الشاعر الكبير عبدالرحمن مكاوي في ذمة الله

انتحبت الأغنية السودانية يوم أمس الأربعاء، إثر رحيل شاعر مرهف، عرف كيف يصور المشاعر ويخرجها في لوحات ذاهية وانيقة.
فقد انتقل إلى رحمة الله الشاعر السوداني الكبير عبدالرحمن مكاوي، ووري الثري في مقابر البنداري بالخرطوم بحري.
نشأ “ﻣﻜﺎﻭﻱ” يتيم الأب، وكفلته والدته السيدة ﺯﻳﻨﺐ “ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻟﻠﻪ” وﺻﻨﻌﺖ ﺭﻗﺘﻪ ﻭﻫﺬّﺑﺖ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ بأدب التصوف فقد كان لسانها يردد بأستمرار أبيات ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﺢ ﺍﻟﺘﻲ كانت تكتبها.
حواء بيتا بقى الطريق
وحالا يغنى عن السؤال
متلفحة الحنية شال
متوسدة الهم والنعال
وقبال «تأشر» لي تعال
في عيونا حبست الدمع
بين الرموش قدامي سال
من قصيدته “أيتام الزمن”
كانت حياتهم رقيقة الحال، ولكن والدته لم تكن تشتكي للناس، رغم الحزن البائن عليها، وعندما يسألها الناس عن حالها كانت ترد قائله “المراد لله” لذلك سار عليها هذا اللقب.
الراحل متزوج من السيدة فائزة ووالد لثلاث (منيرة، وميسون، ومواهب)، وكلهن متزوجات.
ساهم الشاعر “مكاوي” في تشكيل الذائقة الغنائية من خلال أعمال فنية خالدة، وساهم في نشرها ثنائيته الرائعة مع الفنان حمد الريح، والتي نتجت عنها أروع أغنيات حمد: “خليتني لي عيشة الشقى”، و”بريدك يا شقاء الأيام”، أحلى منك قايله بلقى، وآخرها “أصبحت كيف”.
تعاون الراحل مع الفنان النور الجيلي أضاف لمكتبة الغناء السودانية “يا القدامنا ما انت” وللراحل هاشم ميرغني قدّم ” ما زمان بتقول عيونك”، وللراحل مصطفى سيد أحمد قدم أغنية “تقول لي الفراق مكتوب”، ولمحمد الأمين “هى إلا الغربة نتغرب”، ولأنس العاقب “يا بلدينا”، ولهادية طلسم ” روّح معاك عمر الهناء”.
يقول متابعون أنه لم ينل حظاً كافياً من الإعلام، بسبب تربيته الصوفية التي تجعله غير محباً للأضواء. أما تفسيره هو لذلك أن المعاناة قللت كثيراً من عطائه.
رحل الشاعر الكبير وخلّف وراءه أعمالاً خالدها سيظل يرددها شعبنا. نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر وحسن العزاء.
تغمده الله بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
تصويت:
(انتخبت) الأغنية السودانية … المقصود (انتحـــــــــــبت) .
تعاون الراحل مع الفنان النور (الجيلي) ….. ولعل المقصود (الجيلاني) ، لأنه من تغنى بالأغنية المذكورة