نصف مشهد لعديمي الخيال (حجب بأمر الرقابة من عدد اليوم الأحد)

الحصة الأولى

وأنا أتفحص بريدي الاليكتروني، فرزت من صندوق الوارد، رسالة تقول: قرأت مقالكم الحصة الأولي ليوم الأربعاء الماضي بعنوان (يتظاهرون بالنوم). للأسف في هذا البلد المسكين لو اجتمع صحفيي الأنس والجن على أن يوجهوا الحكومة فلا حياة لمن تنادي.
لفت انتباهي في آخر المقال ما ورد عن العطالة المقنعة لمسؤولي الحكومة، وحقيقة ما الولاة والمعتمدين براهم، يا سيدي بين كل خمسة مسؤولين محتاجين لواحد بس، لكن نتيجة للمحاصصات الجهوية والقبلية وما يسمونه بالحكم الفيدرالي، يلجأوون لمثل هذه الترضيات. قبل أسابيع تحدث أحد مسؤولي التعليم العالي (الكتااااار ديل) في الاذاعة عن أن إحدى كليات الزراعة بجامعة ولائية بها أربعة اقسام وستة وعشرون طالب فقط، يعني بمعدل اربعة طلاب وشوية في كل قسم وديل أكيد عندهم رئيس قسم وعميد كليه وأساتذة ولابات، بالله كلية زي دي لزومها شنو وبعد دا كلو يقولوا لينا عملنا ليكم ثورة تعليم.
من وجهة نظري ارى الحل في ثلاثة خيارات(تخفيض الصرف الحكومي البذخي، محاربة الفساد (هههههه) ثم رفع الدعم، لكن فجاة اختفو حلين وفضل واحد ينزلوا بيهو على رأس المواطن كل ما ينزنقوا، ويصهينوا من الحلول الأخرى، لكن نحن عندنا حل رابع زي ما قال الرسول صلي الله عليه وسلم، وهوالدعاء).
طويت الرسالة، وكنت اتمنى أن لا أعلق، لأنني شخصياً وآخرين كُثر، رددنا هذا الكلام البسيط الواضح الفصيح البليغ (سهل الهضم، مكرب المنطق) مراراً وتكراراً، لكن من يسمع، لا أحد يا سيدي. وقيل أن السلطة تبث وقراً في الأذنين، وتقفلهما بشمع مختوم، كما تغلق العقول والقلوب (والزراعنا غير الله الليجي يقعلنا)، وما إليها من عبارات تخترق أحشاء الجميع كنصل حاد، وهم يرون من يبني الفلل و العمارات السوامق (فوق ضهر ناساً فقارى)، ويركب الفارهات ويفطر هوت دوغ ويتعشى بيتزا، وربما، وهذا أكيد (يشربون من كأسٍ) كان مزاجها كافورا.
الحصة الأخيرة:
صاح المُخرج للممثلين بعد انتهاء نصف المشهد الأول، أسدلوا الستار، انتهت المسرحية، ثم أعاد للجمهور قيمة التذاكر، واعتذر قائلاً: أسمحوا لي أن أقول لكم أنكم جمهور صبور، إذ احتملتم هؤلاء الممثلين عديمي الموهبة والخيال لـ(نصف مشهد).
_________
صحيفة اليوم التالي
حجب بأمر الرقابة من عدد اليوم الأحد