استطاعت قوات تحارب في المناطق المكشوفة التعامل مع حرب المدن؟ اما سؤال المليون في هذه الايام هو كيف استطاعت ان تمد لسانها للمخابرات التركية والايراتية وتضرب دعمهما بالمسيرات الحديثة والخبراء على ارض المطارات الى درجة ارسال تركيا لطائرة اسعاف بعد مسيرات بورتسودان. مباشرة؟ بل والوصول الى نقطة نصيحة رعاياها بعدم الذهاب الى السودان ؟ ان كل الاجابات التي قدمت على اهميتها الكبيرة، وحجم اماني الطويل ومستوي تخصصها في الشأن السوداني، لم تأخذ العوامل الذاتية والموضوعية الني اشعلت الحرب وادت الى استمرارها والتي تحتاج الى التناول في مقال خاص بعد انجلاء غبار المعركة. لانه عنده فقط يمكن البناء وفق النتيجة النهائية للحرب. ففي حرب تكثر فيه الايادي الخارجية، يمكنك تصور دعم يأتي لطرف يساعد في تقدمه الكبير كما حدث في جبل موية ومدني للجيش وما يحدث من الدعم السريع هذه الايام. لكن الحقيقة التي لا يمكن مواراتها والتغاضي عنها،هي الضربات التي اصابت عصب اقتصاد الدولة في هذه الايام وليس باستهداف المواقع المدنية بالضرورة ولكن مستودعات الوقود والميناء واستهداف مقر الجوازات.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. تابعت الحلقه لكن غاب عن عزام توجيه أسئله (مفحمه) للحيزبونه منها ما رأى النظام المصرى فى الطريقه التى تعامل بها الدعم السريع مع آسرى مطار مروى الذين حافظ عليهم وسلمهم لمصر سالمين وكذلك آخر اسراهم (التجار) وما هم كانوا بتجار الذين كانوا فى قبضة الدعم وتم تسليمهم مؤخرا ومحاولة الكيزان تجيير عملية اطلاق سراحهم لصالحهم الى ان فضحهم احد المختطفون وبين ما كان خافيا ؟ وسؤال آخر لماذا لم تهتم السلطات المصريه بنائب القنصل الذى قضى بيد (كتائب الظل) وحاولوا إلصاق الجريمه بالدعم السريع ؟ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..