الشغالة العاشقة !!

الشغالة العاشقة !!

منى أبو زيد

“الإنسان خادم الطبيعة ومفسرها” .. فرانسيس بيكون!
في أحلك سنوات حياتي العاطفية أسعدني الله بـ “بت شغالة” كانت مصدراً لإلهام وسبباً رئيساً في تغيير معظم قناعاتي بشأن مقدرات النساء البسيطات على التغيير في مجتمع أبوي متعسف كمجتمعنا.. ولا أعني بالتغيير هنا قيادة ثورة سياسية، أو إدارة دفة إصلاح إقتصادي، أو حتى تنظيم حملات مكثقة للقضاء على العادات الضارة مثلاً .. بل عنيتُ مقدرات المرأة على تغيير رجل حياتها مما تظن أنه سيء إلى ما تتوقع أنه الأفضل لحياتهما معاً ..!
قبل نشوء صداقتنا الموسمية – تلك الشغالة وأنا ? كنت كفلاسفة الإغريق، اعتمد في مبادراتي العاطفية على المنطق وكانت اجتهاداتي في “حلحلة” مشكلات مؤسسة الزواج مثلاً تعول في نهوضها على حركات ذهنية صرفة، بينما كانت الشغالة الفيلسوفة تعتمد على التجريب والمشاهدة في قناعاتها بطبائع الرجال وبأفضل الطرق للتعايش معهم في سلام ..!
وكان السلام بالنسبة لها يعني أن يكون الشريف مبسوطاً منها لأنها تحب فنها، بينما كنت أرى ? بسذاجة المثقفات أكاديمياً – أن انبساط الشريف ينبغي أن يأتي كنتيجة راجحة لنجاحي في إقناعه بموقفي ومقارعة حجته بمنطقي! .. وهكذا قلبت الشغالة الصغيرة لأفكاري ظهر المجن كما فعل فرانسيس بيكون بمناهج فلاسفة العصور الوسطى ..!
أهم حيل الشغالة الفيلسوفة للتخلص من ألم النهايات الفاشلة كان الدخول ببساطة في علاقة جديدة، وبكل ما أوتيتْ من حماسة وسرعة .. وهكذا كان يصعب التفريق بين موقع هذا الحبيب من ذاك في قلبها، فكلهم يجتمعون عند ضرورة الدلال في مخاطبتهم وكلهم يلتقون عند وجوب المبالغة في التزين لأجلهم .. فكانت تخرج لأجازاتها الأسبوعية بطلاء أظافر فاقع وعطر نفاذ يشي باحتشاد شباكها وينذر بوقوع الصياد/الفريسة ..!
أما صبيحة كل “شاكوش” جديد فقد كانت الشغالة الصغيرة تستيقظ بذات النشاط – تتثاءب طويلاً كأفراس النهر وتتمطى مثل أفعى رملية – قبل أن ترفع عقيرتها بشيء من أغاني البنات التي تمجد الحبيب المتنازع عليه وهي تدعو على “الخاينة اللئيمة الغدارة ديمة” بالويل والثبور، دونما أي مساس بقداسة المحبوب وإن كان وغداً خائناً ..!
ثم أنه ليس بالضرورة أن تكون المرأة جميلة بما يكفي بل أن تجيد استخدام أجمل مافيها بما يكفي! .. كانت هذه أول حكمة تعلمتها منها وأنا أرقب وقفتها مع سيد الدكان ذات صباح .. كانت تومئ برموشها القاتلة نحو “قدرة الفول” متساءلة عن مدى نضجه بابتسامة أنضجت مشاعره، فطفق الفتى يحدّق في وجهها لدقائق، بابتسامة بلهاء ونظرات حسيرة ..!
وبينما كنت أقرأ في ذلك الوقت لـ “أوليف شراينر” – وهي تؤكد على أن المرأة التي تبيع كرامتها وذاتها بالبكاء والتملق واستخدام الأسلحة الأنثوية بهدف اقتناص رجل، ليست في حاجة إلى أن تبعد تنورتها عن أي متسول في الشارع لأن كلاهما يأكلان عيشهما بنفس الطريقة! – كانت الشغالة الفيلسوفة مشتبكة في القتال مع إحدى عاملات محل الكوافير المجاور للفوز بقلب عامل بناء كان يواعد الاثنتين معاً ويعد كل منهما بخاتم الخطوبة في ذات الوقت، ومع ذلك كان تركيز كل عاشقة منهما ? ليس على خيانته المعلومة ? بل على إزاحة الاخرى ..!
بعد معارك عاطفية لا حصر لها دخلت الشغالة الفيلسوفة مؤسسة الزوجية من أوسع أبوابها وقبعت داخل أسوارها تذود عن عروشها بذات البسالة الأنثوية القديمة وهي تضحك وتغني وتغرق في النوم إلى جانب أطفال أشقياء وزوج محمول و”مشلهت” يظن نفسه ? بفضل تملق زوجته واستخدامها الذكي لميزاتها – أسعد الأزواج وأعظم الرجال ..!
الدرس الأخير الذي تعلمته ? ليس من الشغالة الفيلسوفة بل من محاولة يتيمة فاشلة لتقليد بعض حِيَلِها ? هو أن الطبيعة جَبَلْ ..!

منى أبو زيد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الفوز بقلب الرجل ليس صعبا علي الانثي فنحن معشر الرجال يمكن صرعنا بسهولة حتي ولو بابتسامة لذلك اري ان الموضوع لايحتاج الي قنبلة او يدين كلاشنكوف ولاصدر مسدس لكن عليكن الحزر ايضا فنحن لا نمنح الحسناء قلبنا كله وان شملتها رقة وشباب! لان في قلوبنا متسع لاكثر من واحده ولانسميهذا خيانه او ظلم فهكذا هي الفطرة وعلي قولك الطبيعة جبل

  2. وقفت فى الشوله والنقطة وعلامة التعجب وبين القوسين واغنية الشغاله وطلعنا الجبل وفى النهايه
    جريت نفس عميق .. وقلت ياربى البت دى بتقصد شنو ؟؟؟؟ اديك العافيه

  3. (أهم حيل الشغالة الفيلسوفة للتخلص من ألم النهايات الفاشلة كان الدخول ببساطة في علاقة جديدة، وبكل ما أوتيتْ من حماسة وسرعة)!!!!!
    ده قولك با منى أبزيد بث ما صح ! دي حيل النساكلهن وإنتي بالذات منهن
    إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم
    إنتي أكيد بتسقطي واقع حال تجاربك علينا
    نحنا ناس ملمين

  4. والله يا مني قدر ماحاولت أفهم انت قاصدة وهادفة لشنو ما فهمت….. دايرة تقولي حاجة وماقادرة ويبدو لي مشكلتك خاصة جدا غير صالحة للنشر لأنو فيها بعض أسرارك الماقادرة تقوليها

  5. طاب صباحك اختى منى ابو زيد وانا اقرا لك اول مقال وجد فيك كنزا لا يستهان به من المعلومات الثرة وقد اعت قراءة المقال اكثر من مرة ولم اشبع رغبتى واكثر ما اعجبنى فيه (ليس بالضرورة ان تكون المراءة جميلة بما يكفى ولكن ان تجيد استخدام اجمل ما فيها بما يكفى ) ليت بنات حواء يجدن هذا الفن لقصرن الطريق على الشريف وزامرته
    ربنا يخليك ويقويك

  6. الكاتبة من زمان من خلال مقالاتها تعبر عن مشكلتها الشخصية ولو تتذكروا مقالاتها الأولى قبل ثلاثة سنوات كله منصب في نقد الزوج وبشكل مقزز جدا جدا وقدر ما تحاول الفكاك من مشكلة زوجها تجدها قد عكستها عبر المقال وعندما واجهها جمهور القراء بهذا الامر توقفت فترة عن الكتابة…….
    ثم رجعت مرة أخرى لكنها لم تتغير أبداً بشكل او آخر نجدها تحكي قصتها وتتذاكى على القراء، الأستاذة منى تكتب لتنفس عن همومها ليس عيباً بالمناسبة فقط لا يمكن غالبية المقالات تكون على ذات الشاكلة.

    الاخ الذي انتقد الاخت ندى هارون كلامك مردود عليك والمسألة ليس لها علاقة بالغيرة ويظهر انك غير متابع لكتابات الاخت منى، أرجع لثلاث سنة واتن جاي تلقى العجب العجيب..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..