حكيم الهلال.. خليك قريب

تأمٌلات
حكيم الهلال.. خليك قريب
كمال الهِدي
· اتصل بي صديقي أثناء متابعته لحلقة برنامج ” البحث عن الهدف” التي ناقشت استعدادات الهلال لمباراة الأحد الهامة سائلاً: ماذا أنت قائل في حديث السيد طه على البشير الملقب بحكيم الهلال وهل وجدت فيه فسحة لنقدك اللاذع الذي تعودت عليه.
· فكان ردي أنني أسعد بأن أتابع متحدثاً لا يترك لك مجالاً لانتقاد ولو عبارة مما يقوله.
· وأضفت ” السيد طه البشير ما شاء الله عليه رجل حكيم بما تحمل الكلمة من معنى وقد كان حديثه موفقاً جداً وبالغ الأهمية في مثل هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الهلال.”
· وقلت لصديقي أن ابتعاد أمثال طه عن الهلال في الفترة الماضية كان سبباً وراء العديد من المشاكل التي واجهها نادي الملايين.
· حكيم الهلال أحد أفضل الإداريين الذي سطروا أسماءهم بأحرف من نور في تاريخ إدارة الأندية في السودان.
· وقد كانت خطوة موفقة وجميلة من مجلس الهلال أن يستعين بهؤلاء الكبار الذين يملكون الكثير الذي يستطيعون تقديمه للهلال.
· وميزة طه على الكثير من الإداريين الآخرين هي أنه يملك العقل والمال في آن واحد وهو من طينة الإداريين الذي افتقدتهم أنديتنا في السنوات الأخيرة.
· قلنا مراراً أن أحد أهم أسباب مشاكل أنديتنا الكبيرة هو أنها تبحث عن أصحاب المال وتهمل الجانب الآخر الذي تفوق أهميته مسألة المال.
· فالعقليات المتخلفة من شأنها أن تهدر المال إن توفر فيما لا يفيد ولا ينفع.
· أما عندما تستعين بأصحاب العقول فيمكنهم إدارة الموارد المالية على قلتها بالطريقة المثلى.
· خيراً فعل مجلس الهلال بتكليف السيد طه على البشير برئاسة لجنة دعم الفريق.
· لكن ما هو أهم من ذلك بكثير في رأيي أن يمنح رجال المجلس هذا الرجل الفسحة الكافية لنقل خبراته الثرة في المجال لهم.
· فمعظم أعضاء مجلس إدارة الهلال لا يملكون الخبرات التي تؤهلهم لإدارة ناد بحجم الهلال، لكن الإداري الناجح هو من يعرف قدر نفسه جيداً ويسعى لعون من سبقوه في المجال.
· استعينوا في كل ما يتعلق بنادي الملايين بحكيمه طه ولن تندموا.
· وهو بلا شك سيفيدكم أكثر من بعض أصحاب الأقلام الذين تفسحون لهم المجال للتدخل في أمور لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
· وتذكروا دائماً أخوتي في مجلس الهلال أن طه يفهم أكثر من غيره في فنيات وعلم الإدارة وكيفية التعامل مع مشاكل اللاعبين وحتى تسجيلهم، علاوة على الترتيب الجيد لمعسكرات الفريق وكل ما من شأنه أن يوفر لفريق الكرة العون المعنوي اللازم.
· وما حديثه خلال نفس البرنامج عن دور الجماهير ومطالبته بحضور من يرغبون في التشجيع فقط واكتفاء من يسعون للفرجة بمتابعة المباراة عبر شاشات التلفزة، بالإضافة لدعوته بتوفير الدفوف والنحاس والطبول خارج الملعب إلا تأكيد واضح على قدرة هذا الرجل على تقديم الكثير في مختلف النواحي وليس الجانب المالي وحده.
· منذ فترة طويلة والناس تطالب بأن تشرك مجالس الهلال كبار أقطاب النادي وها هو المجلس الحالي بقيادة الأخ الأمين البرير يحول هذه الدعوات والأمنيات لواقع ملموس.
· لهذا نتعشم في أن يستمر المجلس على هذا النهج وألا يربط ذلك بمباراة الترجي التونسي.
· قال حكيم الهلال أن لجنتهم ستستمر في عملها بغض النظر عن نتيجة مباراة الأحد، لكننا نعلم أننا كسودانيين لا نملك النفس الطويل ولا نعرف شيئاً اسمه التخطيط طويل الأمد.
· وكل ما نرجوه ونتمناه أن يقدم لنا مجلس الهلال نموذجاً مختلفاً هذه المرة.
· وإن أراد هذا المجلس أن يكمل دورته بسلام، فعليه أن يحرص على استمرار هذا التعاون مع كبار الهلال، وأن يركز على من لا يسعون لشيء آخر سوى خدمة النادي.
· وربما يتفق معي الكثيرون في أن طه على البشير هو النموذج الأمثل للقطب الذي لا يسعى سوى لخدمة ناديه، باعتبار أن الرجل لا ينقصه المال ولا الصيت والسمعة الحسنة ولا المكانة الاجتماعية.
· وحتى لا يبدو هذا المقال مثل ( تكسير الثلج) الذي تعودنا عليه في صحافتنا الرياضية لابد أن أشير إلى أنني أتحدث عن طه كمعاون للمجلس ولا أزكيه كرئيس أو عضو مجلس إدارة ولو كان الأمر كذلك لتركت المهمة لغيري رغم اقتناعي التام بقدرات هذا الإداري الفذ، لكنني ضد تسخير أي كاتب لقلمه من لدعم أي مرشح انتخابي حتى ولو كان لرئاسة الجمهورية، دع عنك انتخابات الهلال.
· ولعل بعض أعضاء مجلس إدارة الهلال قد أدركوا أنهم كانوا يستشيرون بعض الأشخاص الخطأ خلال الفترة الماضية وأنهم أضاعوا وقتاً ثميناً مع من ظلوا يتجاذبون أعضاء المجلس بغرض استماله هذا وتحييد ذاك.
· ولهذا ربما لجأ أعضاء المجلس وخاصة رئيسه الأمين البرير إلى كبار الهلال لأنهم يملكون ما يمكن أن يقدمونه لناديهم الكبير.
· بالتوفيق للأمين البرير ومجلسه الذي يبدو واضحاً أنه يسعى بجدية للاستفادة من الأخطاء التي ارتكبوها خلال الفترة القصيرة الماضية، التي شهدت لهم العديد من الانجازات أيضاً.
· وندعو كبار الهلال بقيادة الحكيم طه إلى أن يظلوا قريبين من ناديهم وألا يختفوا مجدداً.
· وقد دنت ساعة الجد وكل العشم أن يكون فتية الهلال بمستوى هذا الاهتمام الذي تحظى به مباراتهم أمام الترجي وأن يقدموا مباراة بطولية وقوية وأن يسعوا للنصر بكل جدية وما التوفيق إلا من عند الله.
· كما أرجو أن يكف إعلامنا الرياضي منذ صبيحة الغد عن سلبيته المعهودة وبلاش مبالغة في وصف تمرينات الفريق ولا حاجة للناس بمطالعة أخبار تتحدث عن تألق فلان أو التمريرات الساحرة لعلان من لاعبي الفريق.
· ومن يظن أن هذه هي الطريقة المثلى لرفع الروح المعنوية وتحفيز الجماهير يكون مخطئ مائة بالمائة.
· كما أعيد طلبي بكف بعض صحفنا عن تناول خطط اللعب وما يحيط بالفريق من ظروف، فالخصم قد وصل البلاد ولا يفترض أن نقدم لهم هدايانا التي تعودنا أن نقدمها للخصوم ونوفر لهم معلومات مجانية.
· وأتوقع من الجهاز الفني أن يبعد اللاعبين تماماً عن المؤثرات الخارجية خلال اليومين القادميين.
· ليس هناك سبباً لتواصل الصحفيين مع اللاعبين فيما تبقى من ساعات قبل المباراة وليس هناك أي معنى لمتابعة اللاعبين لما يكتب أو يبث هذه الأيام.
· لاعبو الهلال في هذا الوقت يفترض ألا يتعرضوا لأي تأثير سوى تأثير جهازهم الفني ومجلس إدارة فريقهم حتى لا نلقي باللوم إن لم نحقق النتيجة المطلوبة ( لا قدر الله ) على الشحن الزائد.