دق الشلوفة.. آخر حكايات الزمن الجميل

الخرطوم: ضفاف محمود

دق الشلوفة من العادات السودانية التليدة، والتي كانت سائدة في المجتمع السوداني في فترات الثلاثينيا وحتى سبعينيات القرن الماضي، أو ما يُسمى بالزمن الجميل، وليس خافياً أنها كانت تعتبر رمزا من رموز العزة والشموخ لدى الفتاة السودانية، وكانت هذه الظاهرة تمارس على نطاق الفتيات فقط باعتبارها لمسة جمالية، وهي عملية مؤلمة وقاسية ولإنفاذ وشم فتاة وقتها و(دق شلوفتها).. أي شفاهها.. يتبع ذلك طقوس محددة تتمثل في إقامة جلسة كيف كاملة الدسم والتفاصيل، من القهوة والشاي والزلابية تقوم بإعدادها صاحبة المنزل، ويتم فرش السباتة، ومن ثم تبدأ الفتيات والنساء غناء الأغنيات الحماسية لحفز الفتاة وتشجيعها، (التيار) قامت بجولة واسعة وسط عدد من النساء حاملات هذه اللمسة الجمالية، فجاءت آرائهن مختلفة ما بين مؤيد لهذه الظاهرة، وبين رافض لها، وهيا إلى مضابط الاستطلاع:

ثمة جمالية اندثرت
الجدة خديجة ابتدرت حديثها عن دق الشلوفة بوصفها بأنها عملية مؤلمة للغاية ولم تفارق ذاكرتها لحظات إجراءات (دق شلوفتها)، حتى الآن بالرغم من مرور خمسين عاما على هذا الطقس الغريب، بيد أنها ورغم اعترافها بقسوتها في لحظتها، إلا أنها تعتبرها بمثابة اللمسة الجمالية لدى الفتيات في ذلك الزمان، وقالت لي: (البت الما دقت شلوفتها تعتبر فاقدة لركن من أركان الجمال في ذلك الزمان)، أما نور الشام وصفت دق الشلوفة رمزا من رموز الجمال عند الفتيات في ذلك الزمن الأغبر ولكن الظاهرة اندثرت مع مرور الزمن وانتشار الوعي بين الناس عن هذه الممارست الخاطئة لكنها عادت وقالت أصبحت تمارس على نطاق في الأماكن البعيدة وهنا في المدن لا نراها إلا عند النساء الكبار فقط نتيجة لانتشار التعليم وسط الفتيات اللائي بدورهن يرفضن هذه الأشياء التي أصبحت نظرة المجتمع لها بالدونية باعتبارها من العادات الضارة والبالية معا.
تشويه
أما سارة الهادي، فقد وصفت الأمر بأنه من العادات التي سادت ثم بادت، ووصفتها بأنها تشويه لملامح الفتيات وتعمل على طمس معالم الوجه فضلا عن أنها تعتبرها نتاج لجهل المجتمع في ذلك الزمان لذلك كانت الأسر تقوم بدق الشلوفة لبناتها بعد وقبل الزواج لكي تكون الفتاة جميلة، مواهب وافقت سارة الرأي واستهلت حديثها بقوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، صدق الله العظيم وواصلت حديثها عن هذه العادة التي قالت إنها بالية وغير حضارية وفيها تشويه وتعديل لخلق الله سبحانه وتعالى للإنسان، وقالت بأنها عادة كانت مستحبة ومازالت تمارس عند بعض القبائل حتى يومنا هذا، وتعتبر مكملة للجمال بالرغم من صعوبة العملية وإيلامها ولكن التعليم له دور كبير في تلاشي الكثير من هذه الأشياء التي كانت ترمز لجمال المرأة السودانية.
إجراء العملية
في ذات السياق تحدثت الحاجة بخيتة التي نالت حظها من دق الشلوفة، وقالت لي، العملية مؤلمة يتم إجراؤها بأشياء تقليدية مثل الإبر والشوك بالإضافة إلى مسحها بـ(الآتي) وهو كيس يتم استخراجه من كبد الخراف أو البقر، بعد ذلك تتم العزومة للجيران وبعض بمثابة وليمة صغيرة تبدأ إحدى السيدات المختصات في هذا الشأن العملية تبدأ بتجميع الإبر أحيانا دون تعقيم وتبدأ بغرس الإبر على الشفاه بطريقة متواصلة، وينزف الدم كأنه شلال، وبعدها يتم مسح الآتي، على الشفاه التي يتحول لونها بعد بضعة أيام إلى اللون الأخضر، وهنالك نوع آخر من دق الشلوفة يُسمى خشم شكو، وهذه يتم عملها بالشوك بدلا عن الإبر، تعتبر اقسى من الأولى، وتمارس في غرب السودان ليصف الأستاذ الصادق أحمد قسم الباري، ظاهرة دق الشلوفة بأنها جميلة وتعطي المرأة شيئا من الجاذبية والرونق والوقار، ويلفت إلى أنها تتم ممارستها عبر العديد من الطقوس، ويقول إنها مازالت تُمارس لدى بعض القبائل في السودان وما زالت تحافظ على هذه العادة، خاصة في ولاية سنار وبعض ولايات الغرب.

التيار

تعليق واحد

  1. تخلف فى تخلف على جهل وانت تقول جمال يظهر انك لم ترى الجمال فى حياتك ياعزيزى هذا جزء رقيق وحساس فى فم المراة و وتقوم الحريم عن جهل بتحويله الى قطعة جلد جامدة لا احساس او حياه بها وانت جاى تتفاخر بالعادات الوثنيه القبيحة

  2. دق الشلوفة كان للمتزوجة حديثا لكي تتميز فيما بعد عن الفتاة اما الشلوخ فهي كانت للفتاة لتكون جميلةز

  3. بسم الله الرحمن الرحيم
    اولا انا اوويد راي الاخ معتصم ان الشفاه جزء حساس من الجسم وبه نهايات عصبية بعد الوخز بالابر وصب الرمل الحار بكون مافيه اي احساس ويظهر ايضا تضخم في حجم الشفاه من الوخز والرمل وبعض المسحات المصنوعة محليا .يقولوا جماليات بعد ما يعذبوا حواء المسكينة بالختان ودق الشلوفة يخلوها ليك جثة بس ماعندها اي احساس .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..