مواعيد سودانية !ا

مفاهيم

نادية عثمان مختار
[email protected]

مواعيد سودانية !!

تغيّب هذا العمود عن النشر بالامس لا لشيء سوى تفاؤل تعلقت بجلبابه للحظة وحسن ظن ولو لوهلة في ان تصدق طائرة الخطوط الجوية السودانية وتقلع ولو لمرة في موعدها ( المضروب) بالدقيقة والثانية دون ادنى تأخير فاستطع الوصول في موعدي واكتب مقالي من مكاتب جريدة ( الاخبار) بشارع البلدية بالخرطوم ولكن !
تمنيت ان تخزي الطائرة السودانية عين الشيطان وتفرح ركابها ولو مرة في كل عام بان لا تخذلهم وتعطل مصالحهم بتأخرها المستمر بأسباب عديدة منها اللاإرادي ومنها الكامل الارادة وكنه لدواع التهاون والاستهتار بمصالح المواطنين المغلوبين على امرهم من فئة عشاق ( الناقل الوطني) الذي يعشق تعذيبهم لينطبق عليهم المثل القائل ( الكديس مابحب إلا خناقو) !!
كان من المفترض وصول طائرة سودانير لارض الوطن العزيز الثانية والنصف ظهرا بعدها اقلاعها ( المفترض) في الثانية عشر ظهرا بحسب الموعد الذي تغير بعدها لنصل الخرطوم ونخلص اجراءات سير الحقائب المتأخر هو الاخر ونخرج من بوابة المطار في حوالي الثامنة إلا ربع تقريبا !!
وتاخر ( مواعيد) الطائرة السودانية يسوق المرء منا للتفكير دوما في طريقة تعامل الشعب السوداني كله مع عامل الوقت ؛ فنحن شعب في عداد المهدرين للوقت بشكل غاية في الفظاعة، الامر الذي جعل الاخرون يتندرون علينا ويصفون كل صاحب مواعيد سيئة( بالسوداني) وهم في قمة الغضب ؛ وحتى نحن اهل السودان تجد الواحد منا يقول لصديقه ( اها مواعيدك حاتكون مظبوطة وتجي في زمنك ولا مواعيد سودانيين) ؟!!
وهكذا صرنا في نظر دول الجوار القريب رغم صفات الكرم والشهامة والطيبة والنخوة التي نتصف بها إلا ان من اشهر صفاتنا القبيحة سواء كانت حقيقية او لا فهي صفتي ( الكسل وسوء المواعيد) !!
صور شائهة وسلبية ومؤذية يحاول كل سوداني في دول المهجر وبلاد الاغتراب ان ينفيها عن نفسه وبني وطنه ولكن !!
كم من سودانيين تم ظلمهم بسبب هذه السمعة ( البطالة) عن تكاسل السودانين وعدم التزامهم بالمواعيد !!
وايضا كم مصالح ضخمة ضاعت هباءا منثورا نسبة لعدم الالتزام بالمواعيد خاصة في حال كانت هذه المصلحة مع جنسيات اخرى من غير السودانيين !!
رجل اعمال كبير حاورته يوما حوارا صحفيا وسألته عن لماذا يفضل العمالة الاجنبية ويستجلبها بالعملة الصعبة بدلا عن استعانته بالعمالة السودانية من ابناء بلده وهم الاقربون واولى بالمعروف ؟! فقال لي انه ليس على استعداد لضياع ماله وحرق دمه مع اناس كسالى لا يقدّرون العمل ولا يحترمون مواعيدهم بينما العامل الاجنبي ( كالالة) يعمل دون ملل ولا كلل وبساعات اضافية وأكثر من دوام على مدار الاربعة وعشرين ساعة !!
لا أدري هل هذه الـ (سمعة) السئية روجها عنا البعض ظلما بينما يتصف بها القلة وليس عموم الشعب ام ان الغالبية هم كذلك أم ان( الخير يخص والشر يعم ) كما يقال في الامثال حتى فيما يتعلق بالانطباعات عن شعب ما .. ووسمه ببعض خصال طيبة وخبيثة ؟!!
عامة هي صفات ( قبيحة) نتمنى ان نزيلها عنا لانها تشكل صورة ذهنية غاية في القتامة والقبح ولا تشبه هذا الشعب الصابر الجميل الطيب !!
و
الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك

الاخبار

تعليق واحد

  1. ترسيخ مثل هذا المفهوم يأتي بالكتابات التي تنفي والتي لا تنفي … يطالعنا كل يوم صحفي ويتحدث عن الكسل والسودانيين الكسالى .. ناسيا أنه بذلك يؤطر لهذا المفهوم ويجعله ثقافة بعد أن كانت تهمة …
    نحن لا ننفي ولكن العرب عندما يقولون ذلك أو غيرهم .. لا يعلمون عن هذا العامل السوداني عن ظروف حياته ومعيشته .. فغذاءه خارج المعايير العالمية ولا يرقى حتى لأطفال المجاعة الذين تمدهم الأمم المتحدة بالأرز والدقيق الصافي .. أما العامل هذا فهو لا يجد غير الفول الصباح والغداء ما معروف شنو .. والعشاء تنوم خفيف أحسن … مع الجو المسخن ده وفي كل الفصول هناك معاناة يعانيها هذا العامل …
    هذه الأشياء سوف تكون مبالغات لو قلتيها لأي شخص عربي بأننا في السودان نتناول وجبتين على أحسن الفروض وهي غير مكتملة … ولا نجد الماء الصافي حتى نرتوي …بالإضافة لبيئة العمل والإحباطات والتشاؤم من الغد المظلم …
    في النهاية هي تربية للدولة النصيب الأكبر … لكن الدولة فاضية لينا .. عشان تربي

  2. غايتو الواحد لامن ما يكون عندو موضوع او فكرة يكتب عنها تبقى مشكلة , سودانيير مما ربنا خلقا موعيدا خارج الشبكة , يعني ما حاجه جديده , بعدين اذا كان السودانيين فعلا كسلانيين فانتِ مثال للكسل , لانو تبريرك بتأخر طائرة سودانير منعك من كتابة العمود , تبرير غير مقبول , بعدين ما وريتينا طيارتك دي كانت جاية من وين , لانو اذا كانت جايه من (ام برمبيطة) , فى حاجه اسمها انترنت , كان ممكن تكتبى وترسلى للجريدة من اى مكان فى العالم , لكن المشكله مافى سودانيير , المشكلة فى عدم الموضوع , على الرغم انو المواضيع على قفى من يشيل , زي عكورة المويه , تراجع الحكومة وقبولها مفاوضة الحلو , إقالة مدير هيئة المياه , ياخى انشاء الله اكتبي عن خم الرماد , المهم تحترموا عقول الناس البستقطعوا من وقتهم عشان يقروا ويعرفوا اخبار السودان. ودمتم .

  3. عزيزتى نادية لا شك فية ان تاخير مواعيد الخطوط السودانية قد اثر سلبا على مستوى مقا لك اليوم وهذا ليس بغريب – الغريب انك لم تقومى بسرد اقبح صفاتنا و التى لا عذر لنا فيها على سبيل المثال لا الحصر صفة ان يكون الذى يحكمنا شخص كلبشير وان يكون فينا شيخا الترابى وان يتولانا امتعافى ومن بعدة الخضر و ان يكون منظرونا نافع و على عثمان و و و و و وان يكون حكمائنا الرغنى و المهدى بل تكون احزابنا السياسية المؤتمر الوطنى و الشعبى سيدتى ما اسهل الكسل والمواعيد وسط هذا الوحل

  4. يا حليلك يا بنت ود مختار إنتي من زمن المواعيد السودانية (الناس إتقدمت و خلت العادات القديمة دية بعدما عرفت قيمة الوقت مع تناغم الحياة و وتيرتها السريعة)
    و بعدين نحن في بلاد المهجر عانينا كثيراً من الإشاعات المبثوثة ضد السودانيين مثال أنهم "كسلانين" و هذا معروف أن مصدره من بعض الجنسيات المعروفة التي كانت تشعر بأن السوداني منافس لها في سوق العمل و إنكشفت العملية و أثبت السوداني براعته و نشاطه عشان كده "مواعيد سودانية تسقط مثلها" وجب التنويه و شكراً حيث في كل بلاد الدنيا تجدين يا أختى العزيزة بعض الناس يطنشون دقة المواعيد و تجدين آخرين أفضل من الإنجلييييييييييز . :cool: :lool:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..