الشاعر سعدالدين إبراهيم : صناعة الشعر تحتاج الى الموهبة والخيال الخصب

حسين بازرعة جميع قصائده عاشها قبل أن يكتبها
أردت أن أوثِّق للعزيزة فأطلقت إسمها على ديوان الشعر
ثمة حقيقة جميعنا نؤمن بها وهي أن الشعر ماهو الا موهبة فطر عليها المرء؛ متى، وكيف، لايعلم؛ بيد أن هنالك ضرب آخر يوازي لتلك الموهبة الفطرية؛ وقد يتفوق عليها وهو صناعة الشعر التي تقف في الضفة التي يقف عليها الشعراء الموهوبين؛ وقد حقق الشعر المصنوع شهرة طفقت الآفاق؛ وهذا ما أكده لـ(مرافىء فنية) الشاعر سعدالدين إبراهيم الذي صنع ذات يوما هو ايضا قصيدة وتغنى بها الفنان الراحل محمد وردي وحملت اسم (نهر العسل) ولكنها لم تحقق الانتشار..صناعة الشعر موضوع أثرناه مع الشاعر سعدالدين؛ وتالياً التفاصيل :
**صناعة الشعر أضحى مؤخراً قضية مثار جدل واختلف أهل الابداع بين مؤيد ومعارض لها ؟
الأغنية عالمياً أفرزت الكثير من العناصر؛ وأصبح الفنان هو الذي يكتب، ويلحن، ومن ثم يغني؛ ولكن هذا الشىء نجده محلياً قد يبدو عصياً على بعض الفنانين.
**لكن عرف أن الشعر موهبة لا صناعة ؟
أيضاً صناعة؛ فعلى سبيل المثال الشاعر الكبير عبدالمنعم عبدالحي عُرف عنه أنه كان يصنع الشعر وأغنياته الى يوم الناس هذا هي محط إعجاب؛ فمثلاً أغنية “ابني عشك يا قماري” دندن باللحن سيد خليفة وكتب عبدالمنعم الكلمات تالياً؛ وكذلك الشاعر اسماعيل حسن في ثنائيته مع الفنان محمد وردي كانت بها أعمال مصنوعة؛ وتجربتهما كانت من أنجح التجارب.
**لكي يصنع الشاعر الشعر الى ماذا يحتاج؟
الصنعة في حد ذاتها تحتاج الى موهبة كبيرة؛ وخيال، ولايستطيع شاعر عادي القيام بها لأنه يفصِّل الكلمات على اللحن وهنا لابد من زكر شى وهو ان بعض الاغنيات صنعت على اغنيات الحقيبة
**هل قمت يوما بصناعة قصيدة ؟
نعم واتزكر انها اغنية تغنى بها الفنان محمد وردى رحمة الله عليه واسم الاغنية هو نهر العسل فوردى امسك بلحن لكوبليين فانا قمت بالكتابة ولكن تلك الاغنية لم تنتشر
**بالتأكيد هنالك فرق بين الأشعار التي تتم صناعتها؛ وتلك التي تكتب نتيجة لتجربة ؟
اذا كتبت الأغنية بعد تجربة حقيقية حتماً ستكون صادقة؛ فعلى سبيل المثال الشاعر القامة حسين بازرعة جميع قصائده التي كتبها كانت نتيجة لتجارب عاشها؛ لذا لم يقم بصناعة إحداهما لأنه عاش فصولها ومن ثم كتبها؛ ومثل هذه الأغنيات بالتأكيد ترسخ في الوجدان.
**تحدثنا عن الشعر المصنوع لدى كبار الشعراء؛ وماذا عن التجارب الشابة ؟
كتب شعراء كثر في مجال القصيدة العامية؛ ويعتبرون من المجددين في هذا المجال الذي وجد حظه من الانتشار مثل الأشعار التي تغنى بها الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد وفرقة عقد الجلاد؛ وكذلك الشاعر محمد طه القدال الذي يكتب الشعر العامي؛ وأعمالهم وجدت طريقها الى الغناء؛ وهؤلاء خلطوا بين الاثنين لأن لهذا اللون مواصفاته وموسيقاه؛ بجانب أن لها بحور متعددة حتى مضامينها نجدها منفتحة على حياة الريف.
**مؤخراً صدر لك ديوان شعر اخترت له إسم “حروف للعزيزة”؛ فلماذا هذا الاسم دون بقية أغنياتك ؟
أغنية “حروف للعزيزة”؛ وجدت رواجاً كبيراً وتغنى بها كبار الفنانين؛ والفنان الراحل محمد وردي ساق الأمنيات ذات يوم بأن تكون تلك الأغنية من إحدى أغنياته من فرط اعجابه بها وكذلك عدد من الأصوات الشابة رددتها مثل الفنان الطيب مدثر، وجمال فرفور، والفنان الراحل محمود عبدالعزيز؛ لذا أردت أن أوثِّق لتلك الأغنية فأطلقت اسمها على ديواني الشعري.
**”العزيزة الما بتسأل عن ظروفنا”؛ تلك إحدى مقاطع الأغنية؛ فهل لم تسأل تلك “العزيزة” عن ظروفك الى يوم الناس هذا ؟
ضاحكاً “هذه الأغنية مرت عليها عشرات السنين؛ ولكن بالتأكيد الذكريات تبقى ولا تموت أبداً.
متعك الله بالصحة والعافيه عزيزناسعدالدين ابراهيم
أطال الله عمرك الشاعر الإنسان فلك التحية والإجلال ومزيد من الإبداع.
سعد الدّين:
بساطة
تواضع
إبداع
ثبات على المبادئ