اليوم العالمي للمرأة

* قبل الحديث عن هذا اليوم الاستثنائى والجدير بالاحترام اود أن ابعث بباقة من التحايا الوردية في بريد كل امراة من نساء العالم في مختلف مشارق الارض ومغاربها فالتحية للمراة اينما حلت وتحية خاصة للمراة السودانية كما لا انسي أن اخص نفسي بذات التحية.
* لقد خص العالم المراة بيوم خاص لها للاحتفال بانجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية احتراما وتقديرا لها عالميا وحدد له الثامن من مارس في كل عام ليكون يوما خاصا بالمراة وجعلت منها بعض الدول يوم اجازة رسمي للمراة بذلك الحدث العظيم تماشيا مع اول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس في العام 1945 وبالرغم من أن بعض الباحثين يشير الي أن اليوم العالمي للمراة جاء اثر الاضرابات النسائية في الولايات المتحدة الا وان تخصيص يوما عالميا من قبل الامم المتحدة معترفا بدور المراة السياسي والتوعية بنضال المراة إجتماعيا وعالميا والوقوف الي جانبها والدفاع عن حقوقها هذا هو المهم في الموضوع.*
*العالم قد خصص يوم للاحتفال بالمراة وإنجازاتها ونضالها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولكن نحن في السودان نحتفل في كل ذكري وكل موسم بنضال المراة السودانية علي مر التاريخ لنضالهن الذي ليس له حدود ولا نهاية في كل الازمنة فالتحية للمراة السودانية التي عرفت النضال والكفاح منذ القدم وعلي مر العصور والازمان حيث لعبت المراة السودانية ادوارا عظيمة في تاريخ السودان قديما وحديثا وتعتبر المراة السودانية مدرسة في الكفاح والنضال الذي لا ينضب حيث حكمت في العصور القديمة زمن المماليك والمسيحية وما قبل الاسلام وكانت من المحاربات الجسورات والسياسيات الرائدات في التاريخ الحديث دخلت المراة السودانية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية منذ زمن مبكر وتقلدت كل المناصب فكانت معلمة وطبيبة ومهندسة ووزيرة حتي رشحت نفسها لرئاسة الجمهورية وفاطمة عبدللمحمود كانت نموزج لذلك.*
* شرفت تاريخ السودان الملكة اماني ريناس وكانت تعرف بامانجي والكنداكة والتي حكمت مملكة كوش منذ العام 10 الي 40 قبل الميلاد اي لمدة ثلاثين سنة ثم حكمت بعدها النوبة وقادت الجيش بنفسها وحاربت الرومان وطردتهم قبل أن يتم هدنة بينهم في 20 قبل الاسلام وماتت ودفنت في جبل البركل بشمال السودان فالتحية للملكة امانجي كنداكة السودان وكذا الملكة اماني شاخيتو ويقال انها ايضا حكمت مملكة كوش وابرز ما عرف عنها هو كنز مجوهراتها والتي تم اكتشافه من قبل المستكشف الايطالي فرليني في العام 1834 والذي يتم عرضه الان بمعهد برلين .* *القائمة تطول ليحط بنا الرحال في عرش الملكة شنكر خيتو وهي تعتبر أول امراة تصل لعرش مروي وكان حكمها منذ العام 145 الي 165 قبل الميلاد وقد شيد لها معبدا بالنقعة يقع شرق معبد امون علي سطح الجبل نحن في حقيقة الامر يزيدنا فخرا بكل نساء ورائدات السودان الخالدات قديما وحديثا ويلهمنا اشعار المبدعات مثل المناضلة مهيرة بنت عبود والتي كانت تلهب ارض المعارك وتحفز المقاتلين السودانيين الاشاوس ضد اسماعيل باشا وجيشه التركي الغازي وما معركة كورتي ببعيد لنحط راحلة النضال والكفاح عند الروائية الرائدة ملكة الدار عبدالله والتي تعتبر أول روائية سودانية قبل الرجال حتي وروايتها (الفراغ العريض) عنوانا بارزا يعكس تميزها كما انها تعتبر أول معلمة للبنات في غرب السودان حيث تخرجت من كلية تدريب المعلمات بأمدرمان في العام 1934 وكانت مفتشة للتعليم بكردفان في العام 1960, والحديث يحلو ويطيب المقام عند ست الحسان المرحومة فاطمة السمحة المناضلة الجسورة صاحبة الفكر طيبة الذكر الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم والتي كانت لها الفضل في انشاء مجلة صوت المراة ورئس تحريرها في العام 1955 واحد مؤسسي الاتحاد النسائي السوداني ورئسها وشاركت في تكوين الهيئة النسائية السودانية وهي اول امراة سودانية تحظو بمنصب تشريعي بالبلاد بعد فوزها في دوائر الخريجين في العام 1965 ولها العديد من الكتابات والمقالات والكتب ابرزها كتاب (حصادنا في 20 عاما ) و كتاب (طريقنا للتحرر) كما تم اختيارها في العام 1991 رئس للاتحاد النسائي العالمي الديمقراطي حيث كانت أول امراة افريقية عربية مسلمة ومن العالم الثالث تحظي بهذا المنصب الرفيع كما حصلت علي جائزة الامم المتحدة لحقوق الانسان في العام 1993حيث منحتها جامعة كلفورنيا الدكتورة الفخرية لنضالها حول حقوق الانسان والمراة واستغلال الاطفال فهي غيض من فيض يزخر بهن السودان ومنهن فاطمة طالب رايدة الحركة الاسلامية واحدي مؤسسات الاتحاد النسائي والبرروف سعاد الفاتح البدوي ايضا تشكل حضورا في الذاكرة وهي أول مؤسس لكلية تربية جامعية للبنات ومستشارة لمنظمة اليونسكو للبنات في السودان وهي رئس تحرير لمجلة المنار الادبية وناشطة سياسية إجتماعية وعضو بالهيئه التشريعيه السودانية حتي الان فالتحية لها والقائمة تطول والقلم لا ينضب ولكن المساحة صغيرة لا يسع نضالهن جميعا ولكن اللمسات الانسانية والرقيقة دائما تكمن في ايادي النساء وبخاصة ان كن طبيبات لذلك كانت خالدة زاهر حضورا انيقا في ذاكرة التاريخ تشع القا وبريفا لاول طبيبة سودانية تدخل كلية كتشنر الطبي وتنال لقب (مشترك) لامراة طبيبة في تاريخ السودان وبجانب امتهانها للطب كانت سياسية من الطراز الاول حيث انتظمت صفوف قيادة الاتحاد الطلابي وكانت في الصفوف الاماميه لمظاهرات اتحاد نادي الخريجين المشهور والذي انتهي باعتقالها وتراست ايضا اتحاد نساء السودان لتقودنا الي محطة الطرب والفنون والنضال المبكر لشابة يافعة حينها تم اعتقالها وهي في السادسة عشر من عمرها لاغانيها الحماسية الوطنية ضد المستعمر وكانت أول من تغنت للاستقلال هي المناضلة حواء جاه الرسول الملقبة بحواء (الطقطاقة) و التي ستنقلنا لمحطتنا قبل الاخيرة لنحتفي بالبرلمانية الصاعدة الأستاذة سامية حسن والتي تعتبر من اول البرلمانيات السودانيات التي قامت بتأسيس الهيئة القومية للبرلمانيات السودانيات وهي منظمة طوعية تقوم باعمال كبيرة وتساعد المجتمع عبر هيئة البرلمانيات السودانيات في الدفاع عن حقوق المراة والطفل وسن التشريعات التي تعضد مواقفهم والبحث عن حقوق المراة والطفل إجتماعيا وسياسيا والدفاع عن حقوقهم كما شغلت اول منصب لنائب رئيس البرلمان العربي ومثلت السودان خير تمثيل في جميع المحافل الدولية وسامية تنقلنا مباشرة لمحطتنا الاخيرة لنلتقي بالمراة الاستثنائيه التي اصبحت اول امراة تترشح لمنصب رئاسة الجمهورية وتخوض انتخابات رئاسية حصلت علي العديد من الشهادات و حصدت الكثير من الجوائز أبرزها جائزة سيرز الذهبية للامم المتحدة ضمن اميز نساء العالم كما ادرج اسمها بالامم المتحدة ضمن اميز امراة علي مر 60 عاما و تقلدت عدة وزارات فكانت أول وزير دولة للصحة والشؤون الاجتماعية و اول امراة في مجلس الوزراء وفازت باول دايرة جغرافية لولاية للجزيرة وهي من مناصري حقوق المراة وقد انتصرت للمراة في عهد الرئيس نميري ب 25 في المائة من مقاعد البرلمان وهي أول امراة تتقلد كرسي اليونسكو فالتحية لهن جميعا ولكل نخلات بلادي الرائدات المناضلات في كل بقاع الارض والتحية للمراة اينما كانت .*