الداعية عمر كساب .. عندما يرحل العلماء !!

(من السهل علينا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه).. أحلام مستغانمي
() فجعت الحصاحيصا عصر الخميس وهي تودع أستاذا جليلا مربيا قديرا وعالما فذاً جعل مبلغ همه الإخلاص والتفاني في الدعوة إلي سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والسعي بين الناس إصلاحا لذات البين وتقديما للنصح وإغاثة الملهوف وهو ذلكم العالم الجليل الأستاذ عمر محمد إبراهيم كساب أستاذ اللغة الانجليزية الذي ووري الثري بمسقط رأسه في قرية شرفت الحلاوين التي لم تشهد هكذا من قبل موكب تشييع مهيبا سيظل راسخا في اذهان الناس .
() الراحل من مواليد قرية شرفت الحلاوين ، درس المرحلة الأولية بقرية التكلة جبارة والوسطي بالمحيريبا ثم حنتوب الثانوية واختتم بمعهد بخت الرضاء للمعلمين .عمل بالمدارس الوسطي والثانوية في منطقة الشرق في بورتسودان وسنكات وفي العديد من مدن جنوب السودان في واو و ملكال وعمل أيضا في ابوعشر والحصاحيصا حتى العام 1975 حيث عمل بالتجارة والدعوة والإرشاد .
() الراحل الأستاذ العالم عمر كساب سيترك فراغا عريضا في كل مساجد محلية الحصاحيصا وخاصة مساجد المدينة والتي ظل يتردد عليها في سبيل نشر الدعوة وارشاد العباد بأسلوبه الساحر الأخاذ ينشرح له القلب و تتفتح له (رامات) الذهن لأنه مدرسة متفردة في الدعوة لا تستطع أن تقاوم الاستماع إليه من فرط جزالة العبارة وحسن تخيره للألفاظ والكلمات وصوته الجهير بالهدوء وسكينة بلا انفعال لا وعيد أو صريخ وفوق كل ذلك تفقهه واستيعابه للسيرة بشكل واع وتقديمها بقالب عصري متقدم .
() كان عليه الرحمة محكما لوحده يستطع أن يزيل خلافات البشر في لمح البصر لأنه صادق وقوي وأمين وحكيم يحتكم إليه باطمئنان و ثقة وكان موفقا في الإصلاح بين الناس . كان فيلسوفا له فهمه الخاص للحياة الدنيا ، يعتقد أن لذة الحياة الدنيا يقطعها ذكر الموت والوقوف بين يدي الله وهاهو الآن لأنه رجل صالح يموت راحة لنفسه وشقاء لنا ، بعد أن استأذنه الموت الذي لا يفعل ذلك إلا مع العاقلين ويدفع الباب علي الغافلين ومثل ما قال إمامنا علي كرم الله وجهه، ((لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا تلك التي هي قبل الموت بانيها)).. ونشهد له انه كان مشغولا و مهموما ببناء داره في الآخرة .
() نسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا بقدر ما اخلص في عبادته ونشر الدعوة والإرشاد وإصلاح ذات البين ومجاهداته الكثيرة وهو قوي ثابت الجنان لم يلن او يضعف وما حاد عن الحق ونسأل الله أن يدخله عالي الجنان و يجعل البركة في ذريته الابن الدكتور محمد والباشمهندس حمزة والمهندس بكري وعثمان وشقيقاتهم وعشيرتهم وأصدقاء الراحل و تلاميذه وكل المصلين بالمساجد التي يتردد عليها الراحل ولا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الرحمةوالغفران وحسن المآب ومطر الثواب تتنزل على روح وقبر الراحل الأستاذ الداعية عمر كساب الذي عرفته المنطقة شيخا نزيها ومصلحا يشد الناس نحو دروب الإيمان بنعومة نصحه وجزالة كلمه و دماثة خلقه.. فقد عرفته عن قرب يحبب في الدعوة بمثاليته التي تبشر ولا تنفر و كان بحسن معشره وسط أهله محل ثقة في كل كبيرة وصغيرة ويرتاد الناس أماكن ندواته بشغف لـتاكدهم من فائدة ما يقول لهم عن دينهم ودنياهم وآخرتهم بصدق و دون رياء أو تزلف لمصلحة من سلطان أ وتقربا لجاه أو مال اومتاع الدنيا الزائل ، الا رحمه الله رحمة واسعة وأحسن اليه بقدرما كان داعية مفلحاً ومصلحا، وشكرا لك استاذنا حسن على كلمة الحق التي أتيت بها حقا في سيرة الرجل العطرة النقية .. و انا لله وانا اليه راجعون ..

  2. غادرنا فجأة .. بسكينة و لطف ..

    و ملأنا احزانأ و أحزانأ ..

    و و الله ما حزنت حزنأ بهذا القدر في الزمن القريب ..

    كان عمر كساب أمة ..

    و أب للكثيرين ..

    كان حلوا معشره ..

    عالية أخلاقه ..

    جليلة صفاته ..

    تتابعه بعينيك فتتعلم منه …

    كيف يكون الدين ..

    و كيف تكون الأخلاق ..

    و كيف تكون المعاملة ..

    بكاه من قبل أهل قريته شرفت الحلاويين حينما انتقل منهم ليجاور غيرهم ..

    و صاح فبه أحدهم متالما…

    يا ليت يا عمر لو كنت مت ..

    يحسب ان فراقه ميتا قد يكون اخف من فراقه حيا …

    و لكنه ظل وفيا لهم ..

    يعود اليهم ليؤمهم في كل جمعة ..

    و اليوم يغادرهم .. يموت و يدفنوه .. اهل شرفت الحلاويين .. و في شرفت الحلاويين ..

    يتصلوا بأبنائه ليعزوهم .. فلا يسمع الأبناء منهم إلا النواح ..

    كان عمر أمة بدون تصويت .. و كان قيادة بدون انتخاب .. و عزة بدون كثير مال ..

    صدقاته في الأعياد تجول .. و خرافه لليتامى تصول ..

    قال لأحدهم في محاولة اصلاح استعصى عليه..

    و الله مشيت في كم و عشرين رقبة و دم و ما رجعت خايب … و الليلة منكم ما برجع خايب..

    كان يومه يبدأ بالثلث الأخير ..

    و حتى مات..

    لم يترك قيام الليل .. و لا خرج من المسجد قبل شروق الشمس ..

    ترقب عمر بعينيك فتتعلم منه كيف تكون الاخلاق و كيف تكون التربية ..

    عمر الذي لا يعرف السباب .. كان إذا أخطأ ابنه يزجره : يا ابني يا حبيبي ما كده .. يا ابني يا حبيبي ما كده ..

    قالها لأخته الكبرى فاطمة أمامي .. و ابتسمت انا .. لغبائي .. لأني كنت اظنه يمزح ..
    انا حأموت قبلك انت و حرم ..
    و كان .. ما قال إنه سيكون .. كما قال انه سيكون

    خطبت منه نسيبة ..

    فقال لي ما عاوزين منك حاجة .. و لو جبت إي حاجة ما حد حيعرف أو يشوف .. و لو ما جبت أي حاجة ما حد حيعرف أو يشوف ..

    كنت حينها طالبا لم اكمل الماجستير .. سالته .. انت يا حاج بتك دي بتديها لزول ما بتسالو شغلو شنو او حياكلها من وين ؟ .

    و اجابني : لو اقتنعت انو راجل اديهو بتي .. شغلو عاوز بيهو شنو ؟؟

    كان عمر انيسا .. لطيفا ..

    تزوجت نسيبة .. و لحظي..

    و ودعنا و نحن مسافرين .. و أوصاها قائلا : يا بنتي حبي زوجك شديد ..

    فنهرته إحدى خالته العجائز.. اجي يا عمر? ده كلام شنو ده..?

    فالتفت اليها مبتسما و قال : نسيتي يا خالة يوم مات زوجك ؟ ..نسيتي الليلة يا حبيبي .. الليلة يا طبيبي ؟

    كل يوم كنت اتعلم منه شيئا جديدا ..

    ” و الله قدر ما ربحت و خسرت في السوق ما في زول في البيت بيعرفتي انا اليوم خسران و لا ربحان .. بخلي السوق في السوق و البيت في البيت ..”

    “جيل الزمن ده جنو مشاكل..
    و الله انا عايش مع محاسن 25 سنة ما حصل يوم بتنا زعلانين من بعض..”

    تغيب شمس اليوم .. و ليس على ظهرها عمر كساب ..

    ليس على ظهرها ابونا .. كما كنت دوما اناديه ..

    اللهم تقبل من عمر كساب .. و اجمعنا به تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ..

    أ. د. أسعد خالد محمد علي

  3. غادرنا فجأة .. بسكينة و لطف ..

    و ملأنا احزانأ و أحزانأ ..

    و و الله ما حزنت حزنأ بهذا القدر في الزمن القريب ..

    كان عمر كساب أمة ..

    و أب للكثيرين ..

    كان حلوا معشره ..

    عالية أخلاقه ..

    جليلة صفاته ..

    تتابعه بعينيك فتتعلم منه …

    كيف يكون الدين ..

    و كيف تكون الأخلاق ..

    و كيف تكون المعاملة ..

    بكاه من قبل أهل قريته شرفت الحلاويين حينما انتقل منهم ليجاور غيرهم ..

    و صاح فبه أحدهم متالما…

    يا ليت يا عمر لو كنت مت ..

    يحسب ان فراقه ميتا قد يكون اخف من فراقه حيا …

    و لكنه ظل وفيا لهم ..

    يعود اليهم ليؤمهم في كل جمعة ..

    و اليوم يغادرهم .. يموت و يدفنوه .. اهل شرفت الحلاويين .. و في شرفت الحلاويين ..

    يتصلوا بأبنائه ليعزوهم .. فلا يسمع الأبناء منهم إلا النواح ..

    كان عمر أمة بدون تصويت .. و كان قيادة بدون انتخاب .. و عزة بدون كثير مال ..

    صدقاته في الأعياد تجول .. و خرافه لليتامى تصول ..

    قال لأحدهم في محاولة اصلاح استعصى عليه..

    و الله مشيت في كم و عشرين رقبة و دم و ما رجعت خايب … و الليلة منكم ما برجع خايب..

    كان يومه يبدأ بالثلث الأخير ..

    و حتى مات..

    لم يترك قيام الليل .. و لا خرج من المسجد قبل شروق الشمس ..

    ترقب عمر بعينيك فتتعلم منه كيف تكون الاخلاق و كيف تكون التربية ..

    عمر الذي لا يعرف السباب .. كان إذا أخطأ ابنه يزجره : يا ابني يا حبيبي ما كده .. يا ابني يا حبيبي ما كده ..

    قالها لأخته الكبرى فاطمة أمامي .. و ابتسمت انا .. لغبائي .. لأني كنت اظنه يمزح ..
    انا حأموت قبلك انت و حرم ..
    و كان .. ما قال إنه سيكون .. كما قال انه سيكون

    خطبت منه نسيبة ..

    فقال لي ما عاوزين منك حاجة .. و لو جبت إي حاجة ما حد حيعرف أو يشوف .. و لو ما جبت أي حاجة ما حد حيعرف أو يشوف ..

    كنت حينها طالبا لم اكمل الماجستير .. سالته .. انت يا حاج بتك دي بتديها لزول ما بتسالو شغلو شنو او حياكلها من وين ؟ .

    و اجابني : لو اقتنعت انو راجل اديهو بتي .. شغلو عاوز بيهو شنو ؟؟

    كان عمر انيسا .. لطيفا ..

    تزوجت نسيبة .. و لحظي..

    و ودعنا و نحن مسافرين .. و أوصاها قائلا : يا بنتي حبي زوجك شديد ..

    فنهرته إحدى خالته العجائز.. اجي يا عمر? ده كلام شنو ده..?

    فالتفت اليها مبتسما و قال : نسيتي يا خالة يوم مات زوجك ؟ ..نسيتي الليلة يا حبيبي .. الليلة يا طبيبي ؟

    كل يوم كنت اتعلم منه شيئا جديدا ..

    ” و الله قدر ما ربحت و خسرت في السوق ما في زول في البيت بيعرفتي انا اليوم خسران و لا ربحان .. بخلي السوق في السوق و البيت في البيت ..”

    “جيل الزمن ده جنو مشاكل..
    و الله انا عايش مع محاسن 25 سنة ما حصل يوم بتنا زعلانين من بعض..”

    تغيب شمس اليوم .. و ليس على ظهرها عمر كساب ..

    ليس على ظهرها ابونا .. كما كنت دوما اناديه ..

    اللهم تقبل من عمر كساب .. و اجمعنا به تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..