مقالات وآراء سياسية

جحر العقرب..اا

حديث المدينة

جحر العقرب!!

عثمان ميرغني

الأستاذ كمال عبد اللطيف وزير التنمية البشرية.. ينوي أن يضع أصعبه في (جحر العقرب).. فكر أن يستخدم منابر المساجد خاصة في صلاة الجمعة لتمرير خطاب اجتماعي يشارك في (تنمية البشر) السودانيين عبر (52) محاضرة أسبوعية في العام هي بالتحديد عدد صلاة الجمعة.. وأقول إنه يضع يده في الخطر لسبب بسيط.. هو أن أخانا كمال ـ بحسن ظن ـ لا يعلم أن منابر الجمعة هي منابر (علمانية) بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.. منابر تفصل الدين عن الدنيا.. فحتى هذه اللحظة علماؤنا الأجلاء الذين اصطفاهم الناس لمنابر الخطابة في يوم الجمعة.. في عقلهم الباطني أنها (حصة الدين) التي كنا ندرسها في التعليم العام.. من فوق منبر الخطابة لا يرى الإمام في مستمعيه في المسجد إلا تلاميذ أو طلاب مدرسة حضروا ليقص عليهم ذات القصص التي حفظناها عن ظهر قلب في (حصة الدين) وامتحنا فيها وحصلنا على الدرجة الكاملة من الابتدائي حتى الثانوي.. وما هو الفرق بين (فصل الدين عن الدنيا) و(فصل الدنيا عن الدين) كلاهما أمر واحد.. إما أن يتم الفصل بمفهوم إقصاء الدين عن الحياة العامة.. أو بالعكس.. إقصاء الحياة العامة عن الدين. كلاهما يحقق نفس النتيجة وكلاهما علمانية.. الخطوة الأولى التي يحتاج إليها كمال عبد اللطيف لتحقيق هدفه.. أن يقنع (الديك) بأن منبر الجمعة لا يجب أن يكون حكرًا على المتخصصين في العلوم الإسلامية.. لماذا يظن البعض أن الخطابة في المسجد من شروطها أن يكون خريج كلية أو جامعة إسلامية.. لماذا لا يصعد للمنبر طبيب متخصص في بريطانيا ليحدث الناس عن مطلوبات الصحة العامة؟ هل يتناقض ذلك مع رسالة منبر الجمعة.. لماذا لا يصعد مدير المرور بزيه الرسمي ليتحدث عن مطلوبات السلامة في الطريق.. لماذا لا يصعد نصر الدين شلقامي ليتحدث عن البيئة والخضرة.. من قال إن منبر الجمعة هو درس في (حصة الدين) فقط.. تطوير فكرة الاجتماع الأسبوعي الحاشد للجمعية العمومية السودانية.. التي تجتمع كلها على مستوى السودان كله في ساعة محددة كل يوم جمعة. وأي اجتماع.. لا يسمح فيه بالمقاطعة أو الجدل أو المهاترة.. بما يسمح بإرسال أفضل خطاب تعبوي وإرشادي في كل مناحي الحياة.. فقط إذا استطاع كمال عبد اللطيف إقناع السادة (العلمانيين الدينيين) بأن الحياة العامة هي من أصل الدين. وأن الفتوى في أمر الحياة العامة ليست حكراً على خريجي الجامعات المتخصصة في علوم الدين. على كل حال .. لنر نتيجة محاولة الوزير.. !!

التيار

تعليق واحد

  1. العوافى عليكم وكلو استفتاء وانتم بخير يارب وحده
    ودميرغنى قلبتا موضوعك ده جاي جاي مافهمتا اى حاجة مشيت سمعت لابو الامين غنية وجيتك برضو الحال فى حالو ياهو مشقلب ياانا الليلة مشقلب كيف يعنى مساجدنا الليلة فيها العلمانيين يااخوى مساجدنا فيها ملوك الريحة والمتشددين وبتاعين الفتاوى الصفراء زى بتاع خمسة الهلال داك والتانى بتاع السر قدور زنديق والاضراب حرام ولو انت داير تجيب العلمانيين والله فيهم ناس كويسين وشعارهم الدين لله والوطن للجميع فى حاجات ياود ميرغنى فى البنى ادم هو مسؤول عنها مباشرة وفى حاجات تانية ربنا كفيل بيها وبينهم خلطة ايمانية يعنى الرزق على الله والاجل كذلك لكن لازم تسعى لى رزقك بالعمل وهاجر مع بئر زمزم خير مثال وكذلك مريم وجذع النخلة
    المشكلة الطرفين نافرين من بعض ديل متمسكين بالدين على الناشف بدون دنيا وديل الدين مكانو المسجد وهنا ضيعو معاهم ناس كتار اخلطوا شوية من هنا وشوية من هناك والوضع يستقيم وزمن المسلمات والنظريات المعلبة انتهى والمعلبات ذاتها فيها مواد حافظة بتسبب امراض
    …………..تصبحوا على وطن

  2. انت واحد فاضى حائر بيك الدليل عديم شغلة الانتخابات كيف التى اترشحتوا فيها انت والهندى رضوك ب شنو

  3. أثني اقتراحك وأشد علي يد الوزير الراقي .

    في الكليات الخمس النفس مقدمة علي أشياء كثيرة ( فيما يخص الصحة )
    وعن البيئة والخضرة : قال رسولنا الكريم اذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها وله في ذلك أجر .

    ذلك يثبت فعلآ أن الحياة العامة هي من أصل الدين .

    المسألتان مرتبطتان فقط كما تفضلت يجب الخروج عن أسلوب الحصص لدينية .

    ولافض فوك .

  4. في المجتمع السوداني يصعب التغيير ويأخذ وقتاً طويلاً ،،، ولكن إن حدثت هذه الطفرة وقبل الناس ان يسمعوا محاضرات وخطب مفيدة تجمع بين التطور والدين فإنها ستكون ذات اثار إيجابية وقد تجذب الكثيرين لسماع معلومة جديدة تطوره ولا تبعده عن دينه ،،، إنها خطوة تتطلب شجاعة كبيرة

  5. في ما مضي كان الرسول صلي الله عليه و سلم و صحبه الكرام البررة يتخذون من المسجد مقرا لمناقشة امور دينهم و دنياهم. أين نحن الان من هذا مع الخطب المبرمجة علي حسب الظروف ولا ادل علي ذلك من النكتة علي الامام الذي يقرأ الخطبة من كتاب ثم ذكر السلطان عبد الحميد و قال حفظه الله.
    الخطبة في العموم لا تخرج من اثنين خطبة سياسية موجهة او امام خارج الشبكة مثل صاحب النكتة المذكورة

  6. حيقية كثير من المساجد بعيدة عن الناس و بالتالي بعيدة عن الدين سواء في خطب الجمعة او في الدروس الاخري… تعودت جماعة معينة الاقامة شبه الدائمة في المسجد الذي كنا نصلي فيه و يقيمون محاضرات خاصة بعد صلاة الفجر و الموضوع المفضل و المتكرر هو عن فضل الصلاة و حكم تارك الصلاة…. تخيل هذا الموضوع يكرر لقوم من غير تاركي الصلاة بل يقيمون الصلاة و حتي صلاة الفجر و في جماعة و في المسجد كمان!
    اجتهاد كمال عبد اللطيف لا ندري ما الغرض منه و لكن تجربتنا مع اهل الانقاذ في اعادة صياغة الانسان السوداني و استغلال المنابر للغرض السياسي الحزبي الضيق و الفتاوي السلطانية يجعلنا نتشكك مليون مرة في نوايا الرجل و مشروعه "للتنمية البشرية" بعد مشروع "اعادة الصياغة" الذي نري نتائجه في المعدلات الهائلة في انتشار الربا و الكسر و المواسير و اغتصاب الاطفال و قتلهم و جرائم الشقق المفروشة و تقارير المراجع العام والزواج العرفي و اطفال المايقوما و زواج المشردين و سمعتنا في كثير من نواحي العالم خاصة مصر و تحول كرام الناس الي متسولين و ما ارتكب من جرائم في دارفور …و "فوز" المؤتمر الوطني في الانتخابات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..