روتانا.. الفندق يصبح سينما والفيلم كاوبوي

لم تقفز الى الذاكرة سيرة القناة الفضائية المشهورة (روتانا سينما) صاحبة الشعار الأشهر (مش حتقدر تغمض عينيك) الذي يقال إن من سكه هو الإعلامية المعروفة هالة سرحان، فقط بسبب تشابه اسمها مع (فندق السلام روتانا)، وإنما أيضاً بسبب الذي جرى في هذا الفندق قبل يومين من عراك وشجار ولطم ولكم وسباب أمام مرأى ومسمع الحاضرين، بمن فيهم السفراء والدبلوماسيين الأجانب والعرب، مع كامل الاعتذار لقناة روتانا وشعارها الشهير، ذلك لأنها متخصصة في بث أفلام الآكشن على مدار اليوم، وتدعو المشاهدين للتحلق حولها بعبارتها الذائعة (مش حتقدر تغمض عينيك)، بينما الفندق هو مكان لحسن الضيافة والتقاط الأنفاس والعمل والترويح والترفيه، ولم يكن أحد يتصور أن يأتي عليه يوم فيصبح ساحة لمثل ذلك المشهد الفوضوي المتخلف المخزي والمخجل، وما يضاعف الأسى والأسف على ما جرى، هو أن المناسبة (إرساء عطاءات لتنفيذ مشروعات إعمار دارفور)، كانت تستوجب أن يعلو البشر وجه الجميع، وأن تنبض قسماتهم بأمارات الفرح، وأن تسود بينهم روح المرح، فإذا بعصبة من المتعصبين المتشنجين تحيل المشهد للحسرة الى عكسه تماماً، فيبدو وكأنه لقطة من أفلام رعاة البقر الأمريكية المعروفة، أو إن شئت سودنة هذا المشهد القمئ لك أن تقول فيه إنه يشبه تماماً سلوك فتوات (فرتقة حفلات الأفراح).
ليس هناك أي مبرر لمن تسببوا في هذه الفضيحة المجلجلة ولا عذر لهم فيما اقترفوه، فمهما كان الخلاف والنزاع حول سلطة دارفور الإقليمية ما بين الفصيل الذي يقوده السيسي، والشق الآخر الذي يتزعمه أبو قردة، ما كان يفترض أن يحدث الذي حدث على الأقل أمام ضيوف أغراب جاءوا ليشهدوا حدثاً سعيداً فخرجوا تعيسين مغمومين، ولكن طالما أنه وقع فإنه بلا شك يشكك في (دارفورية) من فعلوه، فما علمناه وعايشناه من شيم وقيم وأخلاق أهلنا في دارفور، أنهم يقرون الضيف ويحترمونه ويوقرونه، فمن أين أتى هؤلاء، فما فعلوه لا يصدر إلا من أهل غابة غابت عقولهم أو غيبت، أما أفجع وأفدح رسالة سالبة توجهها تلك اللطمات المتبادلة، هو أنها لطمت أول ما لطمت مواطني دارفور وفجعتهم فيمن منوهم الأماني بجلب السلام لهم وتحقيق التنمية في ديارهم، فإذا بهذه الأماني الخلب العراض تنتهي الى محض (شكلة) على السلطة، وثمة رسالة أخرى يبعث بها ما حصل لأهل السلطة المركزية مؤداها أن ما بُنيَ على باطل لن ينتج إلا باطلا، وتلك هي نتيجة نهج الصفقات الثنائية المحدودة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قالوا من قام بدور البطل السيسى والخائن كان ابو قرده وصاحب البطل كان امين
    حسن عمر ..!!بس ماعرفنا صاحبت البطل منو ..!!؟

  2. الكيكة اصبحت صغيرة بعد أن اكلت الحكومة معظمها وماتبقى لايمكن قسمتها على اثنين من العملاء فأكتفت الحكومة بمنحها للاقوى منهم وكلها سرقة باسم السلام الذي لم ولن يتحقق في ظل هذه الحكومة

  3. اكيد هذا تصرف مرفوض و سلوك غير حضاري. لكن هذه طبيعة البشر.
    كثير جدا شاهدنا عراك بالايدي و لكمات في البرلمانات الاروبية و العرببية و بين قياديين عرب و في برنامج الاتجاه المعاكس لفيصل القاسم.

  4. فرصة وإتوجدت عندما قدم هؤلاء الرعاع أنفسهم لمواطني دارفور على أساس أنهم “منقذهم الوحيد”!! لكن أهو ده البلد كلو .. واحد يقول للحكومة إنت ما جبت لينا الخدمات .. يقوم القاعد في الكرسي الكبير يوجه ليهو الدوشكا..!! مش وبس .. يطلق عليه زخّة من الرصاص كمان!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..