ملامح الادب السوداني وقضاياه

حوارات وافكار
د.عبدالقادر الرفاعي
توثيق
ملامح الادب السوداني وقضاياه
بقلم:حسن الطاهر زروق
بعد تفكر وتدبر لم يخل من تردد واحجام تبنت هذه الصفحة فكرة عقد مؤتمر او لقاء عام لبحث قضايا الادب باعتباره نشاطا هاماً حياً في مجتمعنا له تاريخ كما ان له مستقبلاً يضع لمساته ويحدد اثره ويصور لحظات هامة موحية في حياتنا لكي يتحقق ما نرجوه وما نأمله من حياة ثرة فاضلة..فالادب يصور ويرشد ويتفاعل ويعطي لحياتنا الروحية شكلاً ونظاماً وصورة. وكل ذلك من مسئوليات عصرنا التي ننهض بها لانها تفرض علينا بل لانها واجبنا الاول كأدباء وشعراء وكمفكرين ومثقفين. هذا الاقتراح بل هذا المشروع مع تقبلنا له واشتراكنا في تحقيقه.. ليس امراً هيناً فنحن نتصدي لمعالجته لاول مرة في تاريخ حياتنا الثقافية والادبية ? ولكن كيف نتصور هذه المهمة بصورة اولية ? نحاول بكل ما نملق ونستطيع ان نقدم معالجة لقضايا الادب السوداني المختلفة وان نقيم صلة واضحة بين الادب وبين ما نتعرض له من تحديات علي نطاق بلادنا وفي منطقتنا العربية وعلي مستوي العالم كله، فنحن جزء من كل هذه المناطق والمواقف والمهام، ولا نملك او نريد ان نتخلي عن واجبنا في اي بقعة او موقع. هل نحن بحاجة لمثل هذه الجهود؟
اقول نعم: مضت اكثر من 10 اعوام علي انجازنا لمهمة الاستقلال السياسي ولكن ماهية منجزاتنا الادبية في ظل هذا الجو والوجود الجديد؟ ماهو موقف ورأي الادباء في حياتنا بعد الاستقلال الي جاء نتيجة لمعارق ماقبل الاستقلال.. تلك المعارك التي اسهم الادب فيها؟
باختصار اين نحن من ادباء سودانيين من قضايا وحياة المجتمع السوداني؟ ذلك هو قدرنا وتلك هي قضيتنا وواجبنا.
اللقاء او المؤتمر الذي نعد له في صبر واصرار يفرض علي نفسه مسائل هامة: علي سبيل اعطاء امثلة يمكن ان نثير القضايا الاتية: باعتبارنا قد تعلمنا من الادب العربي بصورة عامة ماهي الملامح الخاصة بالادب السوداني؟ واين يبدأ ويتحدد الادب السوداني؟ باختصار ماهو الادب السوداني؟ هل له صورة وشكل خاص ? حتي اذا سلمنا بهذه الحقيقة فما هو اثره في حياتنا؟ نحب ان نتعرف علي هذا الاثر ونمسك به.
حتي اذا تعرفنا علي شخصية الادب السوداني ? وهذا ضروري جداً ? فهذا الادب لن يعيش ويزدهر اذا لم يتفاعل مع اكثر عدد من الناس.. من هنا تقول مسألة اخري هي الاتصال، هي النشر. ومن اكثر قضايانا حدة انما نكتبه لايصل الا لعدد محدود من الناس والادب لكل الناس فكيف نعالج قضية النشر والاتصال بالناس علي اوسع نطاق ممكن؟ وهناك قضايا ادبية اخري كثيرة من اهمها موقفنا من الشعر الحديث الذي قد استطاع ان يهز التقاليد الشعرية القديمة فما هو؟ وما هو موقفنا منه؟ – شئون ادبية لاحد لها يجب ان نقدرها ونحترمها بان يكون لنا فيها رأي.
وبطبيعة الحال لن يكون بحثنا في شئون وقضايا الادب السوداني بعيداً او بمعزل عما يجري حولنا اذ ان قضية صياغة دستور ديمقراطي او فرض واجهاض دستور رجعي تهم في الدرجة الاولي الاديب والمفكر كما تهم جميع المواطيين. كما يهم الادباء وضع التعليم في بلادنا وكيف يدرس الادب في مدارسنا وجامعتنا ولاشك ان مشكلة محو الامية تنال من اهتمام الكاتب ايضاً.
ما تقدم هو تخطيطنا الاول لانجاز هذه المهمة وقد تقدمنا ببعض مقترحاتنا وليس كلها ونرغب بصدق في هذا الطور ان نسمع او نقرأ اي مقترحات اخري حول هذه القضية وسنعمل علي نشرها او الاسترشاد بها ونعتقد ان كل المثقفين من ادباء وغيرهم يسرهم ان يساعدونا في هذا الامر.
فلنأمل خيراً ونأخذ الامر بصورة جادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة الحياة التي تصدرها شركة الايام للصحافة. العدد 11 ? التاريخ 16 نوفمبر 1967
رئيس التحرير محجوب محمد صالح

تعليق واحد

  1. نفحة حلوة من عبق الايام الزاهرة حين كنا نمتلك مصيرنا ونهندئس له.حياك الله يارفاعي ومدد مدد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..