الأسد ينتدب نفسه لمساعدة التحالف في محاربة الإرهاب ببلاده

دمشق لم تعد تعتبر الهجوم على أراضيها عدوانا، لأن جون كيري أبلغ المعلم مسبقا بالهجوم على قواعد الدولة الاسلامية.
ميدل ايست أونلاين
ندعم أي جهد دولي في قتال التكفيريين
بيروت – قالت الحكومة السورية الثلاثاء إنها تلقت رسالة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري سلمها وزير الخارجية العراقي تفيد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتزمون توجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قبل ساعات من بدء الهجوم.
وقالت دمشق إن أي غارات داخل سوريا يجب أن تجري بموافقتها. ولم تندد بالهجمات التي شنتها الولايات المتحدة بمساعدة دول خليجية إلى جانب الأردن ضد تنظيم الدولة الإسلامية والمتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي إن وزير الخارجية وليد المعلم تلقى رسالة من نظيره الأميركي عبر وزير خارجية العراق. والحكومة العراقية التي يقودها الشيعة الحليف الوثيق لدمشق.
“عدو مشترك”
وجاء في البيان “وزير الخارجية تلقى رسالة من نظيره الأميركي عبر وزير خارجية العراق يبلغه فيها أن أميركا ستستهدف قواعد داعش (الدولة الإسلامية) وبعضها موجود في سوريا”.
وتعهدت دمشق في البيان بمواصلة حملتها ضد الدولة الإسلامية التي استولت على مساحات كبيرة في شمال وشرق سوريا.
وأضاف البيان أنها ستستمر في مهاجمة التنظيم في مناطق استهدفتها الغارات التي قادتها الولايات المتحدة الثلاثاء.
وقال الجيش الأميركي في البيان الذي تحدث عن ضربات جوية ضد اسلاميين في سوريا إن القوات الأميركية ضربت أيضا أهدافا للدولة الإسلامية في العراق “باستخدام طائرات هجومية لتنفيذ أربع غارات جوية”.
وأفاد التلفزيون السوري الحكومي الثلاثاء بأن مبعوثا عراقيا أطلع الرئيس السوري بشار الأسد على الخطوات التالية في “الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب”، فيما بدا إشارة إلى الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في سوريا.
وقالت سوريا إن الولايات المتحدة أبلغت دمشق عن طريق العراق بالضربات الجوية المقررة.
واستقبل الأسد مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض وهو ثاني اجتماع بين الرجلين في أسبوع.
وذكر التلفزيون الحكومي أن الاسد قال إن سوريا “ماضية بكل حزم في الحرب التي تقودها منذ سنوات ضد الإرهاب التكفيري”، وتدعم اي جهد دولي في هذا الشأن.
وقالت الحكومة السورية إن “التنسيق مع العراق مستمر وعلى أعلى المستويات”. وأبدت استعدادها مجددا لأن تصبح جزءا من الجهود الدولية للقضاء على الدولة الإسلامية.
وقال البيان إن سوريا “تؤكد أنها كانت وما زالت تحارب داعش (الدولة الاسلامية) في الرقة ودير الزور وغيرها من المناطق.. فإنها لن ولم تتوقف عن محاربة التنظيم بالتعاون مع الدول المتضررة منه بشكل مباشر وعلى رأسها العراق”.
وقال سياسي لبناني كبير له صلات وثيقة بالحكومة السورية إن الولايات المتحدة لن تستطيع القول علانية إنها تنسق مع الأسد.
وأضاف “من المؤكد إنه إذا كانت هذه الغارات الجوية جادة فإنها ستقوي أعداء (الدولة الإسلامية) وفي مقدمتهم النظام السوري”.
وقال المحلل علي الأحمد الذي استضافه التلفزيون السوري إن إبلاغ دمشق بالهجمات يعني إن الغارات الجوية ليست عملا عدوانيا ولا اعتداء على السيادة السورية.
وأضاف المحلل إن الدفاع الجوي السوري يراقب كل الأهداف والطائرات الحربية. وتابع أن هذا لا يعني أن سوريا جزء من غرفة العمليات المشتركة.
وذكر أن سوريا ليست جزءا من التحالف لكن يوجد “عدو مشترك”.
غير أن الموقف من الهجوم الاميركي العربي على تنظيم الدولة الاسلامية الصادر عن طهران يرمي بظلال من الشك عن حقيقة إعلام واشنطن لدمشق مسبقا بالهجوم.
طهران وحزب الله يرفضان
ونددت ايران الثلاثاء بانتهاك السيادة السورية بعد الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا.
وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسن امير عبداللهيان في تصريح اوردته وكالة الانباء الرسمية ارنا “ان اي تحرك عسكري في الاراضي السورية بدون الحصول على اذن حكومة هذا البلد وبدون احترام القوانين الدولية غير مقبول”.
واضاف هذا المسؤول “ان المعركة ضد الإرهاب لا يمكن ان تكون ذريعة لانتهاك السيادة الوطنية”.
ويقول مراقبون إن تصريح المسؤول الإيراني يمكن تفسيره على اساس أن دمشق إما تكون قد اصطنعت الخبر عن اعلام واشنطن لها بالهجوم في محاولة اللحظة الأخيرة لتفادي تبعاته المحتملة على نظامها، أو إن إعلامها قد تم بالفعل غير أنها لم تعلم به حليفها الموثوق في طهران بما يلقي بكثير من التساؤلات عن حقيقة التنسيق الوثيق بين البلدين أمنيا وسياسيا وفي توقيت حرج مثل الذي تعيشه المنطقة لا سيما وأن طهران قد استبعدت أميركيا وبقوة من الحرب على الإرهاب في خطوة أثارت حفيظة الإيرانيين بقوة.
واكد عبداللهيان ان طهران ستواصل مشاوراتها مع المسؤولين في دمشق والفاعلين الاقليميين والدوليين الاخرين وضمنهم الامم المتحدة.
وتقول طهران إنها رفضت المشاركة في التحالف الدولي الذي شكلته واشنطن لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
وجاء رد الفعل الايراني اقوى من رد فعل سوريا التي لم تندد رسميا الثلاثاء بانتهاك سيادتها. واكد الاسد تأييد بلاده “لأي جهد دولي” يصب في مكافحة الارهاب.
واكدت وزارة الخارجية الاميركية من جهتها انها لم تطلب اذن سوريا قبل شن هذه الضربات، لكنها ابلغت مباشرة دمشق منذ ايام عدة بنية واشنطن.
وتشكك طهران بصدق الولايات المتحدة في محاربة الجهاديين وبفعالية عمليات القصف الجوي وحدها لهزم التنظيم بدون قوات برية.
وفي بيروت، اكد الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الحليف القوي لإيران الثلاثاء، رفض حزبه للضربات التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد المقاتلين الجهاديين في سوريا، رافضا الانضمام الى هذا التحالف الذي يخدم “المصالح الاميركية”.
وقال نصرالله في خطاب نقلته قناة المنار التابعة للحزب “عندنا مبدأ: الاميركيون، سواء هاجم الاميركيون داعش او طالبان او النظام العراقي السابق نحن ضد التدخل العسكري الاميركي وضد تحالف دولي في سوريا”.
واضاف “موقفنا مبدئي لا يتغير، التدخل العسكري الاميركي سواء تحت غطاء دولي او غطاء الناتو (الحلف الاطلسي) او غطاء قوات متعددة الجنسيات نحن لا نوافق” عليه.
واوضح الامين العام للحزب الشيعي المتحالف مع النظام السوري انه يرفض هذا التدخل رغم كونه يخوض نزاعا مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقاتله في سوريا الى جانب الجيش النظامي.
واضاف “هذا التحالف كما يكرر (الرئيس الاميركي باراك) اوباما في كل خطاباته هو للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة (…) حين اصبح الخطر يمس بمصالح الاميركيين تحركوا”، رافضا ان يكون لبنان جزءا من التحالف الدولي.
وانضم لبنان الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي للتنظيم المتطرف.