مقالات سياسية

الخلاف الكارثي

يوسف السندي

مازالت قوى الثورة عاجزة عن تحقيق الوحدة، عاجزة عن مجرد التنسيق بينها، هذا العجز يوضح ان المستقبل المدني الديمقراطي سيمر بعقبات هائلة اذا استطاعت هذه القوى الممزقة قيادة السودان نحو الحكم المدني.

الخلاف الراهن بين القوى الثورية، هو انعكاس لما سيحدث بعد الثورة في حال نجاحها، فإذا كانت هذه القوى عاجزة عن التوافق في ظل وحدة هدفها الواضح وهو إسقاط الانقلاب، فان مستقبل اتفاقها حول أمور إدارة الدولة المتعددة سيكون شيء اشبه بالمستحيل.

هذا الخلاف يصدر للجماهير احباط من المستقبل، فهل قادة القوى السياسية والثورية غير ملمين بهذه الابعاد؟ هل هم غير مستوعبين لانعكاسات خلافاتهم غير المبررة والبائسة التي تمنع وحدتهم لاسقاط الانقلاب، وأثرها على وعي الجمهور الجمعي؟ .

يمكنني القول بان مكتسبات التغيير التي احرزتها ثورة ديسمبر، تتعرض الان للتاكل بفضل هذا الخلاف الكارثي، وليته لو كان خلافا موضوعيا، بل خلافا صبيانيا، ترفض فيه جماعات ثورية اقامة منصة مخاطبة لجماعة ثورية اخرى!! وترفض فيه قوى ثورية الجلوس إلى كتلة ثورية الا في شكل أحزاب سياسية منفردة!!!.

هذا واقع سياسي يصدر الاحباط للجماهير من هذه القوى الثورية والسياسية ويقود مع الايام إلى انفضاض الجماهير عن حلم التغيير، لا لشيء، إلا لان قادة التغيير فاقدين لمؤهلات هذه القيادة وغير مستعدين للتنازل فيما بينهم.

الثورة الان لا يهزمها الانقلاب ولا الفلول، ولا انتهازيي الجبهة الثورية، بل يهزمها الخلاف بين مكونات الثورة، الخلاف على الوحدة هو اكبر عامل افشال لثورة ديسمبر، وهو الطريق المؤكد لضياع حقوق الشهداء والمفقودين.

اذا مازلنا نبحث عن ثورة كاسحة، فلا خيار سوى الوحدة بين جميع كيانات الثورة لإنجاز هذه الهبة الجبارة، اما ان كنا نبحث عن ضياع حلم الدولة المدنية فلنواصل هذا الخلاف الكارثي.

[email protected]

تعليق واحد

  1. كلام لا معنى له.
    الخلاف أصبح حقيقة متذ فترة وليس اليوم وحتى المجتمع الدولي أصبح يقترب رويدا رويدا من النظام
    الذي لا يرى ذلك فهو أعمى فالمجتمع الدولي بات متأكد ان هذه الاحزاب ان تحقق دولة في السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..